اقتصاد

«أوابك»: الهيدروجين أحد أبرز الحلول الدولية المطروحة لنظام خال من الكربون

(كونا) – قالت الأمانة العامة لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) اليوم الاثنين إن الهيدروجين بات أحد أبرز الحلول الدولية المطروحة للوصول إلى نظام خال من الكربون لأنه يصلح وقودا وحاملا للطاقة ويمكن إنتاجه من مصادر الطاقة المتجددة مما يسهل من عملية التكامل معها واتزان الشبكات.

جاء ذلك في دراسة متخصصة أصدرتها الأمانة العامة ل(أوابك) بعنوان (إنتاج الهيدروجين ودوره في عملية تحول الطاقة) تهدف لاستعراض الطرق المختلفة لإنتاج الهيدروجين ومجالات استخدامه والطلب العالمي عليه وتحليل السياسات والاستراتيجيات الدولية الرامية إلى التوسع في استخدام الهيدروجين وكيفية استفادة الدول العربية من هذاالسوق الواعد مستقبلا.

وأفادت الدراسة بأن هناك عقبات تواجه التوسع في استخدام الهيدروجين هي ارتفاع التكلفة التي قد تصل في بعض المناطق إلى نحو خمسة أمثال تكلفة الغاز الطبيعي وضرورة البدء في بناء البنية التحتية اللازمة لنقل وتوزيع الهيدروجين بما يسمح بتأسيس تجارة دولية له فشبكات نقل الهيدروجين الحالية يبلغ مجموع أطوالها حوالي 2ر0 في المئة تقريبا من مجموع أطوال شبكات نقل وتوزيع الغاز الطبيعي عالميا.

وأوضحت أن عملية إصلاح الميثان بالبخار هي الطريقة الأكثر استخداما في إنتاج الهيدروجين من الغاز الطبيعي لكنها تتسبب في توليد 10 أطنان ثاني أكسيد الكربون لكل طن من الهيدروجين لذا يطلق عليه اسم «الهيدروجين الرمادي» وللتخلص من الانبعاثات يمكن استخدام تقنية اصطياد وتخزين الكربون والتي تساهم في تقليل الانبعاثات حتى 90 في المئة ليصبح الهيدروجين في تلك الحالة «هيدروجينا أزرق».

وبينت أن «الهيدروجين الأخضر» أو الهيدروجين المتجدد يحظى بدعم دولي واسع ويتطلب عبر التحليل الكهربائي للماء إلى الأكسجين والهيدروجين باستخدام تيار كهربائي مولد باستخدام مصادر الطاقة المتجددة مشيرة إلى أن إنتاج الهيدروجين من الوقود الأحفوري يمثل نحو 99 في المئة من الإنتاج العالمي بينما تساهم الطاقة المتجددة ب 1 في المئة فقط.

وأكدت الدراسة أن هناك اهتماما دوليا بالهيدروجين والدور الذي يمكن أن يساهم به في عملية تحول الطاقة إذ بلغ عدد الدول التي بدأت تعمل على إعداد خطط واستراتيجيات وطنية للهيدروجين نحو 29 دولة تمثل أكثر من 70 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي إضافة إلى استراتيجية الاتحاد الأوروبي للهيدروجين التي تم الإعلان عنها منتصف عام 2020.

وتوقعت أن يكون قطاع النقل من القطاعات الواعدة للهيدروجين «فبعد عمل مسح شامل للخطط المعلنة من الدول الآسيوية والأوروبية إضافة إلى الولايات المتحدة يتوقع أن ينمو أسطول المركبات الكهربائية العاملة بخلاياالوقود بشكل غير مسبوق خلال العقد المقبل ليصل إلى قرابة 11 مليون مركبة على الأقل بحلول عام 2030 مقارنة ب 25 ألف مركبة فقط في عام 2019».

وذكرت أن الهيدروجين سيخترق عدة قطاعات أخرى مثل القطاع الصناعي والقطاع السكني وعليه يتوقع أن يتضاعف الطلب العالمي على الهيدروجين (النقي) إلى 648 مليون طن/السنة بحلول عام 2050 مقارنة ب 72 مليون طن/السنة حاليا»وعليه سيصبح الهيدروجين ركيزة أساسية في عملية تحول الطاقة».

وعلى الصعيد العربي بينت الدراسة أن عددا من الدول العربية أبدى اهتماما بالاستثمار في مشاريع إنتاج الهيدروجين منها ما يقوم على إنتاج الهيدروجين الأخضر بينما يقوم البعض الآخر على التوسع في إنتاج الهيدروجين الأزرق أو مشتقاته مثل الأمونيا الزرقاء وأحصت الدراسة 11 مشروعا مقترحا لإنتاج واستخدام الهيدروجين معظمها لإنتاج الهيدروجين الأخضر بإجمالي 7 مشاريع بينما خصص مشروعان لإنتاج الهيدروجين الأزرق ومشروعان لاستخدام الهيدروجين وقودا في المركبات العاملة بخلايا الوقود.

وأكدت أن نجاح الدول العربية في تجسيد مشاريع الإنتاج سيمكنها من لعب دور مهم في السوق العالمي والظفر بحصة جيدة من هذا السوق الواعد لتضيف فصلا جديدا إلى دورها التاريخي كمصدر عالمي لإمدادات النفط والغاز منذ عدة عقود.

وعددت الدراسة المقومات والفرص في الدول العربية التي تمكنها من إنشاء محور تصدير عالمي للهيدروجين لأنها تملك بنية تحتية ضخمة للغاز الطبيعي يمكن استغلالها للهيدروجين علاوة على توافر مصادر الطاقة المتجددة وموقعهاالجغرافي المتميز إضافة إلى العلاقات التجارية الراسخة مع عدة أسواق خصوصا السوقين الأوروبي والآسيوي.

وتابعت أنه على بالرغم من تلك المقومات فإن هناك جملة من التحديات التي قد تعوق الاستثمار في هذه الصناعةالواعدة ويعد العامل الاقتصادي العائق الأبرز أمام التوسع في تطوير صناعة الهيدرجين ليس فقط في المنطقة العربية وإنما عالميا أيضا.

وشددت على ان الهيدروجين يعد من الخيارات التنافسية في مجال الطاقة منزوعة الكربون خصوصا في حال تصديره إلى الأسواق ذات السياسات الواضحة في هذا الإطار مثل السوق الأوروبي علاوة على أن تكلفة إنتاج الهيدروجين نفسها في المنطقة العربية تعد الأقل عالميا وهو مرتكز جيد للبدء في الاستثمار على أساس التصدير إلى الأسواق المحتملة.

وأوصت الدراسة الدول العربية بإعداد استراتيجيات أو خرائط وطنية حول الهيدروجين تحدد الأهداف والإطار الزمني ودوره في استراتيجيات الطاقة الوطنية والسعي نحو إبرام شراكات استراتيجية مع الأسواق الكبرى للهيدروجين التي ستحتاج إلى استيراده مستقبلا مثل السوق الأوروبي واليابان والصين وكوريا الجنوبية.

كما أوصت بالتوسع في إنتاج الهيدروجين الأزرق بما يضمن استغلال موارد الغاز مستقبلا وخلق نافذة تدعم الطلب عليه في حال تحول الأسواق إلى الهيدروجين وتقليل الاعتماد على الغاز.

ودعت إلى إنشاء مراكز للبحوث حول تقنيات إنتاج الهيدروجين وتطبيقاته مثل خلايا الوقود إضافة إلى دعم التكامل فيما بينها (الدول العربية) والاستفادة من الخبرات والتجارب التي قطعتها بعض الدول في هذا الشأن.

وأشارت إلى ضرورة نشر الوعي والثقافة حول أهمية الهيدروجين وتوفير معلومات لتعزيز الوعي العام حول فوائده ومجالات استخدامه وإعداد كوادر مؤهلة للعمل مع تقنياته.

زر الذهاب إلى الأعلى