«منصة مدرستي».. الجندي المجهول لإنقاذ التعليم السعودي خلال جائحة كورونا
• أنشأتها وزارة التعليم في المملكة بعد إغلاق المدارس واللجوء لنظام التعلم عن بُعد
(سبوتنيك) – منصة مدرستي مصممة لتلبية احتياجات جميع الأطراف المعنية، لعبت منصة مدرستي (المدرسة الافتراضية)، دورا هاما في السعودية لدعم نظام التعليم خلال جائحة كورونا.
منصة مدرستي عبارة عن موقع إلكتروني على شبكة الإنترنت، يهتم بخدمات التعليم، يحتوي على العديد من الخدمات التي من دورها مساعدة المعلم على التدريس بتقنية التعليم عن بعد، وكذلك مساعدة الطالب على الدخول إلى الحصص التعليمية على هذه المنصة حيث تم تصميم هذه المنصة لتكون شبيهة للمدرسة، ولكن في العالم الافتراضي.
منصة مدرستي التي أنشأتها وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية في خضم جائحة كورونا خصصت لتسهيل التعلم على طلاب وطالبات المرحلة الابتدائية والمرحلة المتوسطة والمرحلة الثانوية، بعد إغلاق المدارس واللجوء لنظام التعلم عن بعد الذي قطعت فيه المملكة أشواطا كبيرة.
والأربعاء الماضي، أعلن وزير التعليم السعودي حمد آل الشيخ، تطبيق تقويم دراسي جديد يعتمد على تقسيم العام الدراسي إلى 3 فصول، مشيرًا إلى أنه ستكون هناك 12 إجازة على مدار العام.
إلا أنه أكد مع ذلك أن “منصة مدرستي لن تتوقف”، مضيفا “سوف نطورها لرفع مستوى كفاءة نظام التعليم في المملكة”، بحسب صحيفة “عاجل”.
وأضاف آل الشيخ أن “التعليم عن بُعد سوف يستمر حتى مع التعليم الحضوري بطرق مختلفة”.
محاكاة للواقع التعليمي
تعد منصة مدرستي محاكاة للواقع التعليمي، وتقدم ما يتم فعله على أرض الواقع في المدرسة للطلاب، من خلال البرنامج الصباحي اليومي للطلاب والطالبات بدءًا من تسجيل الدخول للمنصة، وأداء النشيد الوطني، التمارين الرياضية، يعقب ذلك استعراض الجدول الدراسي والدخول للفصل الدراسي مع المعلم، حيث يبدأ في تسجيل الحضور والغياب.
توفر “منصة مدرستي” أكثر من 45 ألف مصدراً تعليميًا متنوعاً تراعي الفروق الفردية بين الطلاب بما في ذلك فيديوهات مرئية وكرتونية، وألعاب تعليمية، وقصص وكتب تربوية.
كما توفر أدوات للتخطيط والتصميم التعليمي، وكذلك التقييم مثل: اختبارات إلكترونية، وبنوك أسئلة تضم أكثر من 100 ألف سؤال محكّم في أغلب المقررات الدراسية.
وتغلب تطبيق منصة مدرستي على أحد أهم نقاط الضعف في أنظمة التعلم عن بعد القديمة، وهي تعزيز التفاعل بين المعلم والطالب، وبين الطالب والمحتوى وبين الطلاب بعضهم البعض.
وفي هذا الصدد أتاحت المنصة ساحات النقاش التي تمكّن الطلبة من التفاعل، متجاوزين حاجز الانعزال النفسي الذي قد يؤثر نفسياً واجتماعياً عليهم، كما يمكن للطالب والمعلم التواصل تزامنياً بواسطة غرف الدردشة، وغير تزامني عبر البريد الإلكتروني وغرف المعلمين.
طريقة تسجيل الدخول لمنصة مدرستي
يتم الدخول إلى المنصة عبر عدة خطوات أولها تحميل تطبيق توكلنا أو تحديثه إن كان موجودا على الجهاز، ثم الدخول إلى بيانات المنصة في تبويب حسابي، ثم بيانات منصة مدرستي التعليمية.
بعدها يتم الضغط على اسم المستخدم المراد، والضغط على إرسال في التبويب الظاهر، واستلام كلمة المرور على الهاتف الجوال.
بالتزامن مع وصول كلمة المرور سيتم تفعيل الحساب على برنامج «تيمز» المرتبط بحصص منصة مدرستي.
إيجابيات منصة مدرستي
يقول خبراء إن «مدرستي» أحدثت نقلة نوعية للتعليم والتعلم والتدريب، واستطاع الكثيرون التأقلم معها والاستفادة منها بشكل جيد؛ وخاصة في المراحل التعليمة المتقدمة والجامعية بالذات.
ويعتبر خبراء «مدرستي» نوعا من الحلول لمشكلات المبنى المدرسي، ومشكلات الطاقة الاستيعابية، كما أنها تمكنت من تخفيف الازدحام في الشوارع، وتقليص الحاجة للسائق والعاملة المنزلية، وتوفر بعض المصاريف التكميلية مثل شراء ملابس المدارس والأدوات المدرسية، بحسب صحيفة «المدينة».
مواقف مع مدرستي
وخلال عملها شهدت المنصة العديد من المواقف الإنسانية، بين الطلاب والمعلمين من بينها وفاة معلم في مدينة جدة، وهو يلقي درسه عبر «مدرستي».
وفي يناير الماضي، توفي المعلم أحمد حسن الزهراني، في ثانوية عبد الرحمن الداخل التابعة لمكتب النسيم بتعليم جدة، بنوبة قلبية أثناء إلقاء درسه على منصة مدرستي.
وسقط الزهراني بجوار جهازه فحملته أسرته إلى المستشفى ولكنه فارق الحياة.
ومن ضمن أشهر المواقف التي شهدتها المنصة، واقعة إنقاذ معلمة لإحدى طالباتها في المرحلة الابتدائية في حائل إثر محاولة لص اقتحام منزلها أثناء تلقيها الحصة المدرسية عبر «مدرستي».
وفي مارس الماضي، انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه قيام معلمة بتنبيه وإنقاذ طالبة من لص رأته خلال حصة عبر الفيديو في السعودية.
المعلمة لاحظت من الكاميرا التي فتحتها الطالبة أثناء تلقي الدروس لصا يحاول فتح نافذة منزل الطفلة مستغلا غياب والدتها.
ويظهر في مقطع الفيديو محاولة المعلمة مخاطبة الطالبة وتهدئتها والطلب منها إبقاء «المايكروفون» مفتوحا وعدم إغلاقه، في حين يُسمع قول طالبة أخرى أن والدتها توجهت للمنزل الذي يتعرض للسرقة.