الصومال على شفا «مجاعة قاتلة»
في ظل انشغال العالم بالغزو الروسي لأوكرانيا، تشهد القارة الأفريقية، موجة جفاف قياسية غير مسبوقة، تنذر بمجاعات مرتقبة بدول القارة السمراء خاصة في الصومال.
وحذرت الأمم المتحدة من وجود سباق مع الوقت لمنع المجاعة في الصومال حيث بات أكثر من 200 ألف شخص على شفير المجاعة، وسط موجة جفاف قياسية.
وحذر منسق الأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في الصومال، آدم عبد المولى، من أن الصومال على شفا جوع مدمر يمكن أن تودي بحياة مئات الآلاف من الناس. وشدد على ضرورة اتخاذ إجراء فوري لتلافي حدوث ذلك.
وكان عبد المولى يتحدث، عبر الفيديو، إلى الصحفيين، في مقر الأمم المتحدة، الثلاثاء، مشيرا إلى تفاقم حالة الجفاف الطارئة في البلاد، بصورة كبيرة، منذ بداية العام. وحذر من "كارثة تلوح في الأفق".
ووصف المسؤول الأممي الوضع بأنه "قاتم".
وتشهد منطقة القرن الأفريقي أسوأ موجة جفاف منذ 40 عاما وأزمة مجاعة كبرى تمتد عبر كينيا وإثيوبيا والصومال، حسب "فرانس برس".
وفي وقت سابق حذر خبراء الأرصاد الجوية من أن معدل هطول الأمطار سيكون متوسطا في موسم الأمطار المقبل في وقت لاحق من هذا العام بينما يشهد العالم المزيد من التقلبات المناخية، وفقا لـ"رويترز".
وأضافوا أن الأمطار في الدولة الواقعة بالقرن الأفريقي كانت قليلة في رابع موسم أمطار على التوالي.
وتعاني الصومال من نقص نقص حاد في التمويل لدرجة أن مجموعات الإغاثة تخصص كل الموارد التي لديها لتجنب تكرار مجاعة العام 2011 التي أودت بحياة 260 ألف شخص، وفقا لـ"فرانس برس".
وأظهر تقرير جديد لوكالات تابعة للأمم المتحدة أن نحو 7,1 ملايين شخص، أي قرابة نصف عدد السكان في الصومال، يعانون الجوع، لكن الوضع بالنسبة إلى 213 ألف شخص كارثي وملح.
ويواجه هؤلاء خطر الجوع، في معدل يزيد ثلاث مرات عن المستويات التي كانت متوقعة في أبريل، وفقا لبيان صادر عن برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.
وقال مدير برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في الصومال، الخضر دلوم، في بيان "يجب أن نتحرك فورا لمنع حصول كارثة إنسانية".
وأضاف "حياة الأشخاص الأضعف معرضة لخطر سوء التغذية والمجاعة، ولا يمكننا انتظار إعلان المجاعة للتحرك. إنه سباق مع الوقت لمنع المجاعة"، وفقا لـ"فرانس برس".
وأوضحت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) و"فامين أورلي وورنينغ نتوورك" الممولة من الولايات المتحدة أن عدد الأشخاص الذين يواجهون "جوعا كارثيا ومجاعة" ارتفع بنسبة 160 % منذ أبريل.
وتواجه أجزاء أخرى من الصومال خطر المجاعة، خاصة في الجنوب حيث يعتبر وصول المساعدات الإنسانية تحديا مع انتشار الجهاديين من حركة الشباب في المنطقة.
ومنذ منتصف العام 2021، نفق ثلاثة ملايين رأس ماشية بسبب الجفاف، وهي حصيلة مروعة في بلد رعوي إلى حد كبير تعتمد فيه الأسر على قطعانها في اللحوم والحليب والتجارة.
كذلك، ارتفعت أسعار المواد الغذائية، بسبب المحاصيل السيئة محليا وارتفاع تكاليف الواردات بسبب الحرب في أوكرانيا.
وقال ممثل الفاو في الصومال، إتيان بيترشميت، إنه جمع أقل من 20 % من الأموال اللازمة لتجنب المجاعة، ما يضع مئات الآلاف "في خطر فعلي يتمثل في الجوع والموت".
وأضاف "ندعو المجتمع الدولي إلى التحرك بسرعة فيما لا يزال لدينا بعض الأمل في منع انتشار المجاعة على نطاق واسع في الصومال".