«الغارديان»: الحكومة الهندية تنخرط في خلاف دبلوماسي مع الدول الخليجية
ذكرت تقرير لصحيفة الغارديان، أن الحكومة الهندية انخرطت في خلاف دبلوماسي مع دول الخليج، بعد اتهام متحدثين باسم الحزب الحاكم بتعليقات معادية للإسلام وللنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وأوقف حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم المتحدث باسمه الوطني، نوبور شارما، وطرد رئيسه الإعلامي في دلهي، نافين كومار جيندال، بعد أن انتشرت تعليقاتهم في الشرق الأوسط، حيث قوبلوا بموجة من الغضب الدبلوماسي.
ووصفت حكومات الكويت وقطر وإيران والسعودية وعمان وأفغانستان وباكستان التعليقات بأنها مهينة.
تصريحات مسيئة
في مناظرة تلفزيونية قبل 10 أيام على القناة الإخبارية اليمينية في الهند «Times Now 1»، أدلت شارما بتعليقات سيئة حول عبادة المسلمين والنبي محمد، وبعد احتجاج على التعليقات، نشر جيندال تغريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، -حذفها بعد ذلك- مما تسبب أيضًا في حالة من الغضب.
إدانات دبلوماسية
واستدعت وزارة الخارجية الكويتية سفيرها الهندي سيبي جورج للتعبير عن رفضها القاطع وإدانتها للتصريحات المهينة، التي أدلى بها المتحدثون باسم حزب بهاراتيا جاناتا.
كما تم استدعاء سفير الهند لدى قطر، ديباك ميتال، وتوجيه توبيخ رسمي له، معرباً عن خيبة أمل قطر ورفضها التام وإدانتها للتصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها مسؤول في الحزب الحاكم في الهند ضد النبي محمد.
وخاض مفتي عمان أحمد بن حمد الخليلي بكلمات شديدة اللهجة، مستنكرًا الوقاحة والفظاظة الفاحشة للمتحدث الرسمي باسم الحزب المتطرف الحاكم في الهند ضد رسول الإسلام.
وقال رئيس الوزراء الباكستاني الجديد، شهباز شريف، إن التعليقات كانت مثالًا على كيف أن الهند تحت حكم مودي تسحق الحريات الدينية وتضطهد المسلمين.
في الوقت الذي بدأت فيه الدعوات لمقاطعة البضائع الهندية تكتسب زخمًا في الخليج، وهو شريك تجاري وطاقة مهم للهند، حاولت حكومة حزب بهاراتيا جاناتا رفض التعليقات باعتبارها «عناصر هامشية»، داخل الحزب وقالت إنها «لا تفعل ذلك أبدًا».
ومع ذلك، أشار العديد من المراقبين إلى أن الاثنين لم يواجها أي إجراء عندما تم الإبلاغ عن تعليقاتهم لأول مرة منذ أكثر من أسبوع من قبل المسلمين ونشطاء الحقوق المدنية في الهند، وبدلاً من ذلك، كانت هناك دعوات من أنصار حزب بهاراتيا جاناتا لاعتقال الصحفي الذي نشر التعليقات المعادية للإسلام على وسائل التواصل الاجتماعي.
اضطهاد مسلمي الهند
سلط الحادث الضوء على التوتر المتزايد بين السياسات المحلية لحزب بهاراتيا جاناتا، وهو حزب قومي هندوسي متهم بالتهميش المنهجي والإشراف على اضطهاد 200 مليون مسلم في البلاد، والأهداف الاستراتيجية للهند الخارجية والتجارة المتنامية مع العالم الإسلامي.
يأتي ما يقرب من 40% من احتياجات الهند من الغاز من قطر، ويعيش حوالي 6.5 ملايين هندي في منطقة الخليج.
قوبل قرار طرد شارما وجندال بغضب من بعض أنصار حزب بهاراتيا جاناتا، الذين وصفوا القرار بأنه جبان.
ووثق تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية صدر الأسبوع الماضي، عمليات قتل واعتداءات وترهيب للأقليات الدينية في الهند، وشعرت الحكومة الهندية بقلق شديد، ووصفت التقرير بأنه غير مطّلع و«متحيز».
التبادل التجاري الخليجي الهندي
وكان رئيس اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي، أكد في وقت سابق، أن دول الخليج الشريك التجاري الأول للهند، نتيجة تنامي اعتماد نيودلهي على واردات الطاقة، وتزايد صادراتها إلى أسواق الخليج، إذ بلغ حجم التجارة الخارجية بين الجانبين 115 مليار دولار في عامي 2020 و2021، منها 28 مليار دولار للصادرات الهندية إلى دول مجلس التعاون، و87 مليار دولار للصادرات الخليجية إلى الهند، مؤكداً أن الهند تأتي في المرتبة الثالثة على قائمة المستوردين الرئيسيين من دول مجلس التعاون بحصة قدرها 12.1 %، وكذلك المرتبة الثالثة على قائمة المصدرين الرئيسيين إلى دول مجلس التعاون بحصة قدرها 8.6%.