أمير قطر يزور إيران.. غداً
(أ ف ب) – يجري أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مباحثات مع مسؤولين في طهران الخميس، وفق الإعلام الرسمي الإيراني، في زيارة هي الأولى له الى الجمهورية الإسلامية منذ أكثر من عامين.
وترتبط طهران والدوحة بعلاقات سياسية واقتصادية وثيقة. وتأتي الزيارة في ظل جمود في المباحثات الهادفة لإحياء الاتفاق بين طهران والقوى الكبرى بشأن البرنامج النووي الإيراني، وفي خضم ارتفاع أسعار موارد الطاقة على خلفية الحرب الروسية على أوكرانيا، علما بأن إيران وقطر تعدان من أبرز الدول عالميا لجهة احتياطات الغاز.
وأفادت وكالة "إرنا" الرسمية الأربعاء أن "أمير قطر يزور إيران في 12 أيار/مايو" لبحث "تطوير العلاقات بين البلدين، خصوصا في إطار كأس العالم لكرة القدم 2022" التي تستضيفها الإمارة أواخر هذا العام.
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده أكد في مؤتمره الصحافي الأسبوعي الإثنين، أن الأمير تميم سيزور طهران لمتابعة البحث في ملفات طرحها الجانبان خلال زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الى الدوحة قبل نحو ثلاثة أشهر.
وزار رئيسي الذي وضع تعزيز العلاقات مع دول الجوار أولوية في سياسته الخارجية، الدوحة في شباط/فبراير الماضي، حيث التقى الشيخ تميم وشارك في مؤتمر للدول المصدّرة للغاز.
وأوضح خطيب زاده أن المسائل "الاقليمية والدولية" ستكون مدرجة على جدول أعمال زيارة أمير قطر.
وشكلت الدوحة التي تربطها علاقات جيدة بواشنطن وطهران على السواء، محور نشاط دبلوماسي إيراني في الأشهر الماضية، اذ زار مسؤولون قطريون طهران مرات عدة، كما زار وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الدوحة مطلع عام 2022.
وقال مسؤول حكومي قطري لوكالة فرانس برس في كانون الثاني/يناير إن الدوحة "تحاول المساعدة في إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة"، وهو الاسم الرسمي للاتفاق النووي.
وقبل أكثر من عام، بدأت إيران والقوى المنضوية في اتفاق 2015 (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، والصين)، مباحثات في فيينا شاركت فيها بشكل غير مباشر الولايات المتحدة التي انسحبت أحاديا من الاتفاق عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب.
وتهدف المفاوضات الى إعادة واشنطن لمتن الاتفاق ورفع عقوبات فرضتها على طهران بعد انسحابها، مقابل امتثال الأخيرة مجددا لالتزاماتها التي تراجعت عنها بعد الخطوة الأميركية.
وعلّقت المباحثات رسميا في آذار/مارس، مع تأكيد المعنيين أن التفاهم بات شبه منجز، لكن لكن مع تبقّي نقاط تباين بين واشنطن وطهران، أبرزها طلب الأخيرة شطب اسم الحرس الثوري من القائمة الأميركية للمنظمات "الإرهابية" الأجنبية.
وزار أمير قطر طهران للمرة الأخيرة في كانون الثاني/يناير 2020، بعد أيام من مقتل اللواء في الحرس الثوري قاسم سليماني بضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد.
وتأتي زيارته الجديدة مع استعداد قطر لاستضافة كأس العالم لكرة القدم بين تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر، وذلك للمرة الأولى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وتأمل إيران في أن تستقطب سياحا من المشجعين الذين سيحضرون الى قطر، مع تأشيرات دخول مجانية وسعي لمضاعفة الرحلات الجوية وتجهيز فنادق لاقبال محتمل خصوصا في جزيرة كيش السياحية.
وزار وزير النقل القطري جاسم بن سيف السليطي الجزيرة في نيسان/أبريل لتوقيع اتفاقات تعاون بين الجانبين.