«واشنطن بوست»: خطر بوتين يتزايد.. وهو يائس ومحاصر
نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالًا للكاتب ديفيد إيغناثيوس، أكد فيه أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نجح خلال الأسبوع المنصرم في إقناع أمريكا والعالم بمقولة نابليون التي أوضح فيها إنه “خلال مدة الحروب يتفوّق الجانب الأخلاقي على المادي بثلاثة أضعاف”.
وقال الكاتب إن زيلينسكي أخذ الغرب عاطفيًا إلى حواجز كييف مستحضرًا الجوانب المثالية للانتفاضات الشعبية التي اجتاحت أوربا في القرن التاسع عشر.
وأضاف “سيكون من الخطأ عدم إلقاء نظرة باردة وغير عاطفية على أزمة أوكرانيا قبل أن تلحق الضرر بالعالم بشكل لا يمكن إصلاحه”.
وردًا على المخاطر الخفية لهذه اللحظة إلى جانب الدمار الذي لحق لأوكرانيا وشعبها، أوضح إيغناثيوس أنه كلما طالت مدة الحرب، ازدادت خطورتها، وستنزف روسيا وسيصاب اقتصادها بالدمار.
وأضاف أنه مع استمرار العملية العسكرية “قد يصبح بوتين اليائس والمحاصر أكثر عرضة لتصعيد هذه الأزمة نحو حرب عالمية”. مؤكدًا أنه (بوتين) يتعرّض لمزيج من الضغط العسكري والدبلوماسية للذهاب نحو التسوية التي تبدو في مصلحة الجميع، وأن التنازلات ستكون مؤلمة للجميع، لكنها تظل ضرورية.
وتابع إيغناثيوس “يبدو أن بوتين الشرير يخسر وإخفاقات قواته العسكرية مثيرة للمشاهدة، لكن لا يجب أن نخدع أنفسنا، فخطر بوتين يتزايد في الداخل والخارج وهو محاصر”.
والنتيجة الأكثر رعبًا لحرب أوكرانيا -حسب إيغناثيوس- هي إظهارها لفائدة الأسلحة النووية، فحلف الناتو لم يتمكّن من التدخل بشكل مباشر في هذه الحرب لفرض منطقة حظر طيران لأن روسيا تمتلك 4 آلاف سلاح نووي.
وتساءل صاحب المقال “هل كان بوتين سيغزو لو احتفظت أوكرانيا بترسانتها النووية عام 1994، عندما ضغطت عليها الولايات المتحدة لنزع سلاحها؟”.
وشدد إيغناثيوس على أن الحرب الروسية على أوكرانيا أظهرت أن القوة النووية يمكن أن تنخرط في عدوان إقليمي شرس دون دفع الثمن، وأن أمريكا وحلفاءها في الناتو يرتدعون في هذا الصراع، لكن روسيا لا يراودها ذات الشعور.
وخلص إيغناثيوس إلى القول إنه على الرئيس بايدن وحلفائه البدء في التخطيط لنهاية هذه الحرب، لأن بوتين ليس لديه خطة محددة. مضيفًا أن “ما نحتاجه هو بنية أمنية صامدة لا تشعر فيها روسيا ولا أوكرانيا بالتهديد”، كما أن “العمل على إعادة بناء العالم بعد هذه الحرب، يبدأ بإعادة إعمار أوكرانيا التي تحتاج إلى مساهمة روسية وصينية، أو سنفشل جميعًا”.
