كندا.. اكتشاف أكثر من 750 قبراً لمجهولين قرب مدرسة داخلية سابقة للسكان الأصليين
أعلن زعيم لسكان أصليين في كندا الخميس اكتشاف أكثر من 750 قبرا في عمليات تنقيب داخل موقع مدرسة داخلية سابقة في مقاطة ساسكاتشيوان في غرب كندا.
وقال قدموس ديلمور في مؤتمر صحافي حول الاكتشاف الثاني من نوعه في أقل من شهر، “باشرنا التنقيب عبر استخدام رادار لجوف الأرض في 2 يونيو وإلى الأمس (الأربعاء)، اكتشفنا 751 قبرا مجهولة الهوية”، مضيفا “الأمر لا يتعلق بمقبرة جماعية، إنّها قبور لا تحمل علامات”، وفقاً لـ «يورونيوز».
هذا وأعلن متحدثون باسم أحد الشعوب الأصلية لكندا (ما يعرف باسم الأمم الأولى) الأربعاء، إنه تمّ العثور على مئات القبور المجهولة في موقع مدرسة سابقة في مقاطعة ساسكاتشوان وسط البلاد.
وقال شعب كاويسيس في بيان إن عدد القبور التي تم العثور عليها هو الأكبر حتى الآن، ما يوحي بأنه أكبر من تلك التي عثر عليها في مقاطعة كولومبيا البريطانية (غرب) الشهر الماضي وبلغ عددها 215.
وتعود القبور لأطفال من السكان الأصليين دخلوا تلك المدارس التي كانت تشرف عليها الكنيسة الكاثوليكية. وقد بقيت تلك المؤسسات التعليمية مفتوحة حتى بداية سبعينيات القرن الماضي.
يقول مؤرخون كنديون إن بين العام 1883 و1996، أجبر نحو 150 ألف طفل من شعوب الأمم الأولى على “استيعاب وإدراك” المجتمع الأبيض في كندا، عبر الالتحاق بمدارس كان يديرها، غالباً، مبشرون مسيحيون.
وقد واجه هؤلاء الأطفال انتهاكات كبيرة بحيث وصفت “اللجنة الكندية للحقيقة والمصالحة” في 2015 ما عاشوه بـ”الإبادة الثقافية”. إذ كانوا يُمنعون من التحدث بلغتهم الأصلية كما تعرضوا للاغتصاب والاعتداء الجنسي بل والحرمان من الطعام حسب الكثير من الشهادات.
وكان تقرير صدر عن اللجنة نفسها قد قال إن نحو 3200 طفل قد قضوا في المدارس الكاثوليكية خلال تلك الحقبة. من جهتهم، طالب قادة الشعوب الأصلية الكنيسة الكاثوليكية بالاعتذار. لكن لم يتم الاستجابة لهذه الدعوة إذ أعرب البابا فرنسيس عن حزنه إزاء اكتشاف تلك المقابر، إلا أنه لم يعتذر.
يقول شعب كاويسيس من الأمم الأولى في بيان إنه تمّ العثور على مئات المقابر في مركز مدرسة “مارييفال إنديان سكول” التي فتحت أبوابها نحو قرن تقريباً (من 1899 حتى 1997) واصفاً الاكتشاف بـ”المرعب والصادم”.
وكانت الكنيسة الكاثوليكية أدارت شؤون المدرسة حتى العام 1979، وبعدها أصبحت حكومية.
ويضيف بيان كاويسيس أن المزيد من التفاصيل سيكشف عنها الخميس في مؤتمر صحافي.
دعوة للتضامن
وصف بيري بيليغراد، وهو المسؤول عن الجمعية الوطنية للأمم الأولى، الاكتشاف بـ”التراجيديا المطلقة ولكن غير المفاجئة” مطالباً الكنديين في تغريدة بالوقوف إلى جانب الأمم الأولى.
وكان رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، أعلن بعد اكتشاف المقبرة الجماعية في كولومبيا البريطانية أن الحكومة الكندية ستدعم الأمم الأولى في حال طلب قادتها المساعدة من أجل البحث عن المزيد من المقابر الجماعية.