اقتصاد

«سويفل» تكشف تفاصيل خطتها لخفض الموظفين

• الإمارات وباكستان ستشهدان أكبر تسريح للعاملين

• الشركة ستقلص أعداد الباصات وخطوط النقل في المدن الأقل زخماً واقبالاً

يهدف قرار شركة الحلول الذكية للنقل الجماعي سويفل SWVL بخفض عدد موظفيها بنسبة 32%، وتقليص رواتب الإدارة العليا، لتحقيق تدفق نقدي إيجابي بحلول العام المقبل 2023 كما أبلغت الشركة فوربس الشرق الأوسط.

وكشفت شركة «سويفل» لـ «فوربس» عن تفاصيل الخطة التي أقرتها ، والتي تهدف إلى تفادي ما وصفته بالاضطرابات المالية الشديدة خلال الأسابيع الأخيرة، علما أنّ الشركة واجهت سلسلة انتقادات قاسية بعد الإعلان عن القرار .

وتعتبر سويفل أول شركة يونيكورن عربية، وهي أدرجت في بورصة ناسداك، في 1 أبريل  الماضي، وافتتح السهم للتداول عند 10 دولارات في أولى جلساته وبلغت القيمة السوقية للشركة عند إدراجها 1.5 مليار دولار، لكنّ سعر السهم ما لبث أن تراجع إلى نصف قيمته عند الإدراج، حيث سجّل اليوم 5.07 دولار، لتتراجع القيمة السوقية للشركة إلى 607 ملايين دولار.

خطة سويفل لتفادي الخسائر

أوضح الرئيس التنفيذي للشؤون المالية في سويفل يوسف سالم، وهو من أعضاء قائمة فوربس الشرق الأوسط 30 تحت سن الثلاثين، إن تقليص 32% من القوّة العاملة في الشركة يؤثّر على 400 وظيفة، وأرجع السبب في ذلك إلى الاضطرابات الشديدة وهبوط رأس المال خلال الأسابيع الأخيرة، وارتفاع التكلفة ونقص السيولة «وهو ما دفعنا للعمل على الوصول إلى الربحية النقدية في أقصى سرعة في عام 2023».

ولفت سالم إلى أنّ سويفل اضطرت لتغيير الخطة المالية التي اعتمدتها عند طرحها في البورصة الأميركية، والتي كانت تستهدف الوصول للربحية في عام 2024، حيث باتت تستهدف الربحية في العام المقبل، وهو ما دفعها لتقليل التكاليف.

وكانت سويفل تتوقع خسائر بقيمة 90 مليون دولار في عام 2022 الجاري، وخسائر بقيمة 100 مليون دولار في عام 2023.

وأوضح سالم، أنه اعتمادًا على خطة الشركة لخفض التكاليف تتوقع أن تتفادى خسائر العام المالي المقبل بالكامل وأن تصل إلى الربحية، كما تتوقع أن تخفّض خسائر العام الجاري.

ويشير سالم إلى أنّ الشركة تقوم بحصر خطوط النقل في المدن الأقل زخمًا واقبالا، وسيتم تقليص أعداد الباصات العاملة على تلك الخطوط، وأيضًا الموظفين الذين يمكن الاستغناء عن أعمالهم والاعتماد على التكنولوجيا بشكل أوسع.

وستشهد دبي وباكستان التخفيضات الأكبر من الموظفين بينما ستكون تخفيضات موظفين الشركة في مصر في حدودها الدنيا، وستخفض سويفل 10% من خطوط النقل المباشر للشركة في مصر وباكستان، بينما لن تخفض خطوط النقل في الإمارات لكونها توفر خدمات النقل للشركات.

وأكد سالم أن خطة سويفل للربحية، تشمل أيضًا خفض رواتب الإدارة العليا وتقليل عدد المكاتب والنفقات العامة.

وأوضح سالم، أن الشركة ستسمح للموظفين الذين سيتم الإستغناء عن خدماتهم بالاحتفاظ بالأسهم الخاصة والتأمينات وبعض اللوجيستيات مثل أجهزة الكمبيوتر وغيرها.

البحث عن الربحية

بدأت شركة سويفل التداول في ناسداك في الأول من أبريل الماضي، بعد صفقة اندماج في يوليو عام 2021 مع شركة الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة، كوينز غامبيت غروث كابيتال US SPAC Queen›s Gambit Growth Capital في يوليو 2021، مما سمح لها بأن تصبح شركة مدرجة في البورصة.

يقول الخبير الاقتصادي مدحت نافع، لـ «فوربس» إن تقييم شركة سويفل في ناسداك عند 1.5 مليار دولار كان مبالغًا فيه، ما نتج عنه انخفاض سعر السهم والقيمة السوقية للشركة خلال أسابيع من الطرح بل وفي الجلسات الأولى أيضًا.

ويرى نافع، أن الشركات الناشئة تستهدف التوسع في الأعمال وارتفاع الإيرادات بشكل أكبر خلال عملها في السنوات الأولى ولا يكون هدفها الأول الربحية، وذلك للحصول على ثقة العملاء في الأسواق التي تعمل بها الشركة، ويمكنها أن تحصل على الأرباح من خلال طرق أخرى مثل الإعلانات وغيرها.

وينتقد نافع خطة شركة سويفل المالية لتخفيض العمالة قائلا: «تخفيض الموظفين بنسبة 32% بشكل مفاجئ وبهذا الحجم سينعكس تراجعا في الثقة لقبوط وظيفة في الشركة، ويخفّض مستوى الأمان الوظيفي، لأنّ الموظف سيشعر أنّه معرّض للاستغناء عنه في أي وقت، كما لا يمنح ثقة للسهم لأن الشركة حتى وإن كانت ناشئة فهي ملزمة بتحمل المسؤولية المجتمعية.

ويضيف: البعض يرى أن الرأسمالية لا ترحم وتضع الأرباح أولوية لها، وذلك غير صحيح، بدليل أن كثيرا من الشركات تحملت الخسائر ورفضت تسريح العاملين لديها، عندما مرّت بظروف مالية صعبة في فترة تداعيات وباء كوفيد-19».

ويشير نافع إلى انّ «سويفل قامت بخطوات جيدة خلال العام الماضي من خلال التوسع في أسواق جديدة في ظل قلقها من تعديلات تشريعية في أسواقها الرئيسية في مصر وباكستان، لكنّ السوق المصري أضاف لأعمالها قيمة قوية في غياب منظومة نقل جماعي مشابهة حتى الآن.

واعتبر أنّ «على الشركة أن تعيد التفكير في تسريح العاملين في مصر وباكستان باعتبارهما الأسواق الرئيسية للشركة.»

سبق لسويفل أن نفذت العام الماضي سلسلة من الاستحواذات، بما في ذلك شركة Door2door الناشئة للتنقل، ومقرها برلين، في مارس/ آذار، وشركتي Volt Lines و Shotl، لخدمات النقل عند الطلب، في أغسطس / آب، بالإضافة إلى شركة النقل الجماعي ViaPool في نوفمبر/ تشرين الثاني.

ويقول عضو جمعية المحاسبين القانونيين في بريطانيا، وليد ياسين، في تصريح لفوربس، إن غالبية الشركات الناشئة تعتمد على الانتشار ونمو الإيرادات على حساب الربح و تغير وجهة سويفل في أعمالها، وتفضيل الربحية على حساب النمو، يرجع إلى زيادة التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، فالتضخم يُقيد اليدين في الإنفاق، ونمو الشركات يأتي من إنفاق المستخدمين ولذلك فرص النمو محدودة أمام سويفل، والشركة اختارت أن تركز على الربح.

تأسيس سويفل

تأسست عام 2017، وهي خدمة للنقل الجماعي بالحافلات عبر تطبيق على الهاتف المحمول، وقد شارك في تأسيس الشركة مصطفى قنديل الموظف السابق في Careem في مصر ويقع مقرها الرئيسي في دبي.

تمكنت الشركة من التوسع خلال أربع سنوات، عبر معدل نمو سنوي يبلغ 430%، لتعمل الآن في نحو 6 دول، وتضم موظفين من 22 جنسية، وأكثر من 150 مهندسا يعملون من مصر وباكستان على بناء وتطوير التكنولوجيا الخاصة بمنصتها.

وتقسم الشركة عملياتها بين القاهرة ودبي، حيث ما زال مقر العمليات والتكنولوجيا والهندسة في القاهرة، بينما يقع مقر الإدارة والتمويل في دبي.

شملت خطة سويفل زيادة إيراداتها إلى مليار دولار والتوسع في 25 دولة بحلول عام 2025.

واحتلت سويفل المرتبة الثانية على قائمة فوربس الشرق الأوسط «أكثر 50 شركة ناشئة تمويلاً في الشرق الأوسط» في عام 2020.

وتبلغ الإيرادات الشهرية للشركة 5 ملايين دولار من خلال مستخدميها المنتشرين في 4 قارات بحسب بيان الشركة.

زر الذهاب إلى الأعلى