أخبار دولية

هل تخوض الولايات المتحدة رسمياً حرباً بالوكالة ضد روسيا في أوكرانيا؟

يقول مراسل صحيفة “إندبندنت” ( The Independent) البريطانية في الولايات المتحدة، أندرو بونكومب، إن الإجابة عن سؤال إذا ما كانت واشنطن تخوض حربا بالوكالة في أوكرانيا تعتمد على الجهة التي تجيب عن ذلك.

وأوضح -في تقرير له- أن جزءا من المشكلة يتمثل في عدم وجود تعريف متفق عليه، لكن مؤشرات الانخراط الأميركي في مساعدة أوكرانيا تتزايد كل يوم، وفقاً لـ «الجزيرة نت».

مؤشرات معلنة

واستعرض بونكومب مؤشرات الانخراط المعلنة، مثل مساعدة أميركا أوكرانيا في قتل 12 جنرالا روسيا، وإغراق السفينة الروسية الرئيسية موسكفا، في ضربة محرجة لموسكو، وعزم واشنطن إرسال نحو 14 مليار دولار في صورة مساعدات عسكرية ومساعدات أخرى لأوكرانيا في صد روسيا، كما طلب الرئيس جو بايدن من الكونغرس الموافقة على 33 مليار دولار.

وأضاف الكاتب “أننا نعرف رغبة واشنطن في إضعاف الجيش الروسي حتى لا تتمكن من تكرار ما فعلته بأوكرانيا”، وما قاله بايدن عن الرئيس فلاديمير بوتين من أنه مجرم حرب “ينبغي ألا يظل في السلطة”.

وقال بونكومب على الرغم من ذلك، فإن البيت الأبيض يواصل إصراره على أن الولايات المتحدة ليست منخرطة في حرب بالوكالة مع روسيا؛ إذ قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين ساكي للصحفيين هذا الأسبوع: “هذه ليست حربا بالوكالة، هذه حرب بين روسيا وأوكرانيا. حلف شمال الأطلسي (ناتو) غير متورط، والولايات المتحدة لا تخوض هذه الحرب”.

أحد الأكاديميين يعرّف الحرب بالوكالة

ونقل عن نورمان نيمارك -أستاذ دراسات أوروبا الشرقية بجامعة ستانفورد الأميركية- قوله إنه لا يعتقد أن ما يحدث في أوكرانيا هو حرب بالوكالة، وإن الإشارة إلى ذلك يعد إهانة للأوكرانيين، ويعرّف الحرب بالوكالة بأنها الحرب التي تخوضها جهة ما بطلب منك، قائلا “إن هذا ليس ما يحدث في أوكرانيا. إنهم يقاتلون من أجل أنفسهم”.

وقال إن الولايات المتحدة صرحت بأنها ترغب في تقليص قدرة روسيا على القيام بهذا النوع من القتال “ولا حرج في ذلك، من خلال مساعدة أوكرانيا”.

أما روسيا فقد ادعت أن الولايات المتحدة منخرطة في حرب بالوكالة، حيث اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الناتو بخوض حرب بالوكالة من خلال تقديم مساعدات عسكرية، إذ قال إن “الناتو، في جوهره، منخرط في حرب مع روسيا من خلال وكيل وهو يسلح هذا الوكيل، فالحرب تعني الحرب”.

تحذير من رد روسي دموي

وعلى الرغم من إصرار واشنطن على أن بايدن لا يريد وجود جنود أميركيين على الأرض ويسعى إلى وقف تصعيد الصراع، فقد حذر كثير من الناس من أن الولايات المتحدة وحلف الناتو يخاطرون برد أكثر دموية من روسيا، إذا شعر بوتين بالضغط، ولا يستبعدون استخدام أسلحة نووية أو كيميائية.

ونقل بونكومب عن جون ميرشايمر -المحلل السياسي والإستراتيجي الأستاذ في جامعة شيكاغو- قوله يبدو أن الولايات المتحدة غيّرت بوضوح ما تريد تأمينه من الصراع، إذ إنها في البداية كانت تركز على مساعدة أوكرانيا في “إحباط الهجوم الروسي، والآن يبدو أنها عازمة على إلحاق هزيمة ساحقة بالقوات الروسية في أوكرانيا، وبعبارة أخرى، هزيمتهم بشكل حاسم في ساحة المعركة، بالإضافة إلى تدمير الاقتصاد الروسي بالعقوبات وإخراج روسيا من صفوف القوى العظمى”.

لكن سارة بيترين -المستشارة السابقة لحلف الناتو التي عملت منذ فترة طويلة لمساعدة المدنيين في مناطق الصراع- قالت إنها تعتقد أنه من الواضح أن الولايات المتحدة لا تحاول المزيد من المشاركة؛ إذ إن “التردد في الاشتباك معهم عسكريا واضح في القيود المفروضة على نوع الأسلحة المعروضة وعدم وجود أي دفاعات جوية أو أرضية تم الالتزام بها، كما أن خطر انتشار الصراع إلى أجزاء أخرى من أوروبا الشرقية هو أمر تحاول الولايات المتحدة والناتو تجنبه”.

زر الذهاب إلى الأعلى