دول أوروبية تخفف قيود كورونا رغم تزايد الإصابات في محاولة لإنقاذ اقتصاداتها
• القارة العجوز شهدت تحركات شعبية غاضبة تعارض القيوم المفروضة
• النمو الاقتصادي في منطقة اليورو تراجع هذا الشهر بصورة حادة والتضخم سجل مستوى قياسياً
بدأت الاقتصادات الكبرى في أوروبا بتخفيق قواعد وقيود فيروس كوفيد-19، مع إعادة فتح الحانات والمطاعم مرورًا بإسقاط المتطلبات القانونية لأقنعة الوجهة “الكمامات”، في محاولة لإنقاذ اقتصاداتها.
تخفيف القيود
على الرغم من المستويات العالية من انتشار فيروس كوفيد-19، في جميع أنحاء أوروبا، التي سببها تفشي متحور أوميكرون، ألغت العديد من الحكومات معظم تدابير التباعد الاجتماعي، في ظل ارتفاع معدلات التلقيح خصوصا بالجرعات المعزّزة، وتدني نسب دخول المستشفيات جرّاء متحوّر أوميكرون، وفقاً لـ «فوربس».
وكانت القارة العجوز شهدت تحركات شعبية غاضبة تعارض القيود المفروضة، لا سيّما بعد إعلان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن رفع كل إجراءات التباعد الاجتماعي واستعادة الحياة الطبيعيّة في البلاد.
أنهت إنجلترا، الخميس، إلزامية ارتداء القناع، والتصاريح التي تشترط التلقيح لدخول أماكن معينة، حيث خففت الحكومة ما يسمى بإجراءات ”الخطة B” التي تم إقرارها قبل عيد الميلاد.
وتستعد وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة، لتحويل التركيز إلى دعم الأفراد المعرضين للخطر بدلاً من فرض قواعد وطنية، وفقًا لرويترز.
هولندا
وفي هولندا، التي لديها بعض من أصعب القواعد في أوروبا، سُمح بإعادة فتح الحانات والمطاعم والمتاحف، الأربعاء، لكن الحكومة لا تزال تنصح الناس بالعمل من المنزل، وهناك حد أقصى لعدد الضيوف الذين يمكن أن يستقبلهم الأشخاص في منازلهم.
وقال رئيس الوزراء الهولندي، مارك روته، عند إعلانه عن تخفيف الإجراءات، في خطاب متلفز الثلاثاء ”إننا بالفعل نجازف، وعلينا أن نكون واضحين بشأن ذلك.”
الدنمارك
أعلنت الدنمارك أيضًا عن خطط لإلغاء جميع تدابير كوفيد-19 بداية من الشهر القادم، مع إصدار الحكومة بيانًا قالت فيه أنها ”قررت عدم تصنيف كوفيد-19، على أنه مرض خطير اجتماعيًا بعد 31 يناير 2022 على الرغم من أنه لا يزال هناك بعض القواعد، مثل ارتداء قناع الوجهة داخل دور رعاية المسنين.
فرنسا
لم تظهر ألمانيا أي علامات على تخفيف القيود، حتى الآن، لكن رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس قال، الخميس الماضي، إنه سيتم رفع القيود الرامية لمكافحة تفشي فيروس كوفيد-19، ابتداء من 2 فبراير، ومن بينها وضع الكمامة في أماكن مفتوحة، وسيصبح العمل عن بعد “منصوحا به”، كما سيُعاد فتح النوادي الليلية في 16 فبراير.
ايطاليا
من جهتها، ستُخفف ايطاليا من القيود على الوافدين من دول الاتحاد الأوروبي اعتبارًا من شهر فبراير، بحيث ستطلب منهم إبراز شهادة تلقيح أو تعافي من كوفيد-19 حديثًا أو اختبار كوفيد-19 سلبي، وستلغي إلزامية الحجر الصحي.
لا حاجة لجرعة رابعة
يقول مسؤول في منظمة الصحة العالمية إن متحور أوميكرون قد يكون أكثر عدوى، لكن لا يمكنه تحديد ما إذا كان سيكون أكثر فتكًا.
ورغم تأكيده على ضرورة الحذر من واقع تحور الفيروس، قال مدير الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية هانس كلوغه، الأحد، إن متحور أوميكرون أطلق مرحلة جديدة من وباء فيروس كوفيد-19 في المنطقة وقد يقرب الأزمة الصحية من النهاية. لكن كلوغه نبه إلى أن أوميكرون قد يصيب 60% من الأوروبيين بحلول مارس. بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
في سياق آخر، اعتبر المجلس الفرنسي لتوجيه استراتيجية اللقاح أن لا حاجة مبرّرة حاليًا لتلقي جرعة رابعة من اللقاح المضاد لكوفيد-19، لكن قد يراجع موقفه إذا تطوّرت البيانات العلمية، غير ان الاستثناء الوحيد يطال الاشخاص “الذين يعانون من ضعف شديد في المناعة والذي قد نصحهم المجلس بتلقّي جرعة معزّزة ثانية”، بحسب بيان للمجلس مؤرّخ في 19 يناير.
وفي حين أن حالات كوفيد-19 تتراجع في المملكة المتحدة، إلا أن الحالات في فرنسا وألمانيا لا تزال كبيرة، حيث أبلغت فرنسا، الأربعاء، عن أكثر من 428 ألف إصابة جديدة، فيما سجلت ألمانيا اليوم الخميس، رقما قياسيا فوق 203 آلاف إصابة جديدة.
تراجع النمو الاقتصادي
تراجع النمو الاقتصادي في منطقة اليورو هذا الشهر بصورة حادة، حيث انخفض مؤشر مديري المشتريات المركب التابع لمجموعة HIS Markit، إلى 52.4 في يناير من 53.3 في ديسمبر، وهو أدنى مستوى منذ فبراير2021، وهو يعتبر مقياس للصحة العامة للاقتصاد.
وسجل التضخم مستوى قياسيا بنسبة 5%، الشهر الماضي، مما يشير إلى تجدد الضغط على الاقتصاد حيث أجبر ارتفاع الإصابات بفيروس كوفيد-19 الحكومات على تشديد القيود، ومن المرجح أن يتأثر النمو في العام بالكامل، على الرغم من أن الحكومات قد تجنبت إلى حد كبير الإجراءات المنهكة التي أدت إلى توقف اقتصاداتها قبل عام.