اقتصاد

بعد نجاح التشغيل الكامل.. ما أهمية استخدام الوقود البيئي في الكويت؟

في إطار سعيها لإنتاج الطاقة النظيفة، أعلنت شركة البترول الوطنية الكويتية، في وقت سابق عن نجاح التشغيل الكامل لمشروع الوقود البيئي النظيف.

وبحسب الشركة يعد الوقود البيئي أحد أهم وأضخم المشاريع التطويرية في تاريخ القطاع النفطي الكويتي ومن المشاريع الحيوية والتنموية الكبرى على مستوى الدولة.

وقال مراقبون إن المشروع يهدف إلى خفض ملوثات البيئة من الكبريت إلى حدود منخفضة جدا، مؤكدين أن الوقود البيئي مستقبل الطاقة النظيفة في الكويت والعالم.

الوقود البيئي

وأعرب الرئيس التنفيذي للشركة وليد البدر في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن سعادته بالتشغيل الكامل للمشروع واصفا إياه بالحدث التاريخي البارز الذي يدعو للفخر ليس للشركة فحسب ولكن للقطاع النفطي الكويتي بشكل عام نظرا لدوره في تعزيز مكانة دولة الكويت ووضعها في مصاف الدول المتقدمة بصناعة تكرير النفط العالمية.

وشدد البدر على أهمية المشروع من الناحيتين الاقتصادية والبيئية مؤكدا مساهمته في زيادة ربحية المنتجات النفطية الكويتية وفتح أسواق عالمية جديدة أمام هذه المنتجات وتوفير المزيد من فرص العمل للكوادر الوطنية، وفقا لصحيفة الأنباء الكويتية.

وبين أن المشروع يعمل على خفض الانبعاثات والملوثات البيئية عبر إنتاج مشتقات نفطية عالية الجودة ومطابقة للاشتراطات والمعايير البيئية العالمية (يورو 4) و(يورو 5) التي تضع حدودا صارمة للشوائب والملوثات في مختلف أنواع الوقود المستخدم في وسائل النقل والصناعة وغيرها.

وأكد غانم العتيبي، نائب الرئيس التنفيذي للمشاريع بالوكالة، أن تصميم وإنجاز جميع وحدات المشروع تم وفق مواصفات متطورة تلبي الاشتراطات والمعايير البيئية العالمية.

وأضاف أن الوقود البيئي يعد من المشاريع العملاقة ضمن استراتيجية مؤسسة البترول الكويتية وشركة البترول الوطنية الكويتية 2040، مشيرا إلى أن تكلفته الرأسمالية بلغت 4.680 مليار دينار كويتي (15.5 مليار دولار)، كان عائد القطاع الخاص المحلي منها قرابة 35% جاءت عبر عقود التنفيذ والتوريد.

وأوضح أن الشركة واجهت العديد من التحديات خلال مراحل تنفيذ المشروع كان من بينها الظروف الصعبة الناجمة عن أمطار شتاء عام 2018 والنتائج المترتبة على جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) ما أدى إلى تأجيل وتعطيل تنفيذ الكثير من الأعمال، منوهاً في هذا الصدد بالكوادر الوطنية التي نجحت بكفاءتها وإخلاصها في تعويض نقص العمالة الوافدة متغلبة على التحديات.

فرص بديلة

اعتبر الدكتور مبارك الهاجري، مستشار النفط الكويتي، أن مشروع الوقود البيئي في الكويت يعتبر من أضخم مشاريع إنتاج الوقود البيئي، حيث يهدف إلى توسيع وتطوير مصافي ميناء الأحمدي وميناء عبد الله كوحدة تكرير متكاملة بطاقة استيعابية تبلغ 800 ألف برميل يوميًا.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، الأهم من ذلك هو إنتاج الوقود البيئي وبالتالي خفض ملوثات البيئة من الكبريت إلى حدود منخفضة جدا بمقدار 10 أجزاء من المليون (10 ppm) مقارنة مع النسب التقليدية في مصفاة البترول والتي كانت بحدود 500 جزء من المليون (500 ppm).

 

ويرى مستشار النفط الكويتي أن الوقود البيئي النظيف يسهم في تلبية الطلب المحلي للوقود النظيف في توليد الطاقة الكهربائية مع تقليل الانبعاثات الكربونية والمحافظة على البيئة.
وأكد أن المشروع يلبي الطلب العالمي في قطاع البتروكيماويات، وكذلك يحقق مشروع الوقود البيئي خلق فرص عمل جديدة للمواطنين وتحقيق فرص بديلة اقتصادية.

مكانة متميزة

بدوره اعتبر الدكتور محمد خليفة الجيماز، المحلل الاقتصادي الكويتي، أن تشغيل الكويت لمشروع الوقود البيئي يعزز إمكانية رفع سعة التكرير لدى مصفاتي الأحمدي وميناء عبد الله إلى 800 ألف برميل يومياً، مما يجعل للكويت مكانة عالمية مميزة في تصدير المشتقات النفطية عالية الجودة.

وبحسب حديثه لوكالة "سبوتنيك"، من خلال هذا المشروع تكون الكويت قد قطعت شوطا كبيراً على خارطة صناعة التكرير العالمية ووضعت اسم مصفاتي الأحمدي وميناء عبد الله في الصف الأول لمصافي النفط العالمية التي تتميز بمنتجات تتوافق مع المتطلبات العالمية الجديدة للحفاظ على البيئة.

ويرى المحلل الاقتصادي الكويتي أن المشروع الجديد يعمل على تقليص انبعاثات أول وثاني أكسيد الكبريت وغيرها من الانبعاثات الضارة.

ووفقا لوكالة الأنباء الكويتية، فالمشروع يتضمن تحديث وتطوير مصفاة ميناء عبد الله لزيادة طاقتها التكريرية إلى 454 ألف برميل يوميا ومصفاة ميناء الأحمدي إلى 346 ألف برميل يوميا.

زر الذهاب إلى الأعلى