وزير الإعلام: مهرجان الكويت المسرحي منصة حضارية تسهم في دعم وتطوير الحركة المسرحية
• الحركة المسرحية في بلادنا شهدت نمواً وتطوراً مضطرداً في الثلاثين عاماً الماضية
• رواد الحركة المسرحية تركوا لنا إرثا غنيا ونماذج تحتذى من الإخلاص والتفاني في العطاء
(كونا) قال وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن المطيري اليوم الأربعاء إن مهرجان الكويت المسرحي يعد منصة حضارية لدولة الكويت تسهم في دعم وتطوير الحركة المسرحية.
جاء ذلك في كلمة لوزير الإعلام خلال حفل افتتاح فعاليات النسخة ال21 من المهرجان المقامة برعايته وألقاها نيابة عنه الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة كامل العبدالجليل.
وأضاف أن المهرجان يعد مناسبة لتفعيل الحراك الثقافي والفني للمسرح ليكون رافدا مهما لظهور المواهب والإبداعات عند الفنانين الشباب من الجيل الواعد.
وذكر أن الحركة المسرحية في بلادنا شهدت نموا وتطورا مضطردا في الثلاثين عاما الماضية من حيث الاعتماد على خبرات فرق المسارح الأهلية على أيادي من تحملوا أعباء ومسؤوليات استمرار عطاء المسارح الأهلية وتاريخها الحافل بالإنجازات في عقد جديد متطور عن السابق.
وأوضح وزير الإعلام أن «عدد الفرق المسرحية ازداد في القطاع الخاص والتي نكن لمؤسسيها الفنانين وافر الاحترام والتقدير ولهم منا واجب التشجيع والدعم والمؤازرة ونحيي نجاحات مسرح الشباب بالهيئة العامة للشباب الذي ولد كبيرا وتمتع بمزايا الإبداع في العروض والنجومية الشبابية الصاعدة».
واستدرك «نسعد بدور المعهد العالي للفنون المسرحية في جميع خدماته التعليمية والبحثية والتطبيقية ونشاطاته الهادفة لإثراء الحركة المسرحية من خلال روافد مخرجاته التي تغطي مختلف المهن في العمل المسرحي وفي صدارتها اكتشاف المواهب الشابة المؤدية بإتقان التمثيل وتجسيد الشخصيات بمهارة وواقعية».
وذكر أن الفرق المشاركة في المهرجان الذي انطلق في 1989 تحرص على حمل الأمانة والمسؤولية لتقديم عروض راقية رفيعة المستوى ومشرفة في حمل القضايا وطرح الحلول في معالجات فنية متكاملة يحتضنها المسرح ويرسخ فيها دوره واستمرار مسيرته في التوعية والتنوير كشريك في عملية البناء والإصلاح وتنمية المجتمع.
وأكد وزير الإعلام أن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يتابع عن كثب تطورات الحركة المسرحية باهتمام وحرص شديدين وتوفير مقومات التطوير لذا صدر القرار الوزاري رقم (13) لسنة 2021 حيث شمل في بنوده الجوانب التي تهيئ البيئة المحفزة والمنظمة لقيام الأعمال المسرحية القيمة ذات المحتوى الثقافي والمفيد للمجتمع ويعالج القرار بعض السلبيات التي كانت تواجه المسرحيين في السابق وبما يحقق المصلحة العامة.
وأضاف «نعمل حاليا مع الجهات الرسمية على وضع اللمسات النهائية للائحة تطوير الحركة المسرحية والتي عمل بجهود مخلصة على إعدادها وصياغتها نخبة من الأساتذة الأكاديميين وممثلين عن المسارح الأهلية مع المختصين في إدارة المسرح بالمجلس الوطني ويتواصل إصدار سلسلة دورية (من المسرح العالمي) التي صدرت في أكتوبر عام 1969 والتي ترفع الذائقة الفنية بتقديم مسرحيات عربية وعالمية مترجمة مرموقة وقيمة تخدم الباحثين والطلبة والمهتمين بشؤون المسرح على السواء».
وأشار إلى حرص المجلس الوطني على إعادة إقامة مهرجان الكويت المسرحي فور رفع قيود الشروط والاحترازات الصحية ما هو إلا تأكيد صريح على أهمية دور المسرح في تشخيص وتحليل قضايا المجتمع وإثراء النشاط الأدبي والإنتاج الفكري المتمثل في النصوص المسرحية المتفاعلة مع الناس ومتغيرات الحياة.
وبين أنه ولهذا الغرض سيتم في العام المقبل وضع الخطوات التنفيذية لمشروع طباعة وإصدار موسوعة للأعمال المسرحية الكويتية التي قدمت في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي للفرق الأهلية بهدف المحافظة عليها وحمايتها كملكية فكرية وتراث وطني وتوثيقها وإتاحتها للطلبة والباحثين والمهتمين في شؤون المسرح الكويتي. وأكد وزير الإعلام أن تلك الأعمال المسرحية الخالدة تعتبر قاعدة صلبة انطلق منها المسرح في الكويت الذي أرسى قواعده كبار الرواد بعطائهم الرائع والمبدع.
وأضاف «لقد ترك لنا رواد الحركة المسرحية الكويتية إرثا غنيا ونماذج تحتذى من الإخلاص والتفاني في العطاء من أجل ترسيخ دور المسرح المجتمعي البناء وامتداد ما قدموه يتصل بمتعة وفائدة مع جيل اليوم والجيل القادم الواعد والمبشر بنهضة مسرحية جديدة فهم الشباب المتسلح بعلوم المسرح المقدر والمتحمل المسؤولية المجتمعية المتمكنة منحمل الرسالة بكل قدرة وجدارة».
وقال إن مهرجان الكويت المسرحي يحفل بتقديم ثمانية عروض وندوة فكرية تتناول موضوع التجريب في المسرح الكويتي والقيم في المهرجان على أن تعقب كل عرض مسرحي جلسة حوارية وثلاث ورش ثقافية وفنية تتناول جوانب هادفة في أساسيات مهن العمل المسرحي.
وأشار إلى دور الفرق المشاركة ولجنة التحكيم بأعضائها في المهرجان وجميع المشاركين في الفعاليات المصاحبة متمنيا لهم التوفيق والنجاح في هذه التظاهرة الفنية المنتظرة دائما من أجل خدمة ورفعة مسرحنا الكويتي ليظل دائم في تألق ورقي وإزدهار.
شهد حفل الافتتاح تكريم عدد من رواد المسرح تقديرا لدورهم الفاعل في مسيرة الحركة المسرحية الكويتية وهم الفنانين أحمد العامر ودخيل الدخيل وفاضل الدمخي والدكتورة أحلام حسن والدكتورة خلود الرشيدي والفنانة سماح كما تم عرض نبذة عن المسرحيات والفرق المشاركة في المهرجان إلى جانب عرض مسرحي افتتاحي للمهرجان. وتقام جميع الفعاليات في مسرح الدسمة باستثناء الورش المقرر إقامتها في مسرح كيفان على أن تختتم في 10 ديسمبر الجاري.