محليات

اليوم العالمي للعمل الإنساني.. رسالة سامية جوهرها العطاء والإيثار 

(كونا) – على الرغم من الصعوبات والتحديات الجمة التي تواجه العاملين في ميدان العمل الإنساني في أي مكان من العالم فإن قيم العطاء والإيثار والتضحية تبقى جوهر هدفهم وإيمانهم برسالتهم المثلى وقدرتهم على إحداث التغيير وإعلاء القيم الإنسانية.

ويدرك العاملون والمتطوعون والناشطون في مجال العمل الإنساني جيدا معنى استشعار حاجات الناس وتلبيتها لاسيما في المناطق الاكثر فقرا في العالم أو في مناطق النزاعات والكوارث وغيرها والتي تمنحهم شعورا خاصا بالسكينة والأمل على طريق الارتقاء بالإنسان مهما كان وأينما وجد.

ويمثل الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني الذي يصادف اليوم الخميس ويحمل هذا العام شعار (السباق من أجل الإنسانية) مناسبة مهمة للاعتراف بجهود العاملين في المجال الإنساني وتقديرها والتذكير بأهمية رسالته وقيمه سواء للعاملين في هذا الميدان أو أولئك الضحايا الذين فقدوا حياتهم بسبب النقص في المساعدات الإنسانية وصعوبة وصولها إليهم.

وقال الرحالة والناشط الإنساني وصانع المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي يوسف الراشد لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم إن الكثير من الرحلات السياحية الاستكشافية التي قام بها تحولت إلى رحلات خيرية إغاثية ومرد ذلك إلى استشعاره عن كثب لحاجة الناس تحديدا في أفريقيا للغذاء وللدواء وغيرها من المستلزمات الأخرى الضرورية.

وأوضح الراشد أن انخراطه في العمل الإنساني بدأ عندما كان على الحدود السنغالية – الغامبية حينما شاهد مجموعة من الأطفال وهم يندفعون نحوه بملابسهم الرثة والبالية وأرجلهم الحافية راجين منه بعض الطعام.

وأضاف أنه تواصل مع إحدى الجمعيات الخيرية الكويتية المعتمدة واقترح عليها فكرة حملة تستهدف الأطفال واطلق عليها اسم (فرحةالأطفال) وبالفعل وخلال ساعات قليلة تم جمع مبلغ لابأس به عبر منصة (إنستغرام) وتم تنفيذ العملية فورا بالتعاون مع فرع الجمعية في أفريقيا.

وأشار إلى أنه وجد المتعة الحقيقية في مساعدة الغير وتغمر الإنسان بسعادة لا توصف أضف إلى ذلك أن للرحلات الإغاثية التطوعية الخيرية جمالها الخاص رغم التعب لكن نهايتها شعور بالراحة والسلام الداخلي.

من جانبها قالت مؤسسة فريق (ونس) التطوعي مريم الجارالله ل(كونا) إنها تجد العمل التطوعي واجبا إنسانيا على كل شخص قادر أن يخصص وقتا وجهدا في المكان الذي يناسبه ويلامس شخصيته لتطوير ذاته والمجتمع وذلك من خلال العمل التطوعي.

وذكرت الجارالله أن المجزي في العمل الإنساني الشعور بالإنجاز والقدرة على إحداث فرق مبينة أنه من خلال العمل التطوعي يتعلم الإنسان الكثير ويكسب خبرة جميلة تساعده في حياته.

 

ولفتت إلى أهمية التعليم وصنفته في المرتبة الأولى من القضايا مثار اهتمامها لاعتقادها بأن التعليم يستطيع أن يحرر المجتمعات من الفقر ويساهم في تنميتها.
وبينت أهمية التطوع في تشكيل الشخصية وزرع طاقة الخير في النفس البشرية بالإضافة إلى جمال العطاء من اجل الآخرين.

من ناحيته قال نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتي أنور الحساوي ل(كونا) إن الجمعية بذلت جهودا متميزة محليا ودوليا لخدمة المحتاجين مشيرا إلى أنه نهج عملت عليه منذ تأسيسها عام 1966.

 

وأضاف أن اليوم العالمي للعمل الإنساني يحل هذا العام مع تواصل الجهود العالمية المبذولة لمكافحة جائحة (كوفيد-19) مشيرا إلى أن المتطوعين يواجهون تحديات غير مسبوقة في الوصول إلى الناس وتقديم الدعم الصحي لهم.
وذكر أن دولة الكويت عملت ومازالت تعمل لمكافحة فيروس (كورونا) على جميع الصعد الدولية وتقديم كل أشكال المساعدة لمجابهة هذاالتحدي الإنساني الخطير.
وقال الحساوي إن تخصيص يوم عالمي للعمل الإنساني يمثل فرصة طيبة لتبادل الأفكار والآراء وتأصيل الحوار والنقاش بين الشركاء حول الموضوعات الجوهرية التي تهم المشهد الإنساني عموما لاسيما أن العالم يشهد أوضاعا متغيرة وسط جائحة (كورونا) التي أثرت في كثير من دول العالم وخصوصا الكويت.

وأشار إلى أهمية الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني لزيادة الوعي العام بأنشطة المساعدات الإنسانية في مختلف أنحاء العالم وتكريم جميع من ضحوا بأنفسهم ووضعوا أنفسهم فى مواجهة الخطر من أجل تأدية مهامهم فى تقديم المساعدات الإنسانية.

يذكر أن اليوم العالمي للعمل الإنساني لعام 2021 يسلط الضوء على العواقب المباشرة لحالة الطوارئ المناخية على الأشخاص الأضعف في العالم وضمان التعريف بهم وبمشاكلهم ووضع احتياجاتهم على رأس جدول اعمال الدورة ال 26 لمؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ المقرر عقده في غلاسكو في شهر نوفمبر المقبل.

 

زر الذهاب إلى الأعلى