محليات

قطاعات الإغاثة والصحة والتعليم تتصدر الأولويات مع بداية عام جديد من الجهود الإنسانية الكويتية

(كونا) – واصلت مؤسسات الكويت وهيئاتها نشاطها المتجدد لتقديم يد الدعم والمساندة للنازحين والمحتاجين في المنطقة خاصة في قطاعات الإغاثة والصحة والتعليم تزامنا مع انقضاء عام وبداية آخر جديد من الجهود الإنسانية الكويتية.

وتركزت المساعدات الإنسانية التي قدمتها المؤسسات الكويتية خلال الأسبوع المنتهي أمس الجمعة في اليمن وتركيا وأفغانستان.

وبداية مع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الذي وقع الأحد الماضي اتفاقية منحة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بقيمة 605 آلاف دينار كويتي «نحو مليوني دولار أمريكي» للاسهام في تمويل مشروع دعم النازحين داخليا والمجتمعات المضيفة في اليمن.

وقال الصندوق في بيان صحفي إن المنحة تأتي ضمن التزام دولة الكويت بتقديم منحة مقدارها 20 مليون دولار المعلن عنها على هامش أعمال الدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة لدعم الوضع الإنساني باليمن من الموارد المتاحة من الصندوق.

وأضاف أن المشروع يهدف إلى تحسين الظروف المعيشية للأسر النازحة داخليا والمجتمعات المضيفة لهم وتحسين إمكانيات الوصول إلى الخدمات الأساسية لحوالي 200 ألف نازح في مواقع متفرقة شبيهة بالمخيمات المؤقتة في عدد من المدن اليمنية بما في ذلك صنعاء وعدن والحديدة ومأرب.

وذكر أن المشروع سيعمل على تزويد النازحين والمجتمعات المضيفة لهم بمواد البناء الأساسية اللازمة لتشييد مساكن مؤقتة وإعادة تأهيل وصيانة البنية التحتية في تلك المواقع والتي تشمل إعادة تأهيل مصادر المياه وتشييد قنوات نقل المياه وقنوات الصرف الصحي وإدارة النفايات الصلبة بالإضافة إلى إصلاح الطرق وتوريد وتركيب أعمدة إنارة تعمل بالطاقة الشمسية في 25 موقعا.

ويأتي ذلك في وقت شهد اليمن نشاطا إنسانيا كويتيا مكثفا على الأرض خلال الأسبوعي الماضي حيث أعلنت جمعية الهلال الاحمر الكويتي السبت الماضي عن توزيع 1500 حقيبة شتوية على الأسر المحتاجة في محافظة «تعز» اليمنية.

وقال المدير العام للجمعية ورئيس بعثتها إلى اليمن عبدالرحمن العون إن الحاجة ما زالت ملحة فهناك الآلاف ممن يعانون قسوة البرد في أنحاء المحافظة مؤكدا أن الجمعية ستظل تعمل لتخفيف المعاناة عن الاشقاء في اليمن في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي يمرون بها.

وفي يوم الأحد الماضي بحث العون مع وكيل محافظة «مأرب» اليمنية عبدربه مفتاح الاحتياجات "الملحة" للنازحين اليمنيين في ضوء موجة النزوح الأخيرة من جنوب المحافظة.

وذكرت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» أن العون استعرض خلال لقائه ووفد جمعية الهلال الأحمر الكويتي مع مفتاح التدخلات الإنسانية للجمعية في «مأرب» وإسهاماتها في تلبية جزء من الاحتياجات المتزايدة في مخيمات وتجمعات النازحين في المحافظة.

من جانبه أعرب وكيل محافظة «مأرب» عن شكره للكويت حكومة وشعبا على الدعم المستمر لليمنيين في مختلف المجالات.

أما يوم الاثنين الماضي فشهد تسليم وفد جمعية الهلال الأحمر الكويتي سيارتي إسعاف للمستشفى الميداني الذي أنشأته الجمعية قبل أكثر من عام لعلاج أمراض الحميات بمديرية «تريم» بوادي «حضرموت» شرقي اليمن.

وقال العون إن تسليم سيارتي الإسعاف يهدف لتعزيز قدرات المستشفى في خدمة الأهالي والنازحين في المدينة سواء خلال جائحة فيروس «كورونا المستجد – كوفيد 19» أو بعدها.

وأضاف أن ذلك يمثل إضافة نوعية متميزة لتسهيل إمكانية الوصول إلى المستشفى الميداني الذي أسسته الجمعية في سبتمبر من العام الماضي في ذروة تفشي وباء «كورونا» مبينا أن المستشفى مجهز بأقسام متكاملة تشمل الطوارئ والمختبر والصيدلية والرقود والعزل للرجال والنساء بسعة 60 سريرا وغرفة عناية مركزة تم تجهيزها بثلاثة أجهزة تنفس صناعي مع كامل الأجهزة الأساسية.

وفي اليوم نفسه نفذ وفد جمعية الهلال الأحمر الكويتي زيارات ميدانية لتفقد سير العمل في «مدرسة حمد الجوعان» و«مركز نجوى أحمد القطامي» لرعاية وتأهيل الأيتام بمدينة «سيئون» في «حضرموت» التي تم تأسيسهما بتمويل فاعلي خير كويتيين وبإشراف الجمعية.

وأوضح العون أن هذه المشاريع تم تأسيسها واختيار مواقعها بعد دراسة مكتملة للاحتياجات لتخفيف معاناة المواطنين في تلك المناطق وتسهيل وصول نحو 300 طالب وطالبة إلى المدرسة وتوفير مركز ملائم لإيواء الأيتام وتأهيلهم بما يساعدهم ليكونوا أعضاء فاعلين ومؤثرين في مجتمعهم.

كما أكد العون في ختام زيارة وفد الجمعية لليمن الثلاثاء الماضي أن "الوضع الانساني متدهور للغاية وخصوصا في محافظة «مأرب» التي تستضيف أعدادا كبيرة من النازحين في ظل ظروف قاسية" مضيفا أن الجمعية ستعزز من استجابتها الانسانية وستكثف جهودها المستقبلية للاهتمام بمشاريع المياه ورفع مستوى المعيشة للنازحين إضافة للاستمرار في مشاريعها السابقة في قطاعات الصحة والتعليم ورعاية الأيتام.

من جانبها افتتحت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية الكويتية الأربعاء الماضي مدرسة «خالد بن الوليد» للتعليم الأساسي والثانوي بمحافظة «تعز» اليمنية التي يستفيد منها 1400 طالب وطالبة بعد إعادة تأهيلها وتجهيزها وبناء أربعة فصول إضافية جديدة.

وأعرب مدير مكتب وزارة التربية والتعليم بمحافظة «تعز» عبدالواسع شداد في كلمة خلال حفل الافتتاح عن بالغ الشكر والتقدير للكويت أميرا وحكومة وشعبا على دعمهم السخي والمستمر لقطاع التعليم في اليمن منذ ستينيات القرن الماضي.

وأوضح أن افتتاح هذا الصرح التعليمي بعد إعادة ترميمه وتأهيله وتجهيزه من قبل «الهيئة الخيرية الاسلامية» سيسهم في تحسين البيئة التعليمية التي تعاني منها مبينا أن المدرسة كانت تعاني تهدما في بنيتها التحتية نتيجة الصراع المستمر منذ سبع سنوات.

من جانبه قال رئيس «مؤسسة التواصل للتنمية الإنسانية» المنفذة للمشروع رائد إبراهيم إن المشروع شمل بناء وتأثيث وتجهيز أربعة فصول دراسية جديدة إلى جانب إعادة ترميم وتأهيل 15 فصلا دراسيا قديما وملحقاتها وتزويدها بالمستلزمات التعليمية الأساسية.

بدورها دشنت «الجمعية الخيرية العالمية للتنمية والتطوير» الكويتية مشروعا طبيا مجانيا لعمليات استئصال اللوزتين للأطفال يستفيد منه 104 أطفال دون سن 18 عاما في «صنعاء».

وقالت مؤسسة رمز للتنمية المنفذة للمشروع في بيان صحفي أمس الجمعة إن المشروع الذي ينفذ في مستشفى العاقل التخصصي يستمر لمدة أسبوعين ويقدم خدماته بشكل مجاني بما يشمل تكاليف التشخيص والمعاينة والأدوية والجراحة وذلك لإجمالي 104 أطفال من الأسر الفقيرة والنازحة للتخفيف عن أسرهم أعباء التكاليف الطبية في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يمرون بها.

وفي تركيا أعلنت جمعية الرحمة العالمية الكويتية أمس الأول الخميس افتتاح مدرسة «الشيخ أحمد الفلاح» الابتدائية للاجئين السوريين بمدينة «شانلي أورفا» جنوب شرق تركيا.

وقال مدير مكتب جمعية «عطاء» التركية التي نفذت المشروع في «شانلي أورفا» أسامة الشيدون إن المدرسة ستقدم خدماتها التعليمية لنحو 480 طالب وطالبة من اللاجئين السوريين في «شانلي أورفا».

وفي سياق متصل أعلنت جمعية الرحمة العالمية الكويتية تسيير قافلة مساعدات إغاثية للنازحين السوريين تضمنت 21 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والطحين ومواد حماية من فصل الشتاء.

وعلى صعيد العمل الإنساني في أفغانستان قالت جمعية الهلال الاحمر الكويتي الاثنين الماضي إنها نفذت مشروع الاستجابة للاحتياجات العاجلة والصحية في أفغانستان للمتضررين من الاوضاع الإنسانية من النساء وكبار السن والأيتام وساكني المناطق صعبة الوصول.

وأوضحت الأمين العام للجمعية مها البرجس أن المشروع نفذ بالتعاون مع الهلال الأحمر القطري إذ استفاد منه نحو 31500 شخص يعانون أوضاعا إنسانية صعبة.

وأضافت أن المشروع يهدف إلى تعزيز قدرة الأسر على التحمل وتحسين الصحة الشخصية والوضع الصحي للأسر النازحة من الأزمات الإنسانية والكوارث إضافة إلى توفير المواد الغذائية الأساسية.

وأكدت البرجس أهمية تلبية الحاجات الملحة للنازحين الأفغان والإسهام في التخفيف عنهم في الفترة الحالية التي يعانون فيها من أوضاع إنسانية مأساوية مشيرة إلى برامج ومشاريع تم تنفيذها في أفغانستان ولا تزال قائمة منها حملة عمليات القلب للأطفال التي استفاد منها خمسة آلاف طفل إضافة إلى المشاريع الغذائية والصحية المقدمة سابقا عقب الكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية. 

زر الذهاب إلى الأعلى