«الطاقة الذرية» تدعو الى استخلاص العبر من حادث «فوكوشيما»
(كونا) – دعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي دول العالم الى استخلاص العبر من حادث محطة (فوكوشيما) اليابانية بهدف تعزيز الامن والامان النوويين.
جاء ذلك في كلمة افتتح بها غروسي أعمال مؤتمر دولي مكرس لتقييم الدروس المستفادة والاجراءات المتخذة اثر الحادث المذكور وذلك بمناسبة مرور عشر سنوات على وقوعه.
وقال غروسي ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية وحكومة اليابان عززت تعاونهما بدعم من المنظمات الدولية على نطاق واسع في أعقاب حادث مفاعل (فوكوشيما دايتشي) الذي وقع عام 2011 وذلك من أجل معالجة مراقبة الاشعاع والعلاج وادارة النفايات وايقاف التشغيل والتأهب للطوارئ.
واضاف انه "يجب ان نسخر جهودنا المشتركة وان نثبت للعالم المتشكك اننا تعلمنا الدروس من حادث فوكوشيما-دايتشي النووي وأنشأنا ثقافة عدم الرضا عن الذات وعدم التوقف عن السعي الى التعلم والاصلاح".
من جهته قال رئيس المؤتمر مايك ويتمان انه "رغم الصعوبات الا اننا حققنا على مدى السنوات العشر الماضية الكثير وان المجتمع النووي بدأ بشكل جيد في هذا المسار".
وقال هيكيهارا في كلمة أمام المؤتمر الذي يستمر خمسة ايام ان الاستخدامات السلمية للطاقة النووية هي جزء أساسي من نواح كثيرة في النمو الاجتماعي والاقتصادي العالمي وتحقيق اهداف التنمية المستدامة.
وتابع قائلا ان التكنولوجيا النووية تساهم بشكل مباشر في ما لا يقل عن تسعة من اهداف التنمية المستدامة من اصل 17 هدفا وفي التعامل مع تغير المناخ حيث يمكن للطاقة النووية ان تقوم بدور مهم في خلق بيئة مناخية سليمة.
وينقسم مؤتمر هذا الاسبوع الى ثلاثة اجزاء الاول يسلط الضوء على مقاربة المنظمات الدولية حول الحادث فيما يتناول الجزء الثاني كيفية تعلم الدروس من التجارب والحوادث النووية السابقة وافضل السبل للمضي قدما حيث من المقرر أن تغطي الجلسات وحلقات النقاش مجموعة من المواضيع بما في ذلك ضمان التوليد الآمن للطاقة النووية والاستعداد والاستجابة للطوارئ والقيادة والادارة والاتصال وبناء الثقة والصكوك القانونية الدولية.
ويشارك نحو 200 شخص في فيينا حضوريا في اعمال هذا المؤتمر بينما يتابع جلساته اكثر من 400 مندوب على تقنية الاتصال بالفيديو.
وبحلول نهاية الأسبوع من المتوقع تقديم خطة عمل تستند الى نتائج المؤتمر. وقالت نائبة المدير العام للوكالة الذرية ورئيسة ادارة السلامة والامن النوويين في الوكالة ليدي إيفرار انه سيتم التركيز على اتخاذ الإجراءات الكفيلة باستمرار المجتمع الدولي في ضمان سلامة المنشآت النووية وتحسينها من خلال البناء على الدروس المستفادة ومواصلة المضي قدما لتعزيز السلامة النووية".
وهذا المؤتمر الدولي تنظمه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتعاون مع منظمة العمل الدولية ومنظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة (فاو) ومنظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية للارصاد الجوية واللجنة العلمية المعنية بآثار الإشعاع الذري ووكالة الطاقة النووية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية واللجنة التحضيرية لمنظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية.
ويصادف تاريخ 11 مارس مرور عشر سنوات على حادث مفاعل (فوكوشيما-دايتشي) للطاقة النووية في اليابان حيث سعت الوكالة الذرية في الايام والاسابيع والاشهر التي تلت الحادث جنبا الى جنب مع المجتمع النووي لمساعدة السلطات اليابانية على ضمان سلامة المنشآت النووية وتجنب أي حادث على مستوى العالم.
يذكر أن حادثة (فوكوشيما) التي اعتبرت كارثة تطورت بعد زلزال كبير شهدته اليابان في 11 مارس 2011 حيث أدت مشاكل التبريد الى ارتفاع في ضغط المفاعل تبعتها مشكلة في التحكم بالتنفيس نتج عنها زيادة في النشاط الإشعاعي.