وصلت إلى حدود الـ 37 ألف ليرة للدولار الواحد… انهيار تاريخي لليرة اللبنانية
(وكالات) – يتخبط لبنان في الأزمات الاقتصادية والمالية والمعيشية وتتوالى الإضرابات في كافة القطاعات الحيوية بعد الانهيار التاريخي لليرة اللبنانية التي وصلت إلى حدود الـ 37 ألف ليرة للدولار الواحد.
دولار السوق السوداء حلق صباح اليوم الجمعة، لتنخفض الليرة اللبنانية إلى أدنى مستوى لها منذ بدء الأزمة الاقتصادية في البلاد.
وانعكس ارتفاع سعر صرف الدولار على أسعار المواد الغذائية والمحروقات، وارتفعت ربطة الخبز ألفي ليرة لبنانية.
بهذا السياق قال الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير في حديث له مع وكالة "سبوتنيك": "من الواضح أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي في لبنان ليس له ضوابط حاليا في ظل حكومة تصريف الأعمال وعدم وجود سياسات واضحة لضبط الوضع المالي والاقتصادي، مما جعل الأوضاع الاقتصادية دون أي سقف، وهذا أدى إلى ارتفاع كبير خلال الأيام الماضية بسعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة اللبنانية وزيادة الأسعار وأوجب حالة من النقمة الاجتماعية".
وأضاف أنه "حتى الآن ردود الفعل الشعبية على هذا الوضع لا تزال محدودة، والسؤال هو في حال استمرار هذه الأوضاع هل تحصل انتفاضة شعبية، كل شيء وارد، لأنه لا يمكن لأحد أن يضبط الأوضاع الشعبية في حال لم يتم اتخاذ سياسات، وقد حذر اللواء عباس ابراهيم خلال زيارته إلى واشنطن من أن استمرار الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالتدهور قد تؤدي إلى انفجار اجتماعي، وصحيح أن هناك من يحاول ضبط القواعد الشعبية له لكن استمرار تصاعد سعر صرف الدولار مقابل الليرة سيضع المواطنين أمام وضع صعب جداً مما يؤدي إلى خروجهم إلى الشوارع".
وأشار قصير إلى أن "البلاد تعيش أشكال متعددة من العنف سواء عنف اجتماعي أو من خلال زيادة السرقات أو من خلال ازدياد أعداد المدمنين أو ازدياد أنواع العنف الأسري، كل يوم نسمع عن جريمة ترتكب، وصولاً إلى وقوع اشتباكات بسبب ربطة خبز أو البنزين".
كما أكد على أنه "لا يوجد مؤشرات إلى إمكانية اندلاع حرب أهلية عسكرية، لكن هناك بعض المعلومات أن هناك جهات تحرض على حصول حرب أهلية من أجل الضغط على "حزب الله" من قبل بعض المجموعات، إلا أن هذا الموضوع ليس سهلاً، لأن أي حرب أهلية تعني دمار البلد وليس فقط استهداف "حزب الله"، لذلك هذا الموضوع خطير جداً ولكن علينا الحذر والانتباه لعل بعض الأطراف تفكر بالإنجرار وراء هذه الحرب وطبعاً ستؤدي إلى نتائج خطيرة جداً على كل اللبنانيين".
من جهتها، أشارت الخبيرة في الاقتصاد النقدي، ليال منصور، في حديث ل"سبوتنيك" إلى أن "سعر صرف الدولار عندما يرتفع بشكل بطيء أو يدور حول رقم معين ولا يتخطاه وعندما يكسر الحاجز والسعر المقاوم يرتفع بقوة، وارتفع سعر الصرف لأنه يوجد مضاربة مبنية على التوقعات التي تدل جميعها على أن الدولار سيستمر بالارتفاع لذلك تحصل هذه المضاربة".
وأوضحت أن "هذه المضاربة مبررة ومفسرة ونعلم ما هي أسبابها، ولا يمنع هذا الأمر أن ينخفض سعر صرف الدولار شيء بسيط إلا أنه لا ينخفض ليأخذ مسار انحداري إنما ينخفض ليرتفع مجدداً ببطىء".
ولفتت منصور إلى أن "البلد يتجه إلى الدولرة أكثر فأكثر، حتى اليد العاملة وكل شيء أصبح بالدولار"، مشيرة إلى أن أكثر من يدفع الثمن هم موظفو القطاع العام لأن راتبهم بالليرة اللبنانية.
كما أشارت إلى أن "لبنان أكثر بلد لديه مغتربين في الخارج، والمواطن قادر أن يتأقلم من الدولارات التي تأتيه من الخارج ولكن دائماً كلما تدولر البلد أكثر كلما أصبح المصرف المركزي وجوده مثل العضو الملتهب".
وقالت منصور إن "الفوضى سببها اقتصادي، وهي تزداد كثيراً وليس فقط على شكل احتجاجات إنما بزيادة السرقات والقتل والانتحار"، موضحة أن "الصمت الرسمي للمسؤولين السياسيين يعود إلى احتمالين إما لامبالاة، أو الاحتمال الثاني والذي أرجحه وهو عدم فهم أسباب سعر الصرف".