محللان نفطيان: ارتفاع سعر النفط لانحسار الجائحة ونجاح جهود «أوبك +»
(كونا) – رأى محللان نفطيان كويتيان أن الارتفاعات الملحوظة بأسعار النفط في الآونة الأخيرة عائدة إلى زيادة الطلب على الوقود حول العالم بعد إنهاء الدول لحالات الإغلاق العام فيها عقب بداية انحسار جائحة كورونا وزيادة أعداد متلقي اللقاح المضاد للفيروس حول العالم.
وأكد المحللان أن نجاح جهود تحالف (أوبك +) (منظمة الدول المصدرة للنفط ودول من خارجها) في الموازنة بين كمية المعروض ومستويات الطلب بأسواق النفط كان له بالغ الأثر في تلك الارتفاعات والمحافظة على مستوياتها.
وقال أستاذ هندسة البترول بجامعة الكويت الدكتور أحمد الكوح إن السوق العالمي شهد ارتفاعا لأسعار النفط خصوصا في بداية العام وكانت التوقعات تشير إلى أنها ارتفاعات آنية ولن تدوم طويلا ولكن نجحت (أوبك) بقيادة المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات وتحالف (أوبك +) بتثبيت تلك الارتفاعات والمحافظة على مستوى الأسعار.
وذكر الكوح أن نجاح (أوبك +) بتثبيت ارتفاع اسعار النفط كان عبر عدة أمور أبرزها تقليل كمية المعروض في الاسواق النفطية مبينا أن «الاتفاق الأمريكي الإيراني لم يؤثر على السوق بشكل مباشر بل كان له تأثير نفسي خصوصا في سوق المضاربات النفطية لأسعار النفط».
وبين أن من أهم الاسباب التي أدت للارتفاع الملحوظ لأسعار النفط هذا العام مقارنة بالعام الماضي هي بداية انفتاح الدول بعد علميات الإغلاق نتيجة لتفشي وباء (كوفيد-19) على الرغم من عودة دول كبرى إلى الإغلاق نتيجة تفشي تحورات جديدة للفيروس مثل الهند ودول أمريكا اللاتينية.
وأوضح أن هناك زيادة في الطلب على الوقود في العالم ترافقها زيادة في كمية المعروض مؤكدا أن استمرار أسعار النفط حول 65 دولارا للبرميل حتى نهاية العالم الحالي يعتبر إنجازا يحسب لتحالف (أوبك +).
واستبعد الكوح أن تصل الأسعار إلى مستويات 80 دولارا للبرميل لافتا إلى أنها «لو وصلت لهذا المستوى فلن تستمر لأكثر من أسبوعين نظرا لزيادة الضخ في السوق النفطية وزيادة العرض».
من جانبه قال الخبير النفطي جمال الغربللي إن هناك مؤشرات إيجابية لتعافي الاقتصاد العالمي وسوق النفط مع بدء انحسار وباء (كوفيد-19) واتفاق أعضاء (أوبك +) بالإبقاء على كميات الإنتاج عند مستويات متفق عليها متوقعا أن تكون معدلات الأسعار إلى نهاية السنة بين 80 و85 دولارا للبرميل.
وأوضح الغربللي أنه «على الرغم من بعض المؤشرات الإيجابية في الملف الأمريكي الإيراني واحتمال تزايد الكميات المصدرة من إيران فإن تحالف (أوبك +) قد يستوعب تلك الزيادة بتخفيض كميات بعض الدول وعلى رأسها المملكة العربية السعودية».
وبين أن هناك «بواعث قلق من زيادة الإصابات الجديدة بالفيروس في الهند والبرازيل فمن المتوقع نمو الطلب على النفط بـ 6 ملايين برميل يوميا خلال النصف الثاني من 2021 لكن تلك البواعث قد تخفض من مستوى النمو بحث يكون أقل من 6 ملايين برميل يومياً».