محليات

في ذكرى تفجير مسجد الصادق.. الإرهاب دخيل على المجتمع الكويتي المُتسامح

– صلاة موحدة لجميع أطياف المجتمع الكويتي أثبتت للعالم أجمع أن الكويتيين يد واحدة

– «هذولا عيالي».. كلمات راسخة قالها سمو الأمير الراحل سيخلدها التاريخ إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها 

قبل 6 سنوات من الآن وفي يوم الجمعة، هزت البلاد فاجعة أدمت قلوبها، وذلك باستشهاد 26 شخصا وإصابة 202 اخرين في التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجد الإمام الصادق الواقع في منطقة الصوابر وسط مدينة الكويت العاصمة.

فالكويت التي تنعم بالأمن والاستقرار على مدار تاريخها تتعرض من وقت لأخر لأعمال دخيلة عليها، ولا تعبر عن طيبة شعبها وكرم أصلهم، ومدى التسامح الذي يعم أراضيها ليشمل كافة الجنسيات والطوائف والمذاهب.

جامع الإمام الصادق

هو مسجد للمذهب الشيعي في الكويت بمنطقة الصوابر، كان اسمه بالسابق مسجد الحاكة، وهو تابع للمرجع الديني عبد الله الحائري الإحقاقي، وبعد تثمينه من قبل الحكومة الكويتية واستبدال الأرض بمنطقة أخرى سمي بالإمام الصادق تيمنا بالإمام جعفر الصادق وتبلغ مساحته بعد التثمين 1800 م ومبنى بالطريقة الإسلامية.

بداية القصة

يوم دام ما زال ماثلا في ذاكرة الكويت ووجدان أهلها حينما امتدت يد الإرهاب إلى جموع المصلين الأبرياء في مسجد (الإمام الصادق) في محاولة يائسة لزرع الفتنة والعبث بأمن البلاد واستقرارها وضرب وحدتها الوطنية لكن هذا الاعتداء الآثم لم يزد الكويتيين إلا صلابة وتماسكا في مواجهة الإرهاب.

ويستذكر أهل الكويت اليوم السبت الذكرى الأليمة السادسة لحادث التفجير الإرهابي الذي طال غدرا المصلين أثناء تأديتهم صلاة الجمعة في مسجد (الإمام الصادق) في التاسع من رمضان 1436 هجرية (الموافق 26 يونيو 2015) مخلفا 26 شهيدا ونحو 227 مصابا دون أي مراعاة لأي حرمات لاسيما الشهر الفضيل.

 «هذولا عيالي»

وقوع الاعتداء الآثم وفي لفتة إنسانية مدفوعة بعاطفة الأب الحاني على أبنائه وروح القائد القلق على شعبه حرص حضرة صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد على الحضور إلى موقع الحادث بعد دقائق قليلة من وقوعه رغم خطورة الوضع الأمني حينها لتفقد الضحايا وقد بدت على سموه ملامح التأثر وقال في أبلغ تعبير وبعفوية صادقة عبارته «هذولا عيالي».

وكان لهذه العبارة العفوية والعميقة التي أطلقها سمو الأمير وقع مؤثر بلسم قلوب الجميع ووأدت مآرب الإرهاب في مهدها حتى أصبحت شعارا يجسد نموذجا للعلاقة بين القائد وشعبه ويعبر عن إصرار أبناء الكويت على التمسك بوحدتهم الوطنية.

مسجد الدولة الكبير 

وهذا الإصرار تجسد أيضا حينما أقيم مجلس العزاء بضحايا هذا الاعتداء الآثم في مسجد الدولة الكبير (الرسمي) في اليوم التالي للحادث بحضور صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك وكبار المسؤولين والوزراء وأعضاء مجلس الأمة وكبار الشخصيات، فيما توافد آلاف من أبناء الشعب الكويتي وأيضا من المقيمين لتقديم واجب العزاء في صورة مثلت معنى اللحمة الوطنية للعالم أجمع.

وبين أن مبادرة سمو الأمير بتكريم أهالي وذوي الشهداء والمصابين في قصر بيان وأوامره السامية بترميم المسجد من آثار التفجير تحت إشراف الديوان الأميري وإعادة افتتاحه رسميا بحضور سموه قبل مرور عام من الحادثة بيوم واحد والصلاة فيه كلها مظاهر جسدت جليا اللحمة الوطنية بين الحاكم والمحكوم وحملت رسالة صريحة مفادها بأن الكويت عصية على كل من يريد زرع الفتنة بين أبنائها.

جنازة مهيبة

رغم حر الصيف القائظ ، حيث وصلت درجة الحرارة إلى 45 درجة مئوية، ورغم صيامهم في شهر رمضان خرج المشيعون بالآلاف للمشاركة في الجنازة. وحمل المشيعون الجثامين التي غطيت بالعلم الكويتي وسط هتافات دينية.

وحمل المشيعون، ومن بينهم نساء يرتدين العباءات السوداء، الأعلام الكويتية والرايات الخضراء التي تحمل شعارات دينية. وأعلنت وزارة الداخلية في بيان في وقت مبكر السبت أن 26 شخصا لقوا مصرعهم فضلا عن الانتحاري كما جرح 227 آخرون في أحد أسوا التفجيرات في البلاد، وهو الأول الذي يستهدف مسجدا.

حكم الإعدام

أصدرت دائرة الجنايات في المحكمة الكلية أحكاما بإعدام 7 من المتهمين في قضية تفجير "مسجد الإمام الصادق" كما قضت بسجن ثمانية متهمين آخرين بالقضية ذاتها لفترات تتراوح بين عامين و15 عاما.

زر الذهاب إلى الأعلى