أخبار دولية

الهند تعتقل محمد زبير مدقق الحقائق الذى نبه إلى تصريحات متحدثة الحزب الحاكم المسيئة للنبي

• وجهت له تهم من بينها إهانة المعتدات الهندية والتآمر الإجرامي وتلقي أموال من أطراف أجنبية

منذ أن كشف الصحفي الهندي البارز، ومدقق الحقائق، محمد زبير تصريحات المتحدثة باسم الحزب الحاكم، نوبور شارما، المسيئة للنبي محمد، وهو يقضي أيامه بين السجن والمحاكم.

فقد نقلته الشرطة إلى بلدة نائية على الحدود بين الهند ونيبال للتحقيق معه، ووجهت له اتهامات جديدة، وفقاً لـ «BBC».

واعتقلته شرطة دلهي يوم 27 يونيو الماضي بسبب تغريدة نشرها في 2018، بتهمة “إهانة المعتقدات الهندية”. ثم وجهت له تهما أخرى، بما فيها التآمر الإجرامي، وإتلاف أدلة وتلقي أموال من أطراف أجنبية.

ويعد أيام تولت شرطة مقاطعة أوتار براديش اعتقاله، ووجهت له تهمة استعمال “وصف مسيئ وهو محرضون على الكراهية”، في حديثه عن زعماء دينيين هندوس، يظهرون في فيديو وهم يلقون تصريحات فيها كراهية، ويحرضون على العنف ضد المسلمين، ويهددون باغتصاب المسلمات.

ومنحته المحكمة العليا الجمعة إفراجا مؤقتا لأربعة أيام، بعدما علمت أنه تلقى تهديدات بالقتل.

ولكن الرجل البالغ من العمر 39 عاما سيبقى رهن الاعتقال إلى أن يمنح إفراجا مؤقتا في القضية الأصلية التي اعتقلته بسببها شرطة دلهي.

وقد أسس زبير، مهندس الاتصالات المقيم في مدينة بنغلور جنوبي البلاد، رفقة زمليه مهندس البرمجيات، براتيك سينها، في 2017 موقع ألت نيوز لمكافحة الأخبار المزيفة.

وساهم الموقع في الخمس سنوات الماضية بشكل كبير في كشف الأخبار الزائفة والتضليل الإعلامي بخصوص الدين والنظام الطبقي في الهند والخرافات التي ليس لها أساس علمي.

ونشر الموقع 3 آلاف قطعة حصلت على 60 مليون مشاهدة، وهو ما جعله هدفا للحكومة منذ انطلاقته لأن تركيزه انصب على الفيديوهات المزيفة التي تستهدف الأقلية المسلمة في الهند.

ويعرف زبير، الخبير في الأدلة الجنائية الرقمية، بالبحث عن أصول الصور والفيديوهات المجهولة، التي تستعمل في تزييف الحقائق في مواقع التواصل الاجتماعي وحتى في وسائل الإعلام التقليدية.

إنه عمل مرهق، يقضي فيه ساعات وهو يفحص الصور الفيديوهات التي تحتوي على الكراهية والعنف والتلفيق والدعاية.

وبدأ في الفترة الأخيرة يشرف على مشروع جديد لتوثيق خطاب