أزمة بريطانيا.. بدء السباق لخلافة جونسون وزعيم المعارضة يطالب برحيله فوراً
بدأ السباق على خلافة رئيس الوزراء بوريس جونسون في صفوف حزب المحافظين الحاكم بعد ساعات من إعلان استقالته أمس الخميس من زعامة الحزب، إذ أعلن النائب البرلماني توم توغندهات ترشحه للمنصب، فيما دعا زعيم المعارضة كير ستارمر إلى استقالة فورية لجونسون الذي قال إنه سيستمر في رئاسة الحكومة إلى حين اختيار زعيم جديد للحزب الحاكم.
وقبل الإعلان رسميا عن موعد انتخاب زعيم جديد لحزب المحافظين والمقرر الأسبوع المقبل قال توم توغندهات النائب المحافظ ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم (البرلمان) إنه يعلن ترشحه ليصبح بذلك أول المرشحين لمنصب زعيم الحزب، وفقاً لـ «الجزيرة نت».
وحتى قبل أن يُعلن جونسون استقالته كان أعضاء آخرون في الحزب الحاكم قد عبروا عن نيتهم الترشح، وقالت المدعية العامة المسؤولة عن تقديم المشورة القانونية للحكومة سويلا بريفرمان مساء أول أمس الأربعاء عبر التلفزيون إنها سترشح نفسها.
كما صرح ستيف بيكر المنتمي إلى الجناح اليميني لحزب المحافظين إنه يفكر “جديا” في الترشح، كما يفكر كل من وزير الصحة السابق ساجد جاويد الذي أعلن استقالته من الحكومة الثلاثاء الماضي، ووزير النقل غرانت شابس في دخول سباق الترشيحات، بحسب ما قالت أوساط مقربة منهما.
ونقلت صحيفة “فايننشال تايمز” (Financial Times) البريطاني عن نواب مطلعين على خطط حزب المحافظين قولهم إن الحزب يعتزم اختيار رئيس الوزراء الجديد بحلول أوائل سبتمبر المقبل.
مرشحون محتملون
ومن بين المرشحين الرئيسيين المحتملين لخلافة جونسون وزير الدفاع بن والاس، تليه -وفق استطلاع لمعهد يوغوف- سكرتيرة الدولة لشؤون التجارية الخارجية بيني موردونت التي كانت من أبرز وجوه حملة خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي (بريكست).
وفي كلمة مقتضبة أمس الخميس قال جونسون إنه سيبقى في السلطة لتصريف الأعمال حتى تعيين خلف له.
وأضاف «عينت حكومة جديدة ستعمل على طريقتي حتى اختيار زعيم جديد»، دون أن يتطرق إلى الأزمة الناجمة عن استقالة نحو 60 من أعضاء فريقه الحكومي منذ الثلاثاء الماضي.
وقال رئيس الوزراء البريطاني خلال اجتماع لمجلس الوزراء عقد بعد ظهر أمس الخميس إنه سيترك لخلفه «القرارات الرئيسية المتعلقة بالميزانية».
وذكرت مراسلة الجزيرة في لندن مينة حربلو أن وزراء ونواب الحزب الحاكم الذين تمردوا على جونسون قالوا إنهم لن يسمحوا له بالمواصلة على قمة الحكم، وسيبحثون عمن يدير البلاد، في انتظار انتخاب زعيم لهم في أكتوبر المقبل.
بالمقابل، قال وزير التعليم جيمس كليفرلي إنه لا يوافق على الدعوات الموجهة لجونسون للتنحي على الفور، لافتا إلى أن حزب المحافظين بحاجة إلى إجراء مسابقة كاملة للعثور على أفضل زعيم.
زعيم المعارضة
وفي السياق نفسه، دعا زعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر رئيس الوزراء إلى الاستقالة من رئاسة الوزراء فورا، متهما إياه بأنه لا يصلح لهذا المنصب. ودعا ستارمر إلى تصويت على الثقة في البرلمان إذا لم يتحرك حزب المحافظين للإطاحة بجونسون فورا، قائلا «إذا لم يتخلصوا منه فسيتدخل حزب العمال من أجل المصلحة الوطنية ويطرح تصويتا بحجب الثقة، لأننا لا نستطيع الاستمرار مع رئيس وزراء يتشبث بالسلطة لأشهر وأشهر».
أما جيرمي كوربن العضو المستقل في البرلمان البريطاني وزعيم حزب العمال سابقا فقال إن النواب المحافظين يتطلعون لزعيم يكون أكثر جدية واقتدارا من جونسون.
وفي مقابلة مع الجزيرة، أضاف كوربن أن جونسون لم يأت بأي تغيير جذري يذكر وأدار الاقتصاد البريطاني بطريقة سيئة، مما تسبب في كثير من المشكلات القائمة حاليا، وفق تعبيره.
المواقف الدولية
وعقب استقالة جونسون من زعامة حزب المحافظين قال الرئيس الأميركي إن بلاده ستواصل «تعاونها الوثيق» مع المملكة المتحدة، خصوصا في شأن أوكرانيا، واصفا العلاقة بين الشعبين البريطاني والأميركي بالمتينة والدائمة.
وشكرت كييف جونسون على دعمه لأوكرانيا في «أصعب الأوقات» عقب الحرب الروسية عليها، وذلك بعد إعلان استقالته من زعامة حزب المحافظين، الأمر الذي يمهد لمغادرته منصب رئيس الوزراء.
بالمقابل، قال الكرملين أمس الخميس إنه يأمل تولي «أشخاص أكثر مهنية» السلطة في المملكة المتحدة، وصرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن رئيس الوزراء البريطاني «لا يحبنا كثيرا ولا نحن كذلك».