53 قتيلاً حصيلة انهيار مبنى في الصين
وانهار المبنى التجاري المؤلّف من ثماني طبقات الجمعة الماضي في مدينة شانغشا (وسط)، ما دفع بالسلطات إلى إطلاق عملية بحث وإنقاذ مضنية استمرت أكثر من ستة أيام لانتشال الناجين من بين أكوام الركام والحديد.
ونقلت القناة الرسمية "سي سي تي في" عن مسؤولين في المدينة قولهم إن "أعمال البحث والإنقاذ في موقع انهيار المبنى في شانغشا استُكملت".
وأضافت "تم العثور على جميع الأشخاص المحاصرين والعالقين من جراء الحادث"، موضحة أنه "اُنقذ عشرة أشخاص وقضى 53 شخصا".
والناجي العاشر الذي أنقذ من الركام بُعيد منتصف ليل الخميس الجمعة، كان عالقا تحت الأنقاض لقرابة ستة أيام، على ما أعلنت وسائل إعلام رسمية في وقت سابق.
وقدمت وو غوينينغ كبيرة مسؤولي الحزب الشيوعي في شانغشا باسمها وباسم مسؤولي المدينة اعتذارها على خلفية الحادث وانحنت تكريما للضحايا، خلال إيجاز صحافي الجمعة.
وقدّم المسؤولون "اعتذارا صادقا إلى المجتمع" و"عبروا عن تعازيهم العميقة لجميع عائلات الضحايا والجرحى"، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية، فيما عبرت وو عن "حزنها الكبير".
وتعهدت وو غوينينغ بأن يتعاون المسؤولون "بالكامل مع الدوائر العليا لإجراء تحقيق دقيق في أسباب الحادث (…) وتقديم تفسير مسؤول لكل المجتمع".
وكانت السلطات أشارت في حصيلة سابقة إلى وجود 26 قتيلا، لكنّ عدد القتلى ارتفع بعد العثور على مزيد من الجثث مساء الخميس.
وكان المبنى يضم شققا سكنية وفندقا ودار سينما. وخلّف انهياره كومة من الركام والكتل الخرسانية الملتوية.
وقالت امرأة انتشلت بعد 88 ساعة على الكارثة، لوسائل الإعلام الرسمية إنها كانت تدرس جالسة على سريرها وقت الكارثة وتمكنت من البقاء على قيد الحياة بفضل بعض المياه وبطانية تدفأت بها.
وتمكن عناصر الإنقاذ من العثور على الناجين بمساعدة من الكلاب المدربة وأجهزة رصد مؤشرات الحياة وطائرات مسيّرة، والاستدلال من صراخ الناجين وإحداثهم الجلبة، بحسب شينخوا.
وأوقِف 11 شخصا بمن فيهم صاحب المبنى وفريق من مفتشي السلامة، في إطار حادثة انهيار المبنى، إضافة إلى شخصين يشتبه في قيامهم بعمليات "تعديل غير قانونية" على المبنى وفقا لسلطات شانغشا.
وقال مسؤولون إن خبراء مسح زوروا تقرير تدقيق في سلامة المبنى.
وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن المبنى المنهار "بناء سكني تم تشيده بمبادرة فردية"، أي بناه أشخاص أو شركات من دون تمويل حكومي.
وأعلنت وزارة الإسكان والتنمية الريفية-المدنية الأحد عن حملة للتدقيق في سلامة البناء تشمل "مساكن مشيدة بمبادرة فردية" على مستوى البلاد.
وأمر الرئيس الصيني شي جينبينغ الأسبوع الماضي بإجراء تحقيق دقيق في أسباب انهيار المبنى، في ما يعد مؤشرا إلى فداحة الكارثة.
وتشهد الصين بانتظام كوارث من هذا النوع لأسباب منها عدم الامتثال لمعايير البناء وفساد مسؤولين مكلفين تطبيق تلك المعايير.
وفي يناير تسبب انفجار يُعتقد أنه ناجم عن تسرب غاز في انهيار مبنى في مدينة تشونغكينغ بجنوب غرب البلاد ومقتل 16 شخصا على الأقل.
ولقي 25 شخصا مصرعهم في يونيو 2021 في انفجار غاز في مجمع سكني بمدينة شيان الواقعة وسط البلاد.