أخبار دولية

سوريا.. «قوة لمكافحة الإرهاب» تقر بارتكاب أفرادها جرائم قتل وتمثيل.. وتؤكد أنها عاقبتهم

أقر فصيل ما يسمى بـ"قوة مكافحة الإرهاب" المعلن عن نفسه في السويداء جنوبي سوريا مؤخرا بأن أفرادا فيه قتلوا شخصا اختطفته القوة قبل أيام، حيث عثر على جثته مشوهة وعليها آثار التعذيب.

وفي بيان نشرته القوة قالت: "إن ما حدث في وفاة الفقيد نهار المفلح أمر لا يمكن السكوت عنه، ومن غير المقبول أن يمر مرور الكرام".

وذلك تزامنا مع وصول جثة المفلح مشوهة وعليها آثار تعذيب إلى مشفى السويداء، وكانت القوة اختطفته مع شخص آخر بعدما أعلنت أن أشخاصا اعتدوا على حاجز لها في بلدة المزرعة غربي المدينة.

القوة التي أعلنت عن نفسها في يونيو الماضي إلى جانب "حزب اللواء السوري"، نشرت صورة لأربعة من أفرادها مكبلي الأيدي، قالت إنهم من "قسم التحقيق".

وأضافت أنها أوقفت أفراد "فريق التحقيق" الذين استجوبوا المفلح، وأكدت أن "لا يمكن اعتبار ما حدث خطأ فرديا، وأن ما حدث مع نهار يتحمله الكبير قبل الصغير في قوة مكافحة الإرهاب".

وجاء في البيان أن أعضاء قسم التحقيق حاولوا تقديم التبريرات، إلا أن "القوة الأمنية" لم تسمع وأضافت أنها بدأت "بتطبيق العقوبات الداخلية القاسية عليهم والتي يعرفها جيدا كل عناصر "قوة مكافحة الإرهاب"، التي يتم تطبيقها عندما يخرج أي أحد منهم خارج القوانين الداخلية التي تم وضعها في النظام الداخلي لقوة مكافحة الإرهاب".

وقالت القوة: "نضع أنفسنا جميعا في قوة مكافحة الإرهاب تحت الحق والمحاسبة أمام أهل الفقيد، ونضع أنفسنا جميعاً في قوة مكافحة الارهاب بدءاً من القيادة ومعنا جميع العناصر تحت الحق وفق الأعراف والتقاليد المتبعة ونقبل بما يتم الاتفاق عليه من محاسبة".

وفي إشارة إلى حادثة أخرى أثارت الخوف في المحافظة، حيث تم تعليق جثة في الشارع، قالت القوة: "من حق قوة مكافحة الإرهاب الدفاع عن أنفسهم، ونحن منذ بداية عملنا نتعرض للهجوم ومازلنا في موقف الدفاع، لكن يجب أن يعلم جميع العناصر لدينا أنه ليس من حق أي أحد منهم أن يكون العنف والانتقام هو ردهم بعد أي هجوم كما حدث في تعليق الجثمان في ساحة المزرعة أو ما حدث خلال التحقيق مع الفقيد نهار الملفح، وإلا فأننا سوف نتحول إلى نسخة طبق الأصل عن الجهات التي نقوم بمحاربتها وهذا أمر لن نسمح بحدوثه".

وتعددت الروايات حول ما حصل قبل أيام على حاجز للقوة في بلدة المزرعة، إذ تقول القوة إنها أفراد الحاجز تعرضوا لهجوم، بينما ذكرت وسائل إعلام محلية أن سيارة تقل أشخاص من العشائر، عبرت الحاجز دون أن تمتثل لأوامر التوقف فأطلق أفراد القوة النار عليهم وأصابوا أحدهم، ورد عليه مسلحون كانوا في السيارة التي واصلت سيرها، ولاحقا قام أفراد القوة بالبحث ووجدوا جثة القتيل، فعلقوها في شارع في البلدة.

وكانت القوة نشرت بيانا مشتركا بينها وبين "قيادة العشائر" حول الحادثة قالت فيه إن الطرفين اتفقا على "وأد الفتنة" واعترفت فيه أيضا بأن أفرادا منها قاموا بتعليق جثة أحد الذين قتلوا برصاص القوة، وإنها "تعترف أن التمثيل بالجثث أمر مسيء".
 

زر الذهاب إلى الأعلى