أخبار دولية

الأمم المتحدة: «سنخسر حربنا الانتحارية ضد الطبيعة»

• «التدخل الطائش للبشرية في الطبيعة» سيكون له عواقب دائمة

دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الدول إلى العمل معا، الآن، لتحقيق مستقبل مستدام للبشر ولكوكب الأرض، حيث يتعرض أكثر من مليون نوع لخطر الانقراض.

ووجه الأمين العام رسالة مصورة إلى القادة الحاضرين في مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي، الذي افتتح أعماله اليوم الاثنين، في مدينة كونمينغ الصينية.

وقال في رسالته للاجتماع، الذي يعقد بشكل افتراضي، “نحن نخسر حربنا الانتحارية ضد الطبيعة”، محذرا من أن “التدخل الطائش للبشرية في الطبيعة” سيكون له عواقب دائمة.

انهيار النظام البيئي يلوح في الأفق

وقال الأمين العام إن معدل فقدان الأنواع أعلى بعشرات إلى مئات المرات مما كان عليه خلال العشرة ملايين سنة الماضية – وهو يتسارع، محذرا من أن “أكثر من مليون نوع من النباتات والثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات والأسماك واللافقاريات معرضة للخطر – العديد منها في غضون عقود”.

وأضاف: “قد يكلف انهيار النظام البيئي ما يقرب من ثلاثة تريليونات دولار سنويا بحلول عام 2030. وسيطال تأثيره الأكبر بعض أفقر البلدان وأكثرها مديونية”.

هدنة مع الطبيعة

وسيعمل المؤتمر، المعروف أيضا باسم COP15 على تطوير خارطة طريق عالمية لحفظ وحماية واستعادة وإدارة التنوع البيولوجي والنظم البيئية، بشكل مستدام، خلال العقد القادم.

وقال الأمين العام إن هذا المؤتمر “هو فرصتنا للدعوة إلى وقف إطلاق النار” (على الطبيعة).

وقال إن مؤتمر COP15 جنبا إلى جنب مع COP26 بشأن المناخ، “يجب أن يضعا أسسا لاتفاق سلام دائم”.

وأشار إلى أن الإطار العالمي الجديد للتنوع البيولوجي يمكن أن يعيد الطبيعة والبشر إلى المسار الصحيح، مشددا على ضرورة أن يعمل هذا الإطار بالتآزر مع اتفاق باريس بشأن تغير المناخ والاتفاقات الدولية الأخرى المعنية بالغابات والتصحر والمحيطات.

5 مجالات العمل

حدد الأمين العام خمسة مجالات للعمل في المؤتمر:

أولا، دعم الحق القانوني لكل فرد في بيئة صحية. وهذا يشمل حقوق الشعوب الأصلية، الذين وصفهم بأنهم “حماة التنوع البيولوجي”.

ثانيا، ضرورة أن يدعم الإطار أيضا السياسات والبرامج الوطنية التي تعالج دوافع فقدان التنوع البيولوجي، وخاصة الاستهلاك والإنتاج غير المستدامين.

ثالثا، ضرورة أن يعمل على إحداث تحول في أنظمة المحاسبة الوطنية والعالمية، بحيث تعكس التكلفة الحقيقية للأنشطة الاقتصادية، بما في ذلك تأثيرها على الطبيعة والمناخ.

رابعا، قال الأمين العام “إن إنجاز إطار العمل لفترة ما بعد 2020 سيتطلب حزمة من الدعم للبلدان النامية، بما في ذلك موارد مالية كبيرة ونقل التكنولوجيا”.

وخامسا، يجب أن ينهي الإطار الإعانات ذات الآثار السلبية، بما في ذلك الإعانات المقدمة في مجال الزراعة، “والتي تحفز مهاجمة الطبيعة وتلويث بيئتنا. يجب إعادة توجيه هذه الأموال لإصلاح الضرر الذي حدث”.

ما وراء التنوع البيولوجي

وقال غوتيريش إن العمل في هذه المجالات الخمسة سوف يتجاوز التنوع البيولوجي، حيث سيساهم في الجهود العالمية لتحقيق أهـداف التنمية المستدامة.

مشيرا إلى المستقبل، دعا الأمين العام الحاضرين إلى التحلي بالجرأة والطموح لما فيه خير الأجيال القادمة. وقال: “الشباب سيخسرون أكثر من غيرهم بسبب تدمير البيئات الطبيعية وفقدان الأنواع. إنهم يطالبون بالتغيير بصوت مرتفع. وهم يحشدون طاقاتهم من أجل مستقبل مستدام للجميع”.

الجدير بالذكر أن مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي يتكون من ثلاثة اجتماعات متزامنة. فبالإضافة إلىCOP15، تُعقد أيضا اجتماعات للأطراف في بروتوكول قرطاجنة للسلامة الأحيائية، وبروتوكول ناغويا بشأن الحصول على الموارد وتقاسم المنافع.

وينعقد المؤتمر على مرحلتين، حيث سيستمر الجزء الحالي، الذي يعقد افتراضيا، حتى يوم الجمعة، وستتبعه اجتماعات تنعقد بصورة شخصية في مدينة كونمينغ الصينية، في الفترة من 25 نيسان/أبريل إلى 8 أيار/مايو 2022.

زر الذهاب إلى الأعلى