فاوتشي يكشف سبب فشل الصين في احتواء كورونا
قال كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، أنتوني فاوتشي، الأربعاء، إن الصين لم تستطع احتواء وباء فيروس كورونا، رغم سياسة “صفر كوفيد” التي انتهجتها، لأن وتيرة التلقيح لم تساير الإغلاق الذي فرضته على شعبها.
وفي حوار أجرته معه، مجلة “فورين بوليسي” حول تطور الوباء داخل وخارج الولايات المتحدة، قال فاوتشي إن أي إغلاق يجب أن يكون مؤقتا، ليسمح فقط بتطعيم كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، وجميع من لديهم مناعة ضعيفة “ من الواضح أن الصين لم تفعل ذلك” حسب قوله، وفقاً لـ «الحرة».
فاوتشي قال إن وتيرة التطعيم لم تساير مرحلة الإغلاق، وهو ما يفسر عدم قدرة الصين على احتواء الوباء.
وقال: “لقد أغلقوا كل شيء، لكن وتيرة التلقيح، لا سيما بين كبار السن، كانت ضعيفة للغاية”.
فاوتشي أكد في السياق أن اللقاحات التي استخدمها الصينيون لم تكن بالفعالية التي استخدمت في نقاط أخرى حول العالم.
وقال في الصدد: “بصراحة، لقاحاتهم ليست فعالة مثل اللقاحات المستخدمة في أجزاء أخرى من العالم” ثم تابع “ربما لذلك قد أفهم استراتيجية الإغلاق، لكن الإغلاق ليس أمرا يمكنك اعتماده طويلا، إذا أغلقت وانتظرت حتى يختفي الفيروس ، فلن يحدث ذلك”.
يُذكر أن الصين انتهجت أكثر السياسات صرامة تجاه وباء كورونا وذلك بفرض إغلاق شامل على أغلب المدن في البلاد، وسط تذمر شعبي متزايد، لكن رغم ذلك لم تستطع احتواء المرض.
والسبت الماضي، أعلن مسؤولون صينيون تشديد تلك الإجراءات في بكين عبر تكثيف اختبارات الكشف عن الفيروس ومنع تناول الوجبات داخل المطاعم، مع بدء عطلة عيد العمال التي خيّم عليها ارتفاع أعداد الإصابات في العاصمة.
وتعد العطلة التي تستمر خمسة أيام، من أكثر الفترات التي يكثر فيها السفر.
لكن الملاحظ أن الناس التزموا هذه السنة منازلهم بسبب أسوأ عودة للفيروس منذ بدايات انتشاره.
والأربعاء، أغلقت بكين عشرات من محطات المترو وخطوط الحافلات ووسعت القيود على العديد من الأماكن العامة، وركزت الجهود على تجنب مصير شنغهاي، حيث يخضع الملايين لإغلاق صارم لأكثر من شهر.
كما أعلنت مدينة تشنغتشو بوسط البلاد في وقت سابق أيضًا قيودًا، حيث انضمت إلى عشرات المراكز السكانية الكبيرة في ظل شكل من أشكال الإغلاق حيث تسعى الصين إلى القضاء على فيروس يُعتقد أنه ظهر لأول مرة في مدينة ووهان في أواخر عام 2019.
واعتبارا من غد الخميس، سيتعين على المواطنين في بكين إبراز نتيجة فحص كوفيد سلبية أجريت خلال الأسبوع الماضي لدخول “جميع أنواع الأماكن العامة ولركوب وسائل النقل العام”، بحسب مذكرة نشرت على صفحة سلطة المدينة على موقع ويتشات.
ورغم ارتفاع التكلفة الاقتصادية والاستياء الشعبي، أعلنت بكين أنها ستوسع نطاق الإغلاق ليشمل أماكن عامة في الأيام المقبلة.
كذلك، أعلنت السلطات أنها هيّأت إلى الآن أربعة آلاف سرير في مستشفيات ميدانية تستخدم عادة لعلاج المصابين بكوفيد ممن عوارض مرضهم طفيفة أو معدومة، وأنها بصدد تسريع إقامة مراكز عزل ذات قدرة استيعابية أكبر.