خطط تركية وفرنسية لإنقاذ الدول الفقيرة من أزمة الغذاء
• أنقرة: إنشاء خطوط آمنة معينة في ثلاثة موانئ
• باريس تقترح زيادة كمية صادرات الحبوب من الموانئ الرومانية
وضعت فرنسا وتركيا خططًا متنافسة لتصدير القمح والمواد الغذائية من أوكرانيا، وذلك في وقت يتزايد فيه القلق بشأن التأثير السلبي المحتمل على العديد من الدول الأفريقية التي تعتمد على على خبزها مما تستورده من كييف.
وكان رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي، قد أكد أنه من الأهمية بمكان أن يتم إعداد جدول زمني لتصدير القمح الأوكراني مع انعقاد قمة مجموعة السبع نهاية الأسبوع المقبل.
وقال عقب محادثات مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، يوم الخميس “سلسلة من المواعيد النهائية تقترب بسرعة ومأساة مجاعة عالمية تلوح في أفق أفقر أصقاع العالم، وخاصة في أفريقيا”.
وتدعم إيطاليا فكرة إصدار قرار للأمم المتحدة، رفضته روسيا حتى الآن، من شأنه أن يسمح لقافلة تابعة للأمم المتحدة بمراقبة سفن الحبوب التي تغادر ميناء أوديسا على البحر الأسود الخاضع لسيطرة أوكرانيا وموانئ أخرى باتجاه مضيق البوسفور.
ولكن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، متشكك في الموافقة على قرار للأمم المتحدة، ويقترح بدلاً من ذلك زيادة كبيرة في صادرات الحبوب من الموانئ الرومانية، وفقا لما ذكرت صحيفة “الغارديان”.
من جانبها، تروج تركيا الآن لخيار الطرق الآمنة من ثلاثة موانئ أوكرانية، على الرغم من عدم إزالة الألغام من الموانئ، إذ كان من المفترض في السابق أن إزالة أكثر من 400 لغم، لكن أوكرانيا حذرة من السماح للسفن الروسية بدخول موانئها ما لم تحصل على ضمانات أمنية من الأمم المتحدة بان روسيا لن تستخدمها لشن هجمات مباغتة.
وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قي وقت سابق أنه “بما أن مواقع الألغام معروفة، فسوف يتم إنشاء خطوط آمنة معينة في ثلاثة موانئ”.
وأوضح أن السفن التجارية، التي ربما قد يقودها أوكرانيون، بإمكانها أن تبحر ذهابا وعودة دون الحاجة إلى إزالة الألغام، مشيرا إلى أن تركيا سوف تفتش السفن التجارية بحثا عن أي أسلحة مهربة، وذلك لإقناع روسيا بجدوى بالخطة.
ولكن عضو فريق المفاوضين الأوكرانيين، ديفيد أراخاميه، أوضح أن المسؤولين العسكريين في بلاده يعارضون هذه الخطة، مضيفا في تصريحات من واشنطن، “لدينا تفاؤل محدود للغاية بشأن تلك الخطط”.
وسوف يستغرق الأمر أسبوعين لإزالة الألغام من الموانئ وبعد ذلك سيكون من الضروري تفريغ الصوامع في الوقت المناسب لتصدير القمح.
ويحث ماكرون، الذي زار رومانيا في وقت سابق هذا الأسبوع، إمكانية مضاعفة أعداد الشاحنات على الطرق البرية وقطارات السكك الحديدية المؤدية إلى ميناء كونستانتا الروماني الكبير، على بعد أكثر من 450 كيلومترًا جنوب أوديسا.
وقال: “تقع أوديسا على بعد بضع عشرات من الكيلومترات من رومانيا، ومن خلال رومانيا سنتمكن من الوصول إلى نهر الدانوب والسكك الحديدية”.
وأردف: “نحن بصدد إنشاء نوع من نقطة الاتصال حيث يمكننا تصدير هذه الحبوب بإمكانيات أفضل وسرعة أكبر”.
وكانت قد جرى تصدير معظم المواد الغذائية التي تنتجها أوكرانيا، وهي إحدى سلال الخبز في العالم، من سبعة موانئ على البحر الأسود. في الأشهر الثمانية التي سبقت اندلاع الصراع، وفقًا لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة،
ومر عبر تلك الموانئ حوالي 51 مليون طن من الحبوب، حيث بلغت قيمة الصادرات 47 مليار دولار في السنة.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد اقترح منفصل بناء صوامع إضافية على الحدود البولندية في محاولة لمنع روسيا من الاستيلاء على الحبوب الأوكرانية.
وقد جرى تصدير بعض الحبوب عبر موانئ البلطيق، ولكن ووفقًا لأحد التقديرات الأوكرانية، فإنه يمكن نقل 20? فقط من الصادرات الأوكرانية عن طريق السكك الحديدية إلى موانئ البلطيق.