تزايد الاعتداءات الإسرائيلية على المزارعين الفلسطينيين في موسم حصد الزيتون
(كونا) – لم يعد موسم الزيتون للمزارعين الفلسطينيين الذين يمتلكون أراضي متاخمة للمستوطنات مناسبة تراثية واجتماعية تمضي العائلة يومها في قطف ثماره لأسابيع عدة بل تحول الى موسم محفوف بالمخاطر بسبب اعتداءات المستوطنين.
وقال المزارع يوسف حمودة في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) انه يمتلك ارضا مزروعة بأشجار الزيتون قرب مستوطنة (راحيل) وتعرض للاعتداء من قبل المستوطنين وجيش الاحتلال على مدى ثلاثة أيام متتالية.
واضاف حمودة انه توجه مع عائلته صباحا لجني ثمار الزيتون بعد إبلاغه بإجراء التنسيق مع الجانب الإسرائيلي للوصول الى ارضه الا انهم تعرضوا للرشق بالحجارة من قبل مجموعة من المستوطنين فأصيب هو وزوجته وابنه بالاضافة الى تحطيمهم لزجاج مركبته وسرقتهم لمعدات قطف الثمار.
واكد حمودة انه سيبقى متمسكا بأرضه مهما كلفه ذلك من ثمن مرددا ما قاله الشاعر محمود درويش "لو يذكر الزيتون غارسه لصار الزيت دمعا".
ولشجرة الزيتون دائمة الخضرة التي تعمر طويلا رمزية خاصة عند الفلسطينيين فهي تعني التمسك بالأرض وعدم التفريط بها كما يعتبرون منتوجها أحد اهم ضمانات الامن الغذائي وعبروا عن ذلك في امثالهم الشعبية منها "الزيت عمود البيت".
وتزداد اعتداءات المستوطنين على المزارعين الفلسطينيين في أثناء موسم جني ثمار اشجار الزيتون التي تقع غالبيتها في المناطق المصنفة (ج) الخاضعة لسيطرة الاحتلال فمشهد اهتمام العائلة بأشجار الزيتون وفلاحة الأرض لا يروق للمستوطنين وجيش الاحتلال.
ورصد المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير اعتداءات مختلفة هذا الموسم منها إصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق بالغاز واعتقال ثلاثة اخرين بعد الاعتداء عليهم بالضرب من جراء قمع قوات الاحتلال المشاركين في يوم تطوعي لقطف ثمار الزيتون في سلفيت.
وذكر المكتب في تقريره الأسبوعي ان المستوطنين اعتدوا على نشطاء حملة (فزعة) اثناء مساعدتهم المزارعين في قطف ثمار الزيتون قرب مستوطنة (ارائيل) المقامة على أراضي سلفيت شمال الضفة الغربية.
وأوضح ان المستوطنين أقدموا على سرقة ثمار الزيتون وزرعوا قضبانا حديدية في أراض زراعية لإعطاب عجلات الجرارات الزراعية واقتلعوا مئات اشتال الزيتون في محافظة (نابلس) شمال الضفة الغربية.
وأطلق ناشطون وهيئات ومؤسسات رسمية واهلية حملات لقطف ثمار الزيتون لتامين الحماية والمساندة للفلاحين الفلسطينيين التي تقع أراضيهم عند نقاط التماس مع جيش الاحتلال والمستوطنين.
وانطلقت أولى الحملات "فزعة" في العاشر من الشهر الجاري بمشاركة مئات المتطوعين من جبل (صبيح) في بلدة (بيتا) التي تتصدى منذ عدة أشهر لإقامة بؤرة استيطانية على أراضيها من خلال فعاليات يومية ومسيرات أسبوعية اسفرت عن استشهاد ثمانية شبان واصابة المئات بجروح.
وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس في تصريح ل(كونا) انه جرى رصد 59 اعتداء من قبل المستوطنين وجيش الاحتلال على المزارعين في شمال الضفة الغربية منذ انطلاق موسم قطف الزيتون هذا العام.
وأضاف دغلس ان "اعتداءات المستوطنين محاولة لدفع المزارعين لمغادرة اراضيهم من اجل السيطرة عليها" مشددا على ان الفلسطيني سيبقى "متجذرا بأرضه كأشجار الزيتون".
وذكر رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف في تصريح مماثل ل(كونا) ان 25 في المئة من المناطق المصنفة (ج) الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية يمنع الاحتلال الفلسطينيين من الوصول اليها الا عبر تنسيق أمني وهذا غير متاح الا في يوم او يومين فقط في الموسم.
وقال عساف ان اعتداءات المستوطنين على المزارعين ترتقي الى جرائم حرب ويجب ان تتوقف وان يتدخل المجتمع الدولي لوقفها مشددا على حق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم امام هجمات المستوطنين.
ويعد الزيتون من القطاعات المهمة للاقتصاد الفلسطيني وإحدى ركائزه الأساسية اذ تبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالزيتون 900 ألف دونم بحسب وزارة الزراعة الفلسطينية التي قدرت عدد الأشجار ب12 مليون شجرة.
وذكرت وزارة الخارجية الفلسطينية على موقعها الالكتروني ان فلسطين تنتج 120 ألف طن زيتون سنويا يتم عصر 108 الاف طن منها لتنتج 22 ألف طن من الزيت يستهلك الفلسطينيون 16 الف طن.
واعتبرت الوزارة اعتداءات المستوطنين على أشجار الزيتون شكلا من اشكال الحرب المفتوحة على الوجود الفلسطيني في المناطق المصنفة (ج) للاستيلاء على الأرض كعمق استراتيجي لتعزيز الاستيطان وتوسيعه.
وقالت في بيان سابق ان اعتداءات المستوطنين المتواصلة تهدف لضم الضفة الغربية وقضم أراضيها بالتدريج وترهيب المواطنين ومنعهم من الوصول الى أراضيهم باي شكل كان.