(كونا) – قال المرشح الكويتي لرئاسة الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (ايفاد) الدكتور خالد مهدي إن ترشيحه لرئاسة (ايفاد) يعكس دعم الكويت القوي للصندوق بخبرتها الرائدة والواسعة في مجال التنمية الريفية ومساعدة الفقراء حول العالم.
وأضاف مهدي في مقابلة خاصة مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الجمعة بمناسبة لقائه ممثلي الدول الاعضاء في الصندوق لاستعراض رؤيته ان "الكويت كانت وستبقى داعما رئيسيا وقويا للتنمية المستدامة بمختلف أشكالها سواء على المستوى المحلي أو الدولي".
وشدد على أن الكويت حتى قبل الاستقلال وبناء الدولة تولي اهتماما خاصا بالتنمية الريفية ومساعدة فقراء العالم في الدول الفقيرة والمنخفضة الدخل مؤكدا أن تأسيس الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية وما ينهض به دليل واضح على ايمان الكويت بقيم التضامن.
وأشار الى أن الصندوق الدولي للتنمية الزراعية أسس عام 1977 بمبادرة عربية قادتها الكويت والمملكة العربية السعودية كإحدى وكالات الأمم المتحدة المتحدة لتختص تحديدا بتنمية المناطق الريفية التي يتركز فيها أكثر فقراء العالم ممن يعانون الجوع والفاقة.
وأكد مهدي ان الكويت حرصت من هذا المنطلق على تقديم الدعم القوي والمتواصل الى الصندوق الذي أثبت من خلال مشروعاته التنموية المنتشرة والهادفة نجاحا لافتا على مدى 45 عاما في مساعدة مئات الملايين بالمناطق الريفية في الخروج من براثن الفقر بل والمساهمة في تنمية مجتمعاتها.
وقال إن دعم الكويت المستمر للصندوق لا يقتصر على المساهمات المتجددة المباشرة في موارده المالية وعبر التمويل الثنائي والمشترك لعديد من مشروعاته فحسب بل ايضا عبر القدرات المعرفية والتشغيلية المستقاة من تراكم تجربتها الرائدة وبكوادرها ذات الخبرات الدولية.
وأضاف "نستذكر في هذا الصدد باعتزاز تولي الكويتي فوزي السلطان عام 1993 رئاسة الصندوق الذي قاده بنجاح مشهود بتأييد قوي من الدول الأعضاء وأحدث نقلة نوعية في عمل الصندوق وكفاءته التشغيلية زادت من فعالية برامجه ومشروعاته التنموية البالغة الأثر".
وفيما يتعلق بترشحه لرئاسة الصندوق الأممي المسؤول تحديدا عن تمكين سكان الريف من مواجهة الجوع في وقت يلوح شبح أزمة غذائية عالمية كبيرة تنال بشدة من فقراء الريف لفت الدكتور مهدي الى أن مبادرة انشاء (ايفاد) نهضت تحديدا في سبعينيات القرن الماضي على أثر أزمة غذائية وموجة من المجاعات عصفت بسكان الريف.
وقال ان الكويت في هذا الظرف العالمي الاستثنائي "ارتأت بهذا الترشيح أن تشارك في مواجهة هذا التحدي بالمساهمة عن طريق تبادل المعارف والخبرات المكتسبة في تعزيز وشحذ القدرات والرؤى المتعددة الأطراف من أجل بلورة آليات فعالة تمكن من عبور هذه المرحلة الدقيقة".
وأشار الى أن ترشح الكويت لقيادة هذه المنظمة الدولية يندرج في اطار الحرص على زيادة تمثيل الكويت ودورها داخل منظمات ومؤسسات المجتمع الدولي المتعددة الأطراف بهدف المساهمة الفعالة والتصدي المشترك للتحديات العالمية وخاصة ذات البعد الانساني منها.
وحول رؤيته التي ناقشها اول من امس خلال لقائه مع ممثلي الدول الأعضاء لادارة عمل الصندوق أوضح مهدي أن برنامجه يتلخص في بؤرة مهمة عمل الصندوق وهي التنمية الزراعية بالتركيز الرئيسي على العنصر البشري من منطلق شعار (نساعد الناس ليساعدوا أنفسهم) الذي يترجم فكر التنمية الحقيقية.
وشدد على أن التنمية الزراعية في وقت تعاني شعوب وبلدان العالم من تمدد الأزمة الغذائية "تستلزم شحذ الهمم وتكاتف الجهود بين كافة الجهات الدولية والاقليمية والوطنية المعنية للخروج معا أكثر قوة بتعزيز الاستدامة ضمن أهداف أجندة 2030 الدولية للتنمية المستدامة".
واستطرد أن ذلك يعني بالأخص التركيز على الهدفين الأول والثاني وكذلك الهدف 17 الخاص بتعزيز الشراكات بين بلدان العالم مشددا في ذلك على قدرة دولة الكويت المشهود بها على الربط وبناء الشراكات بين الدول والأطراف.
وأعرب عن بالغ التقدير لدور ممثلية الكويت الدائمة لدى منظمة الأغذية والزراعة (فاو) ومنظمات الأمم المتحدة في روما بحضورها اللافت والنشيط داخل هذه الوكالات الأممية مثمنا الجهد الكبير الذي يبذله الممثل الدائم المهندس يوسف جحيل بفضل حضوره البارز وعلاقاته المتميزة بين ممثلي الدول لدعم مرشح الكويت.
ومن المقرر أن يتم خلال الدورة الاستثنائية الأولى لمجلس محافظي الصندوق في السابع من شهر يوليو المقبل تعيين الرئيس الجديد والسابع للصندوق الذي سبق أن تولى الكويتي فوزي السلطان قيادته كثالث رؤسائه عام 1993.
ويتمثل هدف الصندوق الذي يضم 177 بلدا عضوا في تمكين سكان الريف الفقراء في البلدان النامية من تحسين أمنهم الغذائي والتغذوي وزيادة مداخيلهم وتعزيز قدرتهم على الصمود من خلال مشروعات تنموية يقوم أو يشارك في تنفيذها وتمويلها بالقروض الميسرة والمنح بالشراكة مع دوله الأعضاء والشركاء في إطار الجهود العالمية.
ومنذ عام 1978 قدم الصندوق حوالي 23ر2 مليار دولار على شكل منح وقروض بأسعار فائدة منخفضة لتمويل مشروعات استفاد منها حوالي 518 مليون شخص حول العالم.