مساعدات الكويت.. دعم للمنكوبين وإسهام في تنمية المجتمعات الفقيرة
(كونا) – واصلت دولة الكويت جهودها الإغاثية بهدف تقديم استجابة فورية لحالات الطوارئ ومساعدة المنكوبين وإقامة المشاريع التي تسهم في تنمية المجتمعات الفقيرة ومد يد العون لشعوب العالم على اختلاف مشاربهم.
وفي هذا الصدد وافق مجلس الوزراء الكويتي على التبرع بمبلغ خمسة ملايين دولار لتقديم مساعدات إنسانية لأفغانستان ومليوني دولار لتقديم مساعدات إنسانية للاجئين الأوكرانيين وذلك عن طريق الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وذكر المجلس في بيان أن ذلك يأتي تنفيذا للتوجيهات السامية من حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وفي ضوء التداعيات الإنسانية وزيادة تدفق اللاجئين من كل من أفغانستان وأوكرانيا.
وفي هذا الإطار وصلت إلى مطار وارسو في بولندا طائرة مساعدات عسكرية كويتية محملة بمواد إغاثية ومساعدات طبية تقدر ب 5ر33 طنا مقدمة من حكومة دولة الكويت لمساعدة اللاجئين الاوكرانيين الفارين من أوكرانيا على خلفية العملية العسكرية الروسية هناك.
وقال رئيس جمعية الهلال الاحمر الكويتي الدكتور هلال الساير في اتصال مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) إن المساعدات تشمل أدوية ومستلزمات طبية إضافة إلى مواد غذائية وحليب للأطفال وغير ذلك من المستلزمات الضرورية.
وأضاف الساير أن هذه المساعدات الإنسانية تعبر عن مدى تضامن دولة الكويت قيادة وحكومة وشعبا مع الشعوب المنكوبة في هذه الظروف الصعبة.
وأكد أن الجمعية تتابع من كثب أحوال اللاجئين الأوكرانيين مع المنظمات المعنية بالعمل الإنساني لاسيما الصليب الاحمر البولندي.
وأشاد الساير بدور وزارتي الخارجية والدفاع الكويتيتين لسرعة الاستجابة وتسخير جميع الامكانات من أجل وصول المساعدات بشكل عاجل مضيفا "والشكر موصول لسفارة دولة الكويت لدى بولندا على دورها في تسهيل مهمة الوفد".
ومن جانبه أشاد الصليب الاحمر البولندي بدور جمعية الهلال الأحمر الكويتي في مجال العمل الإنساني والتعامل مع الأزمات والكوارث في مختلف دول العالم.
جاء ذلك خلال لقاء رئيس الصليب الاحمر البولندي جيرسي بيشك مع الدكتور الساير بمناسبة وصول اكثر من 5ر33 طن من المساعدات الاغاثية الكويتية الى بولندا لمساعدة اللاجئين من أوكرانيا.
وقال بيشك ان جمعية الهلال الاحمر الكويتي من اوائل الجمعيات التي لبت نداء الاستغاثة لمساعدة الفارين من اوكرانيا الذين يقدر عددهم بأكثر من مليون ونصف مليون لاجئ حتى الان لافتا الى ان الاحتياجات لاتزال كبيرة.
ومن جهته جدد الدكتور الساير ل(كونا) تأكيده حرص دولة الكويت على المساهمة في دعم الاعمال الانسانية في شتى انحاء المعمورة ايمانا واستكمالا لدورها الانساني.
واشار الى انه تم خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون والتنسيق المشترك للمساعدة في تخفيف معاناة اللاجئين من اوكرانيا ولا سيما انهم بحاجة الى مزيد من الدعم والادوية والمواد الاغاثية.
وأكد أن الجمعية تولي اهتماما كبيرا لمجالات التعاون والتنسيق مع المنظمات الإنسانية الدولية مشيرا الى ان الجمعية تتطلع الى تعزيز شراكتها مع المنظمات الدولية من أجل تحسين أوضاع المتأثرين بالأزمات الانسانية.
ومن جانبه أكد سفير دولة الكويت لدى بولندا خالد الفضلي أن المساعدات الانسانية الكويتية تنبع من التوجيهات السامية لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه والقيادة السياسية استكمالا لمسيرة كويت العطاء.
وأضاف السفير الفضلي أن مثل هذه المساهمات تعد امتدادا لجهود الكويت الخيرية واسهاماتها في الميدان الانساني في كل أنحاء العالم.
وأوضح أن الكويت جبلت على دعم العمل الإنساني والمساهمة السخية والاستجابة الفورية لإغاثة ضحايا الأزمات الإنسانية والكوارث معربا عن أمله في ان تساهم هذه المساعدات في تخفيف معاناة اللاجئين الفارين من اوكرانيا.
وأكد أن القيادة السياسية في بولندا تقدر بشكل كبير الدور الانساني الذي تؤديه دولة الكويت بمختلف مؤسساتها الرسمية والاهلية في مساعدة الشعوب المنكوبة في شتى انحاء المعمورة.
وعلى صعيد متصل بحث سفير أوكرانيا لدى دولة الكويت الدكتور أوليكساندر بالانوتسا مع جمعية الهلال الاحمر الكويتي مجالات التعاون والتنسيق فيما يتعلق بتقديم المساعدات الإغاثية للشعب الاوكراني الذي يمر حاليا بأوضاع انسانية صعبة.
وقال بالانوتسا في تصريح ل(كونا) على هامش لقائه الدكتور هلال الساير إن الجهود التي تبذلها الجمعية ملموسة وواضحة في مساعدة الشعوب المنكوبة وإقامة المشاريع التي تسهم في تنمية المجتمعات الفقيرة ومد يد العون لشعوب العالم على اختلاف مشاربهم.
وأوضح أنه بحث مع الهلال الاحمر الكويتي تقديم مساعدات انسانية للاجئين الاوكرانيين في دول الجوار مشيدا بدور الجمعية الاغاثي والانساني البارز في مساعدة شعوب العالم التي تتعرض للكوارث الطبيعية أو من صنع الانسان.
من جانبه رحب الساير في تصريح مماثل ل(كونا) بزيارة السفير الاوكراني للجمعية مؤكدا استعداد (الهلال الأحمر) للتعاون والتنسيق البناء مع جميع المنظمات الانسانية والمجتمعية لمساعدة اللاجئين الاوكرانيين في دول الجوار.
وأفاد بأنه تم خلال اللقاء استعراض الأعمال الانسانية والاغاثية التي تقدمها الجمعية داخل الكويت وخارجها انطلاقا من دورها الذي تؤديه على جميع المستويات مبينا ان الكويت جسدت نموذجا متميزا للعمل الانساني الخيري ولم تتوان في تلبية نداء الواجب الانساني عبر تقديم المساعدات السخية للشعوب المنكوبة.
ووقعت جمعية الهلال الاحمر الكويتي في وقت لاحق مع برنامج الأغذية العالمي اتفاقية مشروع تقديم مساعدات عاجلة لمصلحة الشعب الافغاني الذي يعاني أوضاعا انسانية صعبة في الفترة الحالية.
وأكدت الأمين العام للجمعية مها البرجس ل(كونا) أهمية هذه الخطوة التي تلبي الحاجات الملحة للنازحين الأفغان وتسهم في التخفيف من معاناتهم مبينة أن الاتفاقية تأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية والتعاون القائم بين الجانبين لمساعدة اللاجئين من الشعب الافغاني.
وأضافت البرجس أن الاتفاقية تهدف أيضا الى توفير المواد الغذائية للسكان المعرضين لانعدام الأمن الغذائي الحاد في أفغانستان وتفتح مجالا أوسع في العمل الانساني والإغاثي للتخفيف من أعباء النزوح وذلك في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها الجمعية لدعم العمل الإنساني في العالم.
وقالت إن الجمعية تعتز بشراكتها مع الجمعيات والمنظمات الانسانية الأخرى إذ تأتي هذه الاتفاقية ضمن المساعي الرامية لتوحيد الجهود الإنسانية لتعزيز مجالات التعاون والتنسيق بين المنظمات الانسانية من أجل المزيد من التميز والريادة في العمل الإنساني وإظهار أكبر قدر من التضامن مع الشرائح والفئات المحتاجة.
وذكرت أنه بحسب تقارير الأمم المتحدة فإن هناك نحو 22 مليون شخص داخل أفغانستان و5ر7 ملايين آخرين من النازحين الأفغان في خمس دول مجاورة يحتاجون إلى مساعدات عاجلة وضرورية هذا العام.
وفي إطار الجهود الإنسانية أيضا افتتحت جمعية دار اليتيم الفلسطيني (المركز الكويتي للأشعة التشخيصية) وسط قطاع غزة بدعم من الهيئة الخيرية الاسلامية بالكويت.
وحضر افتتاح المركز عدد من المسؤولين في السطات الصحة وأطباء ووجهاء العائلات الى جانب عدد من المواطنين الفلسطينيين.
وقال مسؤول دائرة الاعلام والعلاقات العامة في جمعية دار اليتيم الفلسطيني طه الشريحي في تصريح ل(كونا) ان المركز الكويتي للأشعة التشخيصية يتميز بالتخصصية بتقديم الخدمات للتصوير الاشعاعي بكافة انواعه.
وأضاف الشريحي ان المركز سيبدأ بمرحلته الاولى تشغيل جهازي (الاشعة التشخيصية) و(الرنين المغناطيسي) في حين سيتم قريبا استكمال مسيرته لتقديم خدمات اشعة (البانوراما) و(الاشعة العادية) و(التصوير بالموجات الفوق صوتية) وتصوير (الثدي الرقمي).
واوضح ان المركز الكويتي سيقدم خدماته لأكثر من 300 ألف نسمة في المحافظة الوسطى ويسعى عبر كوادره الطبية لتقديم خدماته لكافة ابناء قطاع غزة بالشراكة مع السلطات الصحة والمؤسسات المحلية لخدمة المواطنين الفلسطينيين.
وعبر المشاركون في كلمات مختلفة خلال الاحتفال عن حبهم لدولة الكويت أميرا وحكومة وشعبا لوقوفهم الدائم مع الشعب الفلسطيني.