موجة حر قياسية تضرب عددا من المناطق في بلدان أوروبية
في شقته الصغيرة من العاصمة الفرنسية باريس، يشكو كريستيان توريلا البالغ من العمر 70 سنة من عدم تزود محله بما يكفي من الطاقة، لمجابهة ارتفاع درجات الحرارة القياسية، التي أضحت تقض مضجعه ولا يعرف بسببها طعما للنوم.
وتزداد ظاهرة ارتفاع درجات الحرارة سوءا حتى في أوروبا مع الاحتباس الحراري وتغير المناخ، الذي يظل إلى حد الآن يمثل أزمة لم تعرف طريقا للحل بعد، وفقاً لـ «يورونيوز».
ويقول كريستيان: “عندما استيقظ أذهب إلى الحمام ثم أعود، أشرب كأسا من الماء، ثم أجلس لمشاهدة التلفاز، هذا كل شيء، وذلك حتى الساعة الثانية صباحا”.
أما ماتيو مازو المتطوع في جمعية “بوتي فرير دي بوفر” لمساعدة كبار السن والمشردين، فيقول بشأن وضعية توريلا: “نحاول التعامل مع كل حالة على حدة، وهذا في بعض الأحيان أمر صعب للغاية، نحن نمر لنلقي نظرة فقط، ولكن أن نراهم يعيشون في مثل هذه الظروف، فهذا يثير في نفسي غضبا ويجعل قلبي ينفطر”.
أما في البلد المجاور إيطاليا، فتأثيرات درجات الحرارة المرتفعة كان لها أيضا تأثيرها في المنطقة، حيث تعمل المدن في شمال البلاد على الحد من استعمال المياه، بسبب الجفاف الذي يضرب المنطقة.
ويقول دافيد إينزاغي عمدة منطقة كاربونينو بروفيلو: “ امتلأت خزانات المياه في منطقتنا منذ الأمس، بفضل صهاريج منقولة على متن شاحنات. وهذه العملية كانت ضرورية لضمان احتياطنا من المياه الذي قد يكون مهددا”.
موجة الحر الشديد تضرب إسبانيا أيضا، حيث نشبت حرائق عدة في إقليم كتالونيا، أتت على غابات يوم الأربعاء، وهو ما استدعى تدخل عديد فرق الإطفاء وطواقم بمئات الشاحنات وأكثر من عشر طائرات، في بلدات بلدومار وكاستيلار ريبيرا، لإخماد النيران. وكانت إسبانيا شهدت نهاية الأسبوع الماضي موجة حر قياسية، هي الأعلى ارتفاعا في البلاد منذ سنة 1981.