15 دقيقة من الاسترخاء الصحي صباحاً قد تغيّر مزاجك طوال النهار
(CNN) – أن تقوم بتنظيف أسنانك مرتين يوميًا لمنع تراكم الجير، واستشارة طبيب الأسنان بانتظام للحفاظ عليها، هو أمر صحي جيد. لكن كم مرة تمارس الصحة العقلية؟
وقال الدكتور بروديريك سوير، اختصاصي علم نفس سريري في مدينة لويزفيل بولاية كنتاكي الأمريكية، إنه في حال كان هناك ما يقلقك، أو تحاول قضاء يومك على نحو أفضل، خصّص 15 دقيقة لنفسك صباح كل يوم للحفاظ على صحتك العقلية.
وأوضح سوير أنّ “الصحة العقلية هذه تعادل تنظيف أسنانك قبل أن تحتاج لمعالجة قناة الجذر”.
ويساهم هذا التوقيت الصباحي بخفض مستويات هرمون التوتر الرئيسي، الكورتيزول. وسيساهم الانتظام بممارسة الاسترخاء يوميًا بتراجع التوتر لديك، وشعورك بأنك أفضل خلال اليوم، ليس هذا فحسب، إذ توصّلت الدراسات إلى أنّ هذا الروتين قد ينعكس إيجابًا على رفاهيتك الصحية في وقت لاحق من الحياة.
ويشير بحث وضع عام 2020، إلى أنّ ارتفاع مستويات الكورتيزول قد تؤدي إلى عدد من المضاعفات الصحية الجسدية. وأثبتت دراسة أجريت عام 2016، أن الانتظام العاطفي يحسّن المرونة الصحية لدى كبار السن.
واستقى سوير طريقة للحفاظ على الصحة العقلية. وشرح لماذا يجب أن تشكل جزءًا من روتينك، وكيف يمكنك دمجها في حياتك.
نعم، لديك 15 دقيقة لنفسك
وإذا كنت تشعر بالتوتر والإرهاق، فقد تخال أنّ تخصيص 15 دقيقة للاسترخاء صباحًا ستضيف عبئًا إضافيًا على مهامك اليومية. غير أنّ سوير أكد أنّ هذه الإضافة ستجعل تحقيق ما عليك فعله خلال النهار، أسهل.
وأوضح أنّ “الأمر لا يتعلق بأن ليس لديّ وقت، لأن لديك وقت للقيام بأمور كثيرة”، لافتًا إلى أنّه “إذا استطعنا ممارسة اليقظة الذهنية خلال اليوم، فإن صحتنا العقلية ستحتاج إلى بذل طاقة أقل”.
وأشار إلى أنّ تخصيص الوقت لإعادة ضبط الحالة الذهنية على زر التشغيل يعني أن عوامل الإجهاد اليومية لن تزيد على نظام مثقل بالفعل.
وتابع سوير أنه في حال بدأت نهارك متوتراً، فسينعكس ذلك عادةً على يومك. وعندما تبدأ نهارك بعقل صافٍ ومرتاح، سيكون لديك نقطة مرجعية هادئة يمكنك العودة إليها.
وأضاف أنّه “عندما نواظب على هذا الاسترخاء الصباحي يوميًا، فإنّنا نعزّز شعورنا بالسعادة كأساس”، موضحًا أنه “من ثم، يمكن لهذا بدوره منحنا مزيدًا من الثقة عندما نواجه مواقف حياتية مرهقة، ذلك لأننا نقوم بأمر جيد خلال تغذية أنفسنا”.
كيف تبني ممارساتك اليومية.
اختر أنشطة جديدة
وقال سوير إن الخطوة الأولى لتحسين رفاهيتك الصحية والعقلية تكمن في اختبار أنشطة مختلفة، للعثور على النشاط الذي يمنحك الهدوء ويقلّل من الكورتيزول.
وأضاف أنه “يجب تعلّم كيفية التعامل مع تلك المساحة الداخلية وتنميتها بوعي”.
وبداية، خصّص 15 دقيقة صباح كل يوم، كوقت تتحرّك فيها على مهل، وقم بالتركيز على رفاهيتك الداخلية. وأشار سوير إلى أنّ أمورًا تقوم بها يوميًا تجعلك أكثر استرخاءً، كأن تشرب قهوة الصباح ببطء، أو تأخذ نفسًا عميقًا، أو تستبدل الحوارات الإذاعية الصباحية بالموسيقى خلال توجهك للعمل.
وأوضح أن الجلوس في الخارج، أو المشي، أو ممارسة رياضة التمدّد قد تساعدك لتحقيق هذا الهدف أيضًا.
مراقبة أحاسيسك وتدوينها
ولفت سوير إلى أن كتابة اليوميات تشكل جزءًا مهمًا من التجربة.
وبعد اختبار نشاط جديد لمدة 15 دقيقة، قد يساعدك تدوين ما شعرت به وكيفية انعكاسه على يومك على تمييز نوع الأنشطة التي تناسبك على نحو أفضل.
فهل أحسست أنك أكثر هدوءًا خلال اليوم؟ أو أكثر نشاطا؟ أو أكثر قدرة على التعامل مع التوتر؟ قد يتغير هذا الشعور، لكن الهدف تنمية إحساس أساسي يشعرك بالتحسن خلال النهار.
انتبه لما أنت بحاجة إليه في أوقات مختلفة من النهار
وأوضح سوير أنّ أي سلوك لن يكون مناسبًا طوال الوقت. لذا في إمكانك إحداث فرقًا كبيرًا من خلال مراقبة ما أنت بحاجة إليه بسياقات مختلفة.وأشار إلى أنه “إذا كان لدي يوم عمل حافل بالاجتماعات، ربما أحتاج أن أكون أكثر نشاطًا وحيوية. أو إذا كان يوم كتابة طويل عليّ التركيز بشكل أكبر. ولكل منهما طاقة مختلفة”. وتابع أن هذا يعني إنهاء الـ15 دقيقة بتناول جرعة من قهوة الإسبرسو أو ممارسة التأمل من أجل التركيز على مهام يوم آخر.
تخصيص وقت إضافي خلال اليوم عند الحاجة
وقد لا تبدو تلك الـ15 دقيقة الصباحية مهمة روتينية. وفي الواقع، قد ترغب بتحقيق المزيد من الرفاه العقلي خلال اليوم.
لذا، اقترح سوير إضافة بعض النشاط البدني المنخفض الأثر مثل المشي، أو ركوب الدراجات، أو اليوغا خلال نهارك في أي وقت يناسبك، لثلاثة أيام في الأسبوع بالحد الأدنى.
وأضاف أنه من المفيد أيضًا أن تسترخي في نهاية اليوم، وتنفصل عن كل ما يمت بصلة إلى العمل، وأن تأخذ وقتًا خاصًا حتى تتخلّص من الضغط.