بعد ضربة جوية للجيش الإثيوبي.. الأمم المتحدة تعلّق رحلاتها إلى تيغراي
نفّذ الجيش الإثيوبي، أمس الجمعة، ضربة جوية جديدة على عاصمة إقليم تيغراي خلفت 11 مصاباً، وعطلت رحلة دعم إنساني للأمم المتحدة، وفق ما أفاد به أطباء ومصادر إغاثية.
وقررت الأمم المتحدة في أعقاب ذلك، تعليق رحلتَيها الأسبوعيتين إلى تيغراي لموظفيها في المجال الإنساني، حسبما أعلن المتحدث باسمها ستيفان دوجاريك، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
ويأتي رابع أيام الضربات الجوية على مدينة ميكيلي مع تصاعد المعارك جنوباً في منطقة أمهرة.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة بيلين سيوم إن الضربات الجوية استهدفت مركز تدريب تستخدمه «جبهة تحرير شعب تيغراي».
وأضافت أن الموقع «كان أيضاً بمثابة مركز للمعارك» التي تشنها «المنظمة الإرهابية».
ونقل بعد ظهر أمس 11 مصاباً مدنياً إلى مستشفى أيدر الأكبر في المنطقة، اثنان منهم إصاباتهما بالغة، وفق ما أفاد به الدكتور هايلوم كيبيدي.
وقال سكان تحدثت إليهم «وكالة الصحافة الفرنسية» إن الغارة أصابت حقلاً، وأدَّت وفق أحدهم إلى احتراق أعلاف للماشية.
وتخوض حكومة رئيس الوزراء أبيي أحمد حرباً مدمرة منذ نحو عام في منطقة تيغراي شمال البلاد.
وأرسل أبيي الجيش الفيدرالي في 4 نوفمبر 2020 لإطاحة سلطات المنطقة المتمردة المنبثقة عن «جبهة تحرير شعب تيغراي»، بعد أن اتهمها بشنّ هجمات ضد قواعد عسكرية.
وأعلن حائز جائزة نوبل للسلام عام 2019، النصر، في نهاية الشهر ذاته، لكن الجبهة استعادت في يونيو قسماً واسعاً من الإقليم يشمل عاصمته ميكيلي. وتراجع الجيش الفيدرالي على جبهات عدة.
وشنت القوات الجوية الإثيوبية غارتين الاثنين على ميكيلي عاصمة الإقليم قالت الأمم المتحدة إنهما قتلتا ثلاثة أطفال، وأصابتا عدداً من الأشخاص بجروح.
والأربعاء، قصفت مخابئ أسلحة تابعة لـ«جبهة تحرير شعب تيغراي» في ميكيلي وبلدة أغبي التي تبعد نحو 80 كيلومتراً إلى الغرب.
وقال مسؤول في مستشفى إن هجوم الأربعاء في ميكيلي أسفر عن إصابة ثمانية أشخاص على الأقل بينهم امرأة حامل.
وأفادت مصادر إنسانية بأن طائرة تابعة للأمم المتحدة كانت متجهة من أديس أبابا إلى ميكيلي وجدت نفسها مضطرة لأن تعود أدراجها بسبب الضربة الجوية، أمس.
وأعرب المجتمع الدولي عن قلقه إزاء العمليات الأخيرة.
وقال ناطق باسم الخارجية الأميركية الأربعاء إن واشنطن «تدين استمرار تصعيد العنف وتعريض المدنيين للخطر في تيغراي».
وتأتي الضربات الجوية وسط تقارير عن قتال عنيف في منطقة أمهرة الواسعة جنوب تيغراي، حيث تشن الجبهة هجوماً منذ يوليو (تموز).
وأعلن المتحدث باسم «جبهة تحرير شعب تيغراي» غيتاتشو رضا على «تويتر» سيطرة مقاتليهم على بلدتين جديدتين على الأقل في المنطقة، ما وضع بلدتي كومبولتشا وديسي «داخل مدى المدفعية»، علماً بأن عشرات آلاف الناس لجأوا إليهما سابقاً في ظل تقدُّم قوات الجبهة.
ويشهد جزء كبير من شمال إثيوبيا انقطاعاً في الاتصالات، كما أن وصول الصحافيين مقيّد، ما يجعل من الصعب التحقق بشكل مستقل من التطورات الميدانية.
وتحدث سكان من ديسي عن انتشار عسكري كثيف في المنطقة الخميس، مع استمرار وصول المدنيين من البلدات الواقعة إلى الشمال.
تواصل الأمم المتحدة دق ناقوس الخطر حول الوضع الإنساني الكارثي في تيغراي.
وأكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوشا) في تقريره الأسبوعي حول النزاع في تيغراي الذي نُشر مساء الخميس، أن العديد من المنظمات الإنسانية اضطر إلى تعليق توزيع الغذاء بسبب نقص الوقود في وقت تزداد حاجات السكان إلحاحاً.
وتمكنت وكالة الصحافة الفرنسية من تأكيد وفيات ناجمة عن الجوع في أجزاء عدة من المنطقة، بناء على وثائق داخلية لمنظمة إنسانية تعمل في المنطقة.
وأفادت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي بأن عدد الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد الذين أدخلوا إلى المستشفى بين فبراير وأغسطس بلغ ضعف عدد الأطفال الذين عانوا سوء تغذية حاد في الفترة نفسها من العام الماضي.
ويشير التقرير أيضاً إلى أنه بين 6 و13 أكتوبر، تلقى 52 ألف شخص فقط مساعدات غذائية، أي 1 في المائة من 5.2 مليون شخص تسعى المنظمات الإنسانية لإغاثتهم.
وجاء في التقرير أنه «للوصول إلى 5.2 ملايين شخص في دورة مدتها ستة أسابيع، يجب أن يكون الشركاء قادرين على الوصول إلى ما لا يقل عن 870 ألف شخص في المتوسط أسبوعياً».