دول العالم بين رفض وقلق إزاء الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا
• الاتحاد الأوروبي حذر روسيا من عواقب وخيمة
• أردوغان: الغزو الروسي ضربة قاصمة موجهة ضد أمن المنطقة واستقرارها ورخائها
(كونا) – أعربت العديد من دول العالم عن ادانتها وقلقها إزاء العملية العسكرية التي اعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فجر اليوم في منطقة (دونباس) الواقعة في جنوب شرق أوكرانيا.
وبخصوص هذه العملية العسكرية قال بوتين في خطاب وجهه للشعب الروسي ان «اقليمي دونيتسك ولوغانسك توجها الى القيادة الروسية بطلب المساعدة» موضحا ان «هدف هذه العملية العسكرية الخاصة يكمن في حماية السكان».
وشدد على ان بلاده سترد بشكل فوري على اي محاولة للتدخل في النزاع مع اوكرانيا من الخارج او اي محاولة لتهديد الشعب الروسي».
وعن الموقف الاوكراني أعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي أن القوات الروسية سيطرت على مطار عسكري على مشارف العاصمة (كييف).
وقال زيلينسكي في كلمة نقلتها وسائل الإعلام إن روسيا «شنت هجوما بريا وجويا وبحريا» على الجيش الأوكراني الذي «يواصل التصدي» للهجمات الروسية في مختلف المناطق.
كما أعلن قطع علاقات بلاده الدبلوماسية مع روسيا فيما حث مواطنيه على حمل السلاح «للدفاع عن الوطن إزاء العدوان الروسي».
في حين دعا السفير الأوكراني في أنقرة واسيل بودنار تركيا إلى إغلاق مضيقي (الدردنيل) و(البوسفور) ومجالها الجوي أمام الطائرات والسفن الحربية الروسية وفرض عقوبات ومصادرة الأسهم الروسية في تركيا.
وعلى صعيد الموقف الامريكي من هذه التطورات ندد الرئيس جو بايدن بالهجوم «غير المبرر» من روسيا على اوكرانيا.
وقال بايدن في بيان ان «العالم بأسره يقف مع الشعب الاوكراني وهم يواجهون هجوما غير مبرر من قبل القوات العسكرية الروسية».
وأضاف ان «الرئيس فلاديمير بوتين اختار حربا مع سبق الاصرار ستؤدي الى خسائر فادحة في الارواح ومعاناة بشرية» مؤكدا ان «روسيا وحدها هي المسؤولة عن الموت والدمار اللذين سيخلفان هذا الهجوم».
وأعلن بايدن أنه اتفق مع قادة مجموعة السبع على المضي قدما في حزمة من العقوبات «المدمرة» وغيرها من الإجراءات الاقتصادية «لمحاسبة» روسيا.
كما ذكر مصدر مسؤول في البيت الابيض ان الرئيس الأمريكي جو بايدن عقد اجتماعا لمجلس الأمن القومي لمناقشة تطورات ملف الأزمة الأوكرانية.
وفي لندن أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون فرض حزمة جديدة من العقوبات الكبيرة على روسيا ردا على «اجتياحها» الاراضي الاوكرانية وعقوبات مماثلة على بيلاروسيا لدورها في العمليات العسكرية.
وأكد جونسون في جلسة خاصة بمجلس العموم ان العقوبات التي ستدخل حيز التنفيذ عبر تشريع رسمي يوم الثلاثاء المقبل تشمل تجميد اصول جميع البنوك الروسية الكبرى ومنعها من العمل في النظام المالي البريطاني وبالتالي حرمانها من استخدام الجنيه الاسترليني ومقاصة المدفوعات عبر بريطانيا.
واضاف انه سيتم ايضا منع روسيا وشركاتها من جمع التمويل أو الاقتراض من أسواق المملكة المتحدة وتوسيع تجميد الاصول الى 100 كيان وشخص مشيرا الى منع شركة (ايروفلوت) للطيران من استخدام المطارات البريطانية وتقليص قيمة الاموال التي يمكن للمواطنين الروس تحويلها الى الحسابات البنكية البريطانية.
واوضح انه سيتم تجميد رخص التصدير الخاصة بكل الاجهزة والمنتجات ذات الطابع العسكري فضلا عن منع تصدير كل ما يعتبر من التكنولوجيا والتقنية العالية والعتاد الخاص بمحطات تكرير النفط محذرا من امكانية قطع روسيا عن نظام (سويفت) المالي اضافة الى فرض اجراءات اخرى اكثر حدة.
