وزير الصحة الألماني عن موجة كورونا: بنهاية الشتاء سيكون الجميع إما تلقحوا أو تعافوا أو ماتوا
في ضوء الجدل المحتدم بألمانيا بشأن إلزامية التطعيم، قال وزير الصحة الألماني ينس شبان إن التطعيم الإجباري العام لن يكسر الموجة الحالية المميتة من وباء كورونا، فيما تخشى غالبية سكان ألمانيا من إغلاق جديد.
أعرب ينس شبان، وزير الصحة في حكومة تسيير الأعمال في ألمانيا، عن اعتقاده بأن النقاش الدائر حول تطبيق التطعيم الإجباري العام ضد كورونا لن يؤدي في الوقت الراهن إلى الهدف المنشود منه وكسر الموجة الحالية للوباء، وفقاً لـ «دويتشه فيله».
وفي تصريحات لمحطة إذاعة “دويتشلاند فونك”، قال الوزير الذي ينتمي إلى حزب المستشارة أنغيلا ميركل المسيحي الديمقراطي، اليوم الثلاثاء إن هذا النقاش “ لن يحل مشكلتنا الخطيرة الراهنة”.
وأضاف شبان: “لن نكسر هذه الموجة عن طريق تطعيم إلزامي سيأتي تأثيره بعد فوات الآوان. يجب علينا أن نقلل المخالطات الآن وأن نتحرك على نحو حاسم على مستوى الدولة. ولهذا السبب لست أدري إن كانت كل هذه القوة التي لدينا في هذا النقاش مركزة على نحو صحيح في اللحظة الراهنة”.
وقال: «ربما بحلول نهاية هذا الشتاء، كما يقال أحيانا بسخرية، سيتم تطعيم كل شخص تقريبا في ألمانيا أو شفاؤه من المرض أو موته».
يُذكر أن العديد من حكام الولايات الألمانية أعربوا مؤخراً عن تأييدهم لتطبيق مثل هذا التطعيم الإجباري. غير أن شبان أبدى تشككه حيال هذه الخطوة. وقال شبان إن التطعيم الإجباري لا يمثل قضية قانونية، فحسب بل إنه يمثل أيضاً قضية العلاقة بين الدولة والمواطن، “ فهي قضية حرية ومسؤولية”، مشيراً إلى أن هناك بالإضافة إلى ذلك أسئلة مفتوحة تتعلق بكيفية تنفيذ هذه الخطوة. وفي الوقت نفسه، شدد شبان على أن مسألة أخذ التطعيم تمثل مسؤولية أخلاقية ومجتمعية، حسب اعتقاده.
تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا سجلت رقماً قياسياً جديداً لعدد الإصابات بفيروس كورونا الثلاثاء، حيث سجل معهد روبرت كوخ لمكافحة الأمراض معدل إصابة لمدة سبعة أيام بلغ 399.8 إصابة جديدة بالفيروس لكل 100 ألف شخص. ويمثل ذلك زيادة مقارنة بمعدل الإصابة الذي بلغ 386.5 إصابة يوم أمس الاثنين و312.4 إصابة في اليوم السابق.
وفي تطور جديد، حذرت وزارة الخارجية الأمريكية من السفر إلى ألمانيا بسبب الانتشار الهائل الحالي لفيروس كورونا. وارتبطت نصيحة وزارة الخارجية الأمريكية من المستوى الرابع ذات الصلة بـ «عدم السفر» بتقييم جديد للوضع من قبل المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها.
تشديد الإجراءات
كما شبان إلى فرض مزيد من القيود لاحتواء الارتفاع “الهائل” في حالات الإصابة بفيروس كورونا، من خلال تخصيص المزيد من الأماكن العامة فقط لأولئك الذين تم تطعيمهم أو تعافوا في الآونة الأخيرة من كوفيد-19 وكانت نتيجة فحصهم سلبية، في محاولة لاحتواء الموجة الرابعة في ألمانيا.
ولم يستبعد شبان عمليات الإغلاق رغم أنه قال إن هذا سيتقرر في منطقة تلو الأخرى. وتتخذ بعض المناطق مثل ساكسونيا وبافاريا، الأكثر تضرراً، إجراءات بالفعل مثل إلغاء أسواق عيد الميلاد.
وصرح الوزير الألماني بالقول: “الوضع ليس خطيرا فحسب، بل إنه مأساوي الآن في بعض المناطق في ألمانيا… يتعين علينا نقل المرضى
لأن وحدات العناية المركزة ممتلئة وهذا لا يؤثر فقط على مرضى كوفيد-19”.
قانون جديد
يأتي ذلك في وقت يترقب فيه بألمانيا أن يدخل القانون الجديد للحماية من العدوى في ألمانيا حيز التنفيذ اعتبارا من غد الأربعاء، بعدما تم نشره في الجريدة الرسمية اليوم الثلاثاء. وكان الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير صادق أمس الاثنين على القانون الذي يتضمن شروطا جديدة للحماية من كورونا. وأقر البرلمان الألماني القانون يوم الخميس الماضي، قبل أن يقره مجلس الولايات يوم الجمعة.
يذكر أن القانون المثير للجدل، والمقدم من أحزاب ائتلاف “إشارة المرور”، ينص على تدابير لمكافحة جائحة كورونا، تشمل قاعدة “3 جي” في أماكن العمل والحافلات والقطارات. وتقصر هذه القاعدة الدخول إلى الأماكن المختلفة أو ركوب وسائل النقل العام على الملقحين أو المتعافين أو من لديهم نتيجة اختبار كورونا سلبية.
وفي ظل القانون الجديد، لن يتم مبدئيا فرض قيود على التجول على نطاق واسع ولن يتم إغلاق المدارس. ومن المنتظر أن تقوم الحكومة الاتحادية والولايات بتقييم تأثير هذا القانون في التاسع من الشهر المقبل وتشديده إذا لزم الأمر.
من جانب آخر أظهرت نتائج استطلاع في ألمانيا أن غالبية سكان البلاد يرون أنه من المحتمل أن يحدث إغلاق جديد في الفترة الراهنة التي يحل فيها عيد الميلاد «الكريسماس» بسبب الارتفاع الكبير في أعداد الإصابات بعدوى فيروس كورونا.
وأوضحت نتائج الاستطلاع الذي أجراه معهد «يوغوف» لأبحاث الرأي والمنشورة اليوم الثلاثاء أن 71 بالمائة ممن شملهم الاستطلاع توقعوا حدوث هذا الإجراء. وأجاب 25 بالمائة ممن شملهم الاستطلاع بـ «نعم» على سؤال حول ما إذا كان هناك إغلاق سيحدث في هذا الوقت، فيما أجاب 46 بالمائة بـ «نعم على الأرجح».
وفي المقابل، قلّل 22 بالمائة ممن شملهم الاستطلاع من احتمال حدوث إغلاق فيما أجاب 5 بالمائة على السؤال المطروح بـ «لا» وقال 17 بالمائة «لا على الأرجح». وكان المعهد أجرى الاستطلاع أمس الاثنين وشمل نحو 1900 شخص تبدأ أعمارهم من 18 عاماً.