قطر: من الصعب التطبيع مع الكيان الصهيوني.. وعلاقتنا معه لمساعدة الشعب الفلسطيني
(وكالات) – قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إنه يستبعد أن تقوم الدوحة بتطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني، أو سوريا حتى في الوقت الذي تتخذ فيه دول عربية أخرى خطوات لدمجهما.
جاء ذلك في مقابلة موسعة أجراها موقع "أكسيوس" الأمريكي مع الوزير القطري في سفارة الدوحة لدى واشنطن.
وقال الموقع، إن قطر ورغم تمتعها منذ سنوات بنفوذ كبير على الساحة الدولية من خلال العمل كوسيط دبلوماسي بين الغرب وخصومه، بما في ذلك الجماعات المتطرفة مثل "طالبان"، لكن يظل الكيان الصهيوني وسوريا خطوطا حمراء بالنسبة لها.
وأمس الأول الإثنين، أصبح أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أول زعيم خليجي يزور الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض.
وأعلن بايدن، الذي كان جالسا بجانب آل ثاني في المكتب البيضاوي، أنه سيجعل قطر واحدة من 17 دولة من الحلفاء الرئيسيين لواشنطن من خارج الناتو، مما يمنح البلد الخليجي مزايا خاصة في التجارة الدفاعية والتعاون الأمني.
وكانت زيارة أمير قطر إلى واشنطن، أحدث إشارة على التعزيز الدراماتيكي للعلاقات بين البلدين، بعد أربع سنوات فضلت فيها إدارة ترامب منافسي قطر الإقليميين، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بحسب "أكسيوس".
وقال وزير الخارجية القطري خلال المقابلة، إن الولايات المتحدة وقطر لديهما "علاقة مؤسسية قوية".
وحول أفغانستان، حيث وافقت قطر على تمثيل المصالح الأمريكية، قال آل ثاني إن قطر توصلت إلى اتفاق مع طالبان لاستئناف رحلات الإجلاء الأسبوعية من مطار كابول.
وبشأن إيران، قال آل ثاني إن قطر تعمل جاهدة "لسد أي فجوات" في المحادثات النووية غير المباشرة بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية.
وأضاف أنه "قلق للغاية" بشأن انتهاء المفاوضات بالفشل، وأننا "لا نريد أن نرى سباقا نوويا في منطقتنا".
وفيما يتعلق بالكيان الصهيوني، شدد وزير الخارجية القطري على أن بلاده حافظت في السابق على علاقات "عندما كانت هناك احتمالات للسلام" مع الفلسطينيين، لكن الدوحة "فقدت الأمل" بعد حرب غزة 2008-2009".
وقال إن قطر تواصل "علاقات العمل" مع الكيان الصهيوني لمساعدة الشعب الفلسطيني، لكن من الصعب تصور الانضمام إلى اتفاقات إبراهيم "في غياب التزام حقيقي بحل الدولتين".
كان لقطر في السنوات الأخيرة انخراط مستمر مع الكيان الصهيوني بشأن المساعدات لغزة، حيث وافقت حكومة الاحتلال السابقة على تحويل قطر لمئات الملايين من الدولارات إلى حركة "حماس" كجزء من الجهود المبذولة للحفاظ على السلام.
وأضاف الموقع: "حول سوريا، قال آل ثاني إن الظروف التي أدت إلى تعليق عضوية النظام في جامعة الدول العربية لم تتغير.
وشدد على أنه "لا ينبغي مكافأة الأسد على هجماته المستمرة على شعبه".
فيما يتعلق بكأس العالم، تعهد آل ثاني بإقامة "حدث عالمي" في نوفمبر ودافع عن عملية تقديم العطاءات التي شابتها مزاعم بالفساد.
وتقبل النقد الموجه إلى العمل الجبري وقضايا حقوق الإنسان الأخرى في بناء الملاعب من قبل العمال المهاجرين، لكنه قال إن الوضع تحسن بشكل كبير وشوهته "المعلومات المضللة".
وردا على سؤال حول ما يأمل أن يعرفه العالم عن قطر من كأس العالم، قال آل ثاني إن بلاده فخورة للغاية بكونها أول دولة عربية تستضيف مثل هذا الحدث العالمي الكبير.
وأضاف "يسعدنا دعوة العالم لرؤية كل الدول العربية تشارك وتستضيف كأس العالم.
وأعتقد أن هذه ستكون رسالة واضحة مفادها أن الدول العربية ليست فقط معنية بالصراعات والحروب".
وختم وزير الخارجية القطري بالقول: "يمكن للدول العربية تنظيم أحداث عالمية بأعلى مستوى. ونحن أناس عاديون نحب كرة القدم".