محليات

متخصصون يؤكدون أهمية الحفاظ على المباني التراثية من خلال قوانين فاعلة لضمان استدامتها

• العتل: الخسارة الكبرى في حريق المباركية هي فقدان الهوية التراثية والمعمارية والإرث التاريخي والذي يصعب تعويضه

(كونا) – أكد عدد من المتخصصين بالتراث والعمارة أهمية الحفاظ على الاسواق والمباني التراثية من خلال سن قوانين مفعلة تساعد على استدامتها مشيرين إلى أن تلك المباني دائما ما تكون واجة حضارية وسياحية لجميع الدول التي تحافظ على تراثها.

وشدد هؤلاء خلال ندوة نظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب اليوم الأحد بعنوان (سوق المباركية والتراث المستدام) بهدف مواكبة حدث الحريق الذي أصاب السوق مؤخرا على أهمية عودة أسواق المباركية لطابعها التراثي.

وقال رئيس الجمعية الكويتية للتراث فهد العبدالجليل إن الأسواق داخل المباركية من المواقع التراثية المهمة في الكويت حيث شهدت حقبة مهمة من تاريخ البلاد وكانت محطة تجارية مهمة في الماضي قبل أن يتم هدمها بعد التثمين.

وأضاف العبدالجليل أنه من الحتمي أن تتمتع منطقة المباركية بنظام حماية خاص بها لحمايتها من الأضرار مبينا أن من الضروري تشريع قانون يصب في مصلحة التراث للحفاظ عليه.

ودعا إلى إنشاء هيئة معنية بالمعالم التاريخية والحفاظ عليها في البلاد وأن تكون هناك لجنة خاصة للتراث.

من جانبه قال أستاذ السلوكيات الإنسانية والثقافة في العمارة الدكتور محمد الجسار خلال مشاركته بورقة بعنوان (سوق المباركية والتحديات في الحفاظ على المباني التراثية والتاريخية) إن أهمية السوق التاريخية تأتي باعتباره هوية تحكي التاريخ الكويتي.

ولفت الجسار إلى أهمية الوعي بالبناء المستدام الذي يضمن أعلى سبل الأمان والبقاء لمعالمنا التراثية موضحا أن هناك قصورا تشريعيا ومهنيا للحفاظ على المباني التاريخية وهو ما نتج عنه فاجعة حريق المباركية.

وذكر أن الكويت تمتلك الكثير من المعالم التراثية المهمة التي يجب الحفاظ عليها ومنها المباركية مشيرا إلى ضرورة وجود استراتيجية وطنية للحفاظ على التراث وتغليب الجانب التراثي على المادي.

من ناحيته دعا رئيس جمعية المهندسين الكويتية فيصل العتل خلال الندوة إلى المسارعة بإزالة ما تبقى من شواهد معمارية يمكن الاستفادة منها والحفاظ عليها رغم تضررها الكبير جراء الحريق.

وأضاف العتل أنه لابد من وضع خارطة تراثية معمارية لإعادة بناء ما تبقى من المباني الصالحة وإعادة تأهيلها وفق المعايير المعمارية للحفاظ على التراث.

وأكد على ضرورة السماح للمتخصصين في العمل والمسارعة بتوثيق ما تبقى والحفاظ عليه والاعتماد على المخطط الهيكلي للمواقع التي تمت إزالتها تمهيدا لإعاة بناء السوق.

وذكر أن الخسارة الكبرى في هذا الحريق هي فقدان الهوية التراثية والمعمارية والإرث التاريخي للسوق والذي يصعب تعويضه.

يذكر أنه قبيل حلول شهر رمضان المبارك اندلع حريق كبير بمنطقة أسواق المباركية استمرت مكافحته يومين حيث انتشر الحريق على مساحة بلغت 25 ألف متر مربع من إجمالي المساحة الكلية لمنطقة أسواق المباركية التي تبلغ 132 ألف متر مربع أي بنسبة تقارب 19 بالمئة من السوق.

زر الذهاب إلى الأعلى