اما على صعيد موقف الاتحاد الاوروبي فقد حذر قادة الاتحاد الأوروبي روسيا من «عواقب وخيمة وهائلة» من جراء غزو أوكرانيا.
وأعرب القادة الأوروبيون في بيان مشترك عن الإدانة «بأشد العبارات لعدوان روسيا العسكري غير المسبوق على أوكرانيا الذي تنتهك به موسكو القانون الدولي بشكل صارخ وتقوض الأمن والاستقرار الأوروبيين والعالميين».
كما أكد الاتحاد مع حلف شمال الأطلسي (ناتو) موقفهما الموحد في إدانة «الغزو» الروسي لأوكرانيا ودعم سيادتها وسلامتها الإقليمية وحقها في الدفاع عن النفس.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده الأمين العام لحلف (ناتو) ينس شتولتنبرغ مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل عقب اجتماعهم في مقر الحلف لمناقشة الهجوم الروسي على أوكرانيا.
من جانبها ذكرت فون دير لاين «أننا نمر بلحظة فارقة ونقف ثلاثتنا هنا معا لنقدم دليلا على مدى رد الاتحاد الأوروبي وحلف (ناتو) على تصرفات الكرملين».
بدوره دان ميشيل الغزو الروسي لأوكرانيا واصفا إياه بأنه «هجوم على السلام والأمن في أوروبا وعلى أسس اتحادنا الأوروبي» مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي وحلف (ناتو) قادران على «محاسبة روسيا».
كما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية في بيان متلفز ان الاتحاد سيقدم في وقت لاحق من اليوم حزمة من العقوبات الجماعية والموجهة للزعماء الأوروبيين للموافقة عليها والتي سيتم من خلالها استهداف القطاعات الاستراتيجية للاقتصاد الروسي ومنع وصولها إلى التقنيات والأسواق الرئيسية لاضعاف روسيا وقدرتها على التحديث.
وفي باريس اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه «قوض سيادة أوكرانيا وقرر ضرب السلام والاستقرار في أوروبا» مؤكدا أنها «أسوأ ضربة تشهدها القارة منذ عقود» موضحا أن الاحداث الأخيرة تعد «نقطة تحول» وسيكون لها «عواقب وخيمة وطويلة الأمد على الجغرافيا السياسية في المنطقة».
كما قال ماكرون في تغريدة نشرها في حسابه عبر موقع (تويتر) «تدين فرنسا بشدة قرار روسيا بشن الحرب على أوكرانيا ويجب عليها انهاء عملياتها العسكرية على الفور».
وفي برلين دان المستشار الألماني اولاف شولتس الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا ووصفه ب»يوم كارثي لأوكرانيا وأسود لأوروبا» وقال ان الاعلان الروسي «خرق صارخ للقانون الدولي لا يمكن تبريره بأي شيء».
كما أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بدء حكومة بلادها في إعداد عقوبات «قاسية» و»إضافية» لفرضها على روسيا على خلفية عمليتها العسكرية ضد أوكرانيا.
بدوره دعا رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيزالرئيس الروسي إلى «وقف العدوان على أوكرانيا في أسرع وقت ممكن» معتبرا اياه «هجوما مباشرا على القيم الأوروبية» محذرا من ان الأمر «لن يمر بدون عقاب».
كما دانت إيطاليا عبر رئيس وزرائها ماريو دراغي في بيان أصدره قصر (كيجي) العمليات العسكرية الروسية «غير المبررة» في أوكرانيا متعهدة برد فعل «مشترك» مع الحلفاء كما قررت استدعاء سفير روسيا في روما لنقل إدانتها «لانتهاك القانون الدولي».
اما حلف شمال الاطلسي (ناتو) فقد اعلن امينه العام ينس شتولتنبرغ أن قادة الحلف سيعقدون قمة افتراضية طارئة غدا الجمعة لمناقشة «الغزو الروسي لأوكرانيا».
وقال شتولتنبرغ في مؤتمر صحفي عقب اجتماع عقده سفراء الحلف ان «روسيا ستواجه من المجتمع الدولي بأسره عواقب وخيمة على تصرفاتها» معلنا عن إرسال قوات برية وجوية إضافية إلى شرقي أوروبا ردا على «الغزو الروسي لأوكرانيا».
اما في انقرة فقد أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رفض بلاده التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا قائلا إنه «مخالف للقانون الدولي» معتبرا إياه «ضربة قاصمة موجهة ضد أمن المنطقة واستقرارها ورخائها» مؤكدا «دعم تركيا لنضال أوكرانيا في حماية وحدة أراضيها»
وعن الموقف الاسيوي من هذه التطورات فقد أكدت الصين معارضتها أي عمل «يشعل الحرب» بين روسيا وأوكرانيا مشددة على تبينها «موقفا مسؤولا» منذ اندلاع الأزمة بين البلدين لإقناع جميع الأطراف المعنية بعدم تصعيد التوترات وإشعال الحرب بينهما.
واتهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينغ في مؤتمر صحفي الولايات المتحدة بإرسال أكثر من ألف طن من الأسلحة والذخائر لا تقل قيمتها عن 5ر1 مليار دولار إلى أوكرانيا.
في حين قال عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي ان بلاده «تتفهم مخاوف روسيا الأمنية المشروعة» و»تدرك السياق التاريخي المعقد والخاص للأزمة الروسية – الأوكرانية».
وأضاف وانغ يي أن «بلاده تحترم دائما سيادة جميع الدول وسلامة أراضيها» مجددا الدعوة إلى ضرورة «التخلي تماما عن عقلية الحرب الباردة» وأهمية العمل على إنشاء آلية أمنية أوروبية «متوازنة وفعالة ومستدامة» من خلال «الحوار والمفاوضات».
اما في طوكيو فقد حث وزير الخارجية الياباني يوشيماسا هاياشي روسيا على وقف العملية العسكرية في أوكرانيا وسحب قواتها فورا معلنا عزم بلاده فرض عقوبات على روسيا.
وعلى صعيد متصل اعرب رئيس الوزراء الكمبودي هون سين ونظيره الماليزي إسماعيل صبري عن «قلقهما الشديد» إزاء التطورات القائمة في الصراع الروسي-الأوكراني ودعيا جميع الأطراف إلى وقف النزاع والعمل على إيجاد حل سلمي بين الدولتين المتجاورتين من خلال الحوار.
عربيا أعربت دولة الكويت عن رفضها القاطع لاستخدام القوة أو التهديد أو التلويح بها في العلاقات بين الدول وإذ تتابع بقلق وأسف بالغين تدهور الأوضاع وارتفاع حدة توترها في أوكرانيا لتؤكد أهمية الالتزام بالمبادئ الراسخة في القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة التي تحكم العلاقات بين الدول والقائمة على احترام سيادة الدول وسلامتها الإقليمية ومبادئ حسن الجوار وحل المنازعات بالطرق السلمية.
وشددت على ضرورة احترام استقلال وسيادة أوكرانيا لتؤكد دعمها الكامل لكافة الجهود الدولية الرامية إلى التهدئة وخفض التصعيد وضبط النفس وتسوية الخلافات الدولية بالوسائل السلمية واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين وضمان سلامتهم.
وفي الدوحة أجرى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن اتصالين هاتفيين مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأوكراني دميترو كوليبا.
وذكرت وكالة الأنباء القطرية ان الشيخ محمد بن عبدالرحمن عبر خلال الاتصالين عن قلق بلاده جراء هذا التصعيد وتداعياته كما حث جميع الأطراف على ضبط النفس وحل الخلاف عبر الحوار البناء والطرق الدبلوماسية وتسوية المنازعات الدولية بالوسائل السلمية وعدم اتخاذ ما من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من التصعيد.
اما مصر فقالت على لسان وزارة خارجيتها انها تتابع ب»قلق بالغ» التطورات المتلاحقة اتصالا بالأوضاع في أوكرانيا مؤكدة «أهمية تغليب لغة الحوار والحلول الدبلوماسية والمساعي التي من شأنها سرعة تسوية الأزمة سياسيا».
وفي بيروت دان لبنان على لسان خارجيتها «الاجتياح» الروسي للاراضي الأوكرانية مطالبا روسيا بوقف العمليات العسكرية فورا وسحب قواتها داعيا في بيان الى «العودة لمنطق الحوار والتفاوض كوسيلة أمثل لحل النزاع القائم بما يحفظ سيادة وأمن الطرفين ويسهم في تجنيب شعبي البلدين والقارة الأوروبية والعالم مآسي الحروب ولوعتها».