أخبار دولية

العراق.. عشرات الجرحى في «أحداث الجمعة».. الكاظمي يتدخل والصدر يوجه رسالة للحشد

أمر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بتشكيل لجنة للتحقيق في «ملابسات أحداث الجمعة» التي وقعت قرب المنطقة الخضراء ببغداد، في وقت دعا فيه الرئيس برهم صالح للتهدئة وطالب زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، المحتجين بـ «عدم تلطيخ سمعة الحشد الشعبي».

وقالت خلية الإعلام الأمني في بيان إن الكاظمي «وجه بإجراء تحقيق شامل حول ملابسات أحداث اليوم الجمعة في مناطق مختلفة في محيط المنطقة الخضراء، وتقديم نتائج التحقيق»، وفقاً لـ «الحرة».

وأضافت أن الكاظمي «شدد أن التعليمات الصارمة للقوات الأمنية في التعامل المهني مع التظاهرات سارية»، مشيرا إلى أن «احترام حقوق الإنسان الأساسية، وخصوصا الحق في التظاهر والتعبير عن الرأي من الأساسيات التي التزمت بها الحكومة».

ودعا الكاظمي «الأطراف السياسية المختلفة إلى التهدئة واللجوء إلى الحوار»، وناشد المتظاهرين «بممارسة حقوقهم المشروعة باعتماد السلمية وتجنب العنف بأي صيغة ومستوى ووسائل».

رئيس الجمهورية برهم صالح، بدوره قال إن «التظاهر السلمي حق مكفول دستوريا»، مضيفا أن «الصدامات التي حصلت بين قوات الأمن والمتظاهرين مؤسفة ومرفوضة وينبغي متابعة التحقيق المقرر بذلك».

وشدد صالح على أن «حماية الأمن العام واجب وطني وعلى الجميع ضبط النفس وتقديم المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار».

وفي تعليق على أحداث الجمعة، قال زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، في تغريدة «لا ينبغي أن تتحول المظاهرات السلمية من أجل الطعون إلى مظاهرات عنف واستصغار للدولة»، مضيفاً «لا ينبغي للدولة أن تلجأ للعنف ضد المتظاهرين السلميين».

وأضاف الصدر «أوجه كلامي للمتظاهرين وأقول إن الحشد الشعبي حشد جهاد، وأمنيتي أن لا تتلطخ سمعتهم بغير ذلك».

ودعا الصدر أفراد الحشد «المنضبطين» للحفاظ على تاريخهم، مشددا على أن «حكومة الأغلبية الوطنية ستكون مدافعة عنكم بعيدا عن مشاريع السياسة الداخلية والخارجية التي تريد النيل منكم من أجل مغانمها الحزبية والطائفية».

واندلعت، الجمعة، مواجهات عنيفة قرب مداخل المنطقة الخضراء المحصنة وسط العاصمة بغداد، بين قوات الأمن العراقية ومتظاهرين من أنصار فصائل موالية لإيران، محتجين على نتائج الانتخابات النيابية المبكرة، وفق ما أفاد مراسل «الحرة».

وقال مصدر أمني لفرانس برس إن المتظاهرين، و»غالبيتهم من مناصري كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق»، وهما من الفصائل الأكثر نفوذا في قوات الحشد الشعبي التي تشكل جزءا من القوات العراقية الحكومية، أغلقوا «ثلاثة من أصل أربعة مداخل للمنطقة الخضراء»، و»حاولوا اقتحام المنطقة الخضراء من جهة قريبة من وزارة الدفاع، وقاموا برمي الحجارة، لكن تم ردعهم من قوة مكافحة الشغب».

وأفادت وزارة الصحة العراقية في بيان عن إصابة «125 شخصا بجروح، بينهم 27 من المدنيين، والباقين من القوات الأمنية». وأضاف البيان أن «أغلب الإصابات بسيطة إلى متوسطة ولم تسجل أي إصابة بطلق ناري، كما لم تسجل أي وفاة».

وحاز تحالف الفتح الممثل للحشد الشعبي المدعوم من إيران، على نحو 15 مقعدا فقط في الانتخابات، بحسب النتائج الأولية. وكان عدد أفراد كتلته في البرلمان المنتهية ولايته 48. وندد قياديون في التحالف بـ»تزوير» في العملية الانتخابية.

ولم تصدر بعد النتائج النهائية الرسمية للانتخابات التي جرت في العاشر من أكتوبر، إذ لا تزال المفوضية العليا للانتخابات في المراحل الأخيرة لإعادة فرز الأصوات بناء على طعون قدمت لها، قبل رفعها للمحكمة المختصة وإعلان النتائج النهائية للانتخابات.

وتضم المنطقة الخضراء التي استهدف محيطها قبل أيام بثلاثة صواريخ من نوع كاتيوشا، مقرات حكومية عديدة منها المفوضية العليا للانتخابات المعنية بدراسة الطعون وإعادة فرز الأصوات، بالإضافة إلى سفارات أجنبية منها السفارة الأمريكية.

وبدأ المئات من مناصري الحشد الشعبي، قبل أكثر من أسبوعين اعتصاما قرب المنطقة الخضراء، احتجاجا على «تزوير» يقولون إنه شاب الانتخابات التشريعية المبكرة. وأثار ذلك مخاوف من حصول توترات سياسية وأمنية.

وحصد التيار الصدري أكثر من 70 مقعدا وفق النتائج الاولية، أي ستكون له مجدداً الكتلة الأكبر في البرلمان، ولكنه لا يملك الغالبية فيه.

زر الذهاب إلى الأعلى