اقتصاد

مهاجرون أصبحوا مليارديرات في أميركا

تضم قائمة فوربس لمليارديرات الولايات المتحدة 92 مهاجر، ينحدرون من 35 دولة، لكنهم شقوا طريقهم إلى الثروة في أميركا.

أميركا .. الحلم

عندما حدد المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة زوم، إريك يوان، الولايات المتحدة كوجهته عندما كان لا يزال خريجًا جامعيًا حديثًا في التسعينيات، كان عليه التقدم للحصول على التأشيرة ثماني مرات في 18 شهرًا، وفي كل مرة كانت الإجابة تأتي بالرفض، وفقاً لـ «فوربس».

إلا أن نجل مهندسي التعدين في مقاطعة شاندونغ بشرق الصين رفض الاستسلام، وعقد العزم على الانضمام إلى عمالقة التكنولوجيا من أمثلة بيل غيتس.

قال يوان لفوربس في 2019: «لقد قلت لنفسي سأفعل كل ما بوسعي حتى يخبروني أنه لا يمكنني المجيء إلى هنا بعد الآن. وإلا فلن أتوقف».

وأتت مثابرة اليوان أُكلها عندما حصل أخيرًا على التأشيرة وتوجه إلى كاليفورنيا في صيف عام 1997 للانضمام إلى WebEx كواحد من أوائل الموظفين.

بعد عقدين من الزمن، قامت شركة اتصالات الفيديو المنافسة التي انتهى إلى تأسيسها وتشغيلها بتغيير جذري في الطريقة التي نتواصل بها مع بعضنا البعض في خضم الجائحة العالمية.

يعد يوان (الذي تقدر ثروته بـ 5.2 مليار دولار بتاريخ 11 مارس/آذار – وهو التاريخ الذي استخدمته فوربس لقياس صافي الثروة لأحدث قائمة المليارديرات)، واحد فقط من 92 مواطنًا أميركيًا مولودًا في الخارج على قائمة فوربس السنوية للمليارديرات في العالم لعام 2022 والذين هم حاليًا من سكان الولايات المتحدة.

هذا صحيح – 13% من أصل 735 مواطنًا أميركيًا في القائمة هم مهاجرون.

بثروة إجمالية قدرها 711 مليار دولار، يمثل هؤلاء المواطنون الأميركيون المولودون في الخارج 15% من إجمالي ثروة المليارديرات الأميركيين، 92% منهم عصاميون، مقارنة بنسبة المليارديرات العصاميين التي تبلغ 71% من الـ 628 ملياردير أميركي الذين ولدوا في الولايات المتحدة.

من أين جاء هؤلاء المليارديرات؟

ينحدر هؤلاء المهاجرون من 35 دولة مختلفة ومن كل قارة ما عدا القارة القطبية الجنوبية.

على سبيل المثال، أغنى شخص في العالم، إيلون ماسك من شركة تيسلا وشركة الفضاء سبيس إكس (219 مليار دولار)، هو واحد من ثلاثة من جنوب إفريقيا.

بينما جاء خمسة آخرون من أماكن أخرى في إفريقيا، بما في ذلك توبي أووتونا (1.4 مليار دولار)، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة جدولة البرمجيات Calendly، والذي شهد إصابة والده بالرصاص في عملية سرقة سيارة عندما كان يبلغ من العمر 12 عامًا في لاغوس، نيجيريا، ثم انتقل هو وعائلته إلى أتلانتا، جورجيا.

يقول أووتونا: «عندما تأتي من بلد مختلف، يتعين عليك الاندماج مع الثقافة الجديدة، ولهذا فإنك تتعلم الانسجام مع الأشخاص، وتتعاطف معهم باختلاف خلفياتهم».

يشمل المليارديرات المولدون خارج أميركا أيضًا آدم فروغي من شركة AppLovin للألعاب المحمولة (1.3 مليار دولار)، الذي ولد في إيران بعد عام من الثورة الإيرانية عام 1979، وقطب الأسهم الخاصة الأردني المولد رمزي مسلم (4 مليارات دولار)، الذي قضى سنواته الأولى في الأسواق النامية في المملكة العربية السعودية وتنزانيا، حيث عمل والده، وهو فلسطيني ولد في القدس، في سلاح المهندسين بالجيش الأميركي.

جاء أكبر عدد من المليارديرات المهاجرين في قائمة هذا العام من إسرائيل، مع عشرة من بينهم الأخوين توم وأليك جوريس (6 مليار دولار و2.6 مليار دولار على التوالي)، اللذان كانا يعملان في محل بقالة والدهم في فلينت بولاية ميشيغان قبل أن يكونوا ثروة من الأسهم الخاصة، كذلك، تأتي الرئيسة التنفيذية لشركة أوراكل، سافرا كاتز (1.5 مليار دولار)، كواحدة من 10 مهاجرات لديهن ثروة من سبعة أرقام.

من النساء أيضًا إرين أوزمين (2.6 مليار دولار)، التي تمتلك وتدير شركة الفضاء والدفاع الخاصة Sierra Nevada Corporation مع زوجها فاتح أوزمين (2.5 مليار دولار). وهم من المهاجرين الأتراك الذين جاءوا إلى الولايات المتحدة للدراسات العليا في أوائل الثمانينيات، حيث جذبتهم أرض الفرص التي كانوا يحلمون بها.

وُلد ثمانية من أصحاب المليارات الأميركيين في كندا، بما في ذلك رمز العقارات، مورتيمر زوكرمان (3 مليارات دولار)، وابن المهاجرين الأوكرانيين اليهود الذين استقروا في مونتريال وباعوا التبغ والحلوى، وسكان ألبرتا الأصليين روبين ومارك جونز (1.8 مليار دولار)، مؤسسا شركة التأمين Goosehead Insurance في تكساس.

ولد سبعة من المليارديرات المهاجرين في الصين، فقد كانت ويلي داي (1.4 مليار دولار) تلعب كرة السلة في شنغهاي عندما كانت مراهقة قبل أن تشارك في تأسيس شركة Marvell Technology لأشباه الموصلات مع زوجها سيهات سوتارجا (المواطن الأميركي من أصل إندونيسي الذي يملك ثروة يبلغ مقدارها 1.3 مليار دولار).

كذلك، ولد أندرو تشرنغ، الذي يتقاسم ثروة قدرها 3.2 مليار دولار مع زوجته والشريك المؤسس لشركة Panda Express ، بيغي تشرنغ (المهاجرة من ميانمار)، أيضًا في المملكة الوسطى.

تأتي الهند في المراكز الأربعة الأولى باعتبارها مسقط رأس سبعة من أصحاب المليارات الأميركيين، خمسة منهم حققوا ثرواتهم في مجال التكنولوجيا، بما في ذلك المستثمرين فينود خوسلا (6.9 مليار دولار) ورام شريرام (2.6 مليار دولار)، ومؤسس شركة الأمن السيبراني Zscaler، جاي تشودري (11.4 مليار دولار)، ومؤسس شركة الذكاء الاصطناعي Amelia، شيتان دوبي (2.4 مليار دولار).

لا يدخل المليارديرات غير المواطنين الذين يعيشون ويعملون في الولايات المتحدة والبالغ عددهم 36 مليارديراً ضمن مجموع الـ 92 مليارديرًا، بما في ذلك الأخوين جون وباتريك كوليسون (بثروة بالغة 9.5 مليار دولار لكل منهما)، والمؤسسين الإيرلنديين لشركة المدفوعات الرقمية الكبيرة Stripe، ونجمة البوب ريانا (1.7 دولار) مليار)، التي تعيش في لوس أنجلوس والتي ساعدت حصصها في خط مستحضرات التجميل Fenty Beauty وأعمال الملابس Savage X Fenty في جعلها أول مواطنة مليارديرة من بربادوس.

قطاع التكنولوجيا

إجمالاً، استمد ما يقرب من نصف أعضاء نادي المليارديرات الأميركيين المولودين في الخارج (41 مليارديرًا) ثروتهم من الاستثمار في قطاع التكنولوجيا، بينما جاء مجال التمويل والاستثمار في المرتبة الثانية بـ 16 مليارديرًا مهاجرًا. في الواقع، أصبح وادي السيليكون معتمداً بشكل كبير على رواد الأعمال المهاجرين لدرجة أن السكان المحليين البارزين بدأوا في البحث عن مصطلح آخر أقل وطأة سياسية للهجرة.

قال صاحب رأس المال الجريء الذي كان أحد المستثمرين الأوائل في Uber، جيسون كالاكانيس، في حلقة حديثة من المدونة الصوتية «All-In»: «إنها قضية قولبة، فلا ينبغي علينا أن نطلق على العمال ذوي المهارات العالية القادمين إلى هنا مهاجرين بل ينبغي أن نحول ذلك لاكتساب المواهب وننظر إليه من زاوية أن أميركا الحصول على المزيد من المواهب حتى نتمكن من النهوض بالصناعات المهمة».

ثمّة شعور بالخطر الدائم من أن الطلاب القادمين من الدول المنافسة اقتصاديًا من أمثلة الصين سوف يعودون بمهاراتهم التقنية المكتسبة إلى الوطن، مثال ذلك أن ستة من المليارديرات الذين حصلوا على الجنسية الأميركية أثناء دراستهم في الولايات المتحدة قاموا بتأسيس شركات صينية أو إدارتها، بما في ذلك لي جي (8.8 مليار دولار)، الذي حصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء العضوية من كولومبيا قبل المشاركة في تأسيس الشركة المصنعة للمكونات الصيدلانية WuXi AppTec. (لم تحسب مجلة فوربس لي أو المواطنين الأميركيين المولودين في الخارج ويعيشون كمهاجرين خالرج البلاد والبالغ عددهم 14 مواطناً).

على النقيض، بقي العديد من المواطنين الصينيين الآخرين في الولايات المتحدة بعد تخرجهم من الكليات الأميركية، بما في ذلك المؤسس المشارك لشركة DoorDash والرئيس التنفيذي توني شو (1.3 مليار دولار)، الذي تخلت والدته عن مهنتها الطبية في الصين للعمل في مطعم صيني في الولايات المتحدة بينما كان حصل زوجها على درجة الدكتوراه في جامعة إلينوي. وفي النهاية افتتحت عيادة الوخز بالإبر والعيادة الطبية الخاصة بها، والتي استمرت في تشغيلها في منطقة خليج سان فرانسيسكو لأكثر من 20 عامًا.

كتب شو في نشرة الاكتتاب العام الأولي للشركة لعام 2020: «إن DoorDash موجودة اليوم لتمكين هؤلاء الأشخاص من أمثلة والدتي التي جاءت إلى هنا لتحقيق حلمها، إن القتال من أجل المستضعفين هو جزء مني ومما نمثله كشركة».

فيما يلي العشرة الأوائل في قائمة فوربس السنوية للمليارديرات المهاجرين في العالم لعام 2022 (تقدير الثروة بتاريخ 11 مارس/آذار):

إيلون ماسك

صافي الثروة: 219 مليار دولار

مصدر الثروة: تيسلا وسبيس إكس

دولة: جنوب افريقيا

سيرجي برين

صافي الثروة: 107 مليار دولار

مصدر الثروة: جوجل

دولة: روسيا

ميريام أديلسون

صافي الثروة: 27.5 مليار دولار

مصدر الثروة: الكازينوهات

الكيان الصهيوني

روبرت مردوخ والعائلة

صافي الثروة: 20.8 مليار دولار

مصدر الثروة: الصحف والشبكات التلفزيونية

دولة: استراليا

جنسن هوانغ

صافي الثروة: 20.6 مليار دولار

مصدر الثروة: صناعة أشباه الموصلات

دولة: تايوان

توماس بيترفي

صافي الثروة: 20.1 مليار دولار

مصدر الثروة: سمسرة الخصومات

دولة: المجر

جاي شودري

صافي الثروة: 11.4 مليار دولار

مصدر الثروة: برامج الأمن

دولة: الهند

بيير اوميديار

صافي الثروة: 11.3 مليار دولار

مصدر الثروة: شركة eBay & PayPal

دولة: فرنسا

جان كوم

صافي الثروة: 9.8 مليار دولار

مصدر الثروة: واتساب WhatsApp

دولة: أوكرانيا

جورج سوروس

صافي الثروة: 8.6 مليار دولار

مصدر الثروة: صناديق التحوط

دولة: المجر

زر الذهاب إلى الأعلى