اقتصاد

6 دول أفريقية تستعد لاستقبال 200 ألف طن حبوب مجانية من روسيا

الشحنات ستصل بنهاية العام.. وأول المتلقين الصومال وبوركينا فاسو

تتأهب الشحنات الروسية من الحبوب المجانية للوصول إلى أفريقيا خلال أيام، مما يمنح زخماً جديداً لمساعي روسيا لتعزيز نفوذها في القارة.

كان الرئيس فلاديمير بوتين قد تعهد بإرسال شحنات حبوب مجانية من روسيا إلى ست دول أفريقية ترتبط بعلاقات قوية مع موسكو، خلال القمة الروسية الأفريقية التي عُقدت في سان بطرسبرغ في يوليو الماضي.

جاءت هذه الخطوة في أعقاب انتقادات بأن الحرب الروسية في أوكرانيا وانسحابها من صفقة سهلت تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، أدت إلى ارتفاع أسعار الغذاء والأسمدة عالمياً.

يُتوقع أن تصل شحنات بإجمالي 200 ألف طن بحلول نهاية العام، حسبما أفادت وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية في 17 نوفمبر نقلاً عن وزارة الزراعة الروسية، حيث ستكون كلٌ من الصومال وبوركينا فاسو أول الدول الأفريقية التي تتلقى الشحنات. قال بوتين في يوليو إنه من المقرر أن تحصل كل من زيمبابوي ومالي وإريتريا وجمهورية أفريقيا الوسطى على شحنات تتراوح من 25 -50 ألف طن من الحبوب لكل دولة، وهو ما يمثل جزءاً محدوداً مما تستهلكه هذه الدول.

يأتي سعي روسيا لتعزيز العلاقات مع الدول الأفريقية من خلال زيادة التجارة ونشر مجموعة “فاغنر” لدعم الحكومات غير المستقرة في أعقاب الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة وحلفاؤها لعزلها رداً على غزو أوكرانيا. ومع ذلك، لا يزال دورها محدوداً، حيث بلغت تجارتها البينية مع القارة 18 مليار دولار فقط في عام 2022، وهو أقل بكثير من 282 مليار دولار مع الصين.

طُرح بحث في أحد المؤتمرات في كيب تاون يوم الأحد والذي نظمته مؤسسة أنشأها رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي، حيث استهدف استبعاد فكرة أن موسكو تتحمل المسؤولية الأساسية عن ارتفاع تكاليف الغذاء. أدت العقوبات المباشرة أو غير المباشرة المفروضة على روسيا وحليفتها بيلاروسيا إلى خفض الإمدادات العالمية من الأسمدة والأمونيا بمقدار 40.8 مليون طن حتى أبريل 2023، وفقاً للبحث المدعوم من صندوق أسسه ملياردير الأسمدة الروسي أندريه ميلنيشينكو.

تعد أوكرانيا وروسيا من أكبر المصدرين للحبوب والزيوت النباتية في العالم. أثرت الحرب على الإمدادات العالمية من كلا السلعتين، حيث قصفت روسيا المتاجر والموانئ الأوكرانية.

على الرغم من أن الأسمدة الروسية لم تخضع لعقوبات دولية، إلا أن العقوبات المفروضة على أصحاب الشركات التي تنتجها والقيود التي تفرضها الصناعات المصرفية واللوجستية، أدت إلى انخفاض الصادرات في العام الماضي. تعافت هذه الصناعة منذ ذلك الحين، مما أدى إلى انخفاض الأسعار.

أظهر تحليل الدراسة لتأثير صفقة حبوب البحر الأسود أنها ساعدت في إطعام حوالي 95 مليون شخص، لكنها لم تضمن تدفق الأسمدة القادمة من روسيا بسلاسة إلى الأسواق العالمية. ولو حدث ذلك لكان من الممكن إنتاج غذاء يطعم نحو 199 مليون شخص.

كان الملياردير ميلنيشينكو، الذي يحمل الجنسيتين الروسية والإماراتية، فُرضت عليه عقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في أعقاب غزو أوكرانيا. توجه إلى جنوب أفريقيا في أواخر العام الماضي للضغط على السياسيين لدعم مناشداته للاتحاد الأوروبي لحل قضايا إمدادات الأسمدة.

تبنّت بريتوريا موقفاً محايداً تجاه الحرب في أوكرانيا، الأمر الذي أثار انتقادات من الولايات المتحدة وعدد من أكبر شركائها التجاريين الآخرين. قضى مبيكي فترة زمنية في المنفى في روسيا خلال حكم الفصل العنصري، وتسلم مقاليد الحكم كرئيس لجنوب أفريقيا من عام 1999 حتى عام 2008.

زر الذهاب إلى الأعلى