الكويت تؤكد دعمها لجهود تعزيز الاستجابة الإنسانية السريعة في أفغانستان
(كونا) – أكدت دولة الكويت اليوم الاثنين انها لن تألو جهدا في تعزيز الاستجابة السريعة لمواجهة التداعيات الإنسانية في أفغانستان.
جاء ذلك في كلمة دولة الكويت امام المؤتمر الوزاري رفيع المستوى بشأن الوضع الإنساني في أفغانستان والقاها مندوب الكويت الدائم لدى الامم المتحدة والمنظمات الدولية الاخرى في جنيف السفير جمال الغنيم.
وقال السفير الغنيم ان هذا الموقف "يأتي انسجاما من إيماننا الراسخ بأن العمل الإنساني الموجه نحو النتائج وغير المتحيز والذي يقوم على الشفافية ويصب بلا شك في مسار بناء السلام والأمن المجتمعي في أفغانستان".
وأضاف ان دولة الكويت قد قامت مؤخرا بتسهيل عبور أكثر من 15 ألف شخص من الأفغان ورعايا 32 جنسية مختلفة من الدول الأخرى ممن تم إجلاؤهم مؤخرا من أفغانستان وقدمنا لهم المساعدات الإنسانية الأساسية.
وأشار الى ان دولة الكويت ترتبط بعلاقة شراكة مع أفغانستان منذ عام 1963 من خلال قيام (الصندوق الكويتي للتنمية) بتمويل العديد من المشاريع التنموية كما ساهمت في دعم الأمن الغذائي بأفغانستان من خلال مبادرة الكويت لتعزيز الأمن الغذائي في البلدان الإسلامية من خلال صندوق النوايا الحسنة.
وأوضح "ان التاريخ قد بين لنا أنه لا بديل عن الحوار والتعاون الدولي الأمر الذي يفرض علينا جميعا مضاعفة الجهود في المجال الدبلوماسي وبناء السلام لبلوغ الأهداف المنشودة في ميثاق الأمم المتحدة".
وشرح انه وفي السياق ذاته فإن دولة الكويت تجدد التأكيد على مضامين قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2593 لتحقيق سلام شامل ودائم في أفغانستان مجددين أيضا موقف دولة الكويت المبدئي والثابت الرافض لجميع أشكال العنف والإرهاب.
ودعت دولة الكويت المجتمع الدولي الى مضاعفة جهوده من أجل القضاء عليه نهائيا وضمان عدم استخدام أراضي أفغانستان مرة أخرى لتكون ملاذا للإرهاب والتطرف.
وقال السفير الغنيم ان "مبادرة امين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش بالدعوة الى عقد هذا المؤتمر الدولي الهام تهدف الى مساعدة جمهورية أفغانستان الصديقة لتجنبها كارثة إنسانية تلوح في الأفق والتعبير عن تضامن ووقوف المجتمع الدولي معها".
وشار الى ان احصائيات الأمم المتحدة توضح كيف تؤثر الأزمة الإنسانية في أفغانستان على أكثر من 18 مليون شخص أي نصف سكان البلاد بالكامل.
واكد السفير الغنيم ان دولة الكويت تتشارك مع الدعوة التي سبق وأن أطلقها الامين العام للأمم المتحدة لجميع الأطراف في أفغانستان للسماح للعاملين في المجال الإنساني بإمكانية الوصول دون عوائق لتقديم الخدمات والمساعدات المنقذة للحياة.
كما لفت الى ان الأزمات الإنسانية المختلفة التي يعاني منها العالم فضلا عن تداعيات جائحة ( كوفيد-19) "قد أرهقت المجتمع الدولي ما يتطلب منا جميعا في هذه المناسبة التذكير بضرورة وضع حد للنزاعات المسلحة وتعزيز احترام القانون الدولي الإنساني لنتمكن من إعادة توجيه جهودنا الدولية وتحويلها من مرحلة الإغاثة الى مرحلة التنمية".
في الوقت ذاته أشار السفير الكويتي الى انه منذ ما يزيد عن اربعين عاما يتجرع الشعب الأفغاني مرارة هذا الصراع ووقف المجتمع الدولي عاجزا عن المساعدة في تحقيق الاستقرار.
وقال ان الأحداث الأخيرة في هذا البلد تشكل منعطفا هاما يتطلب منا جميعا العمل بشكل مشترك لدعم سلام دائم يحقق الأمن والاستقرار في أفغانستان ويعزز جهود إعادة البناء ودفع التنمية وتحقيق تطلعات الشعب الأفغاني الصديق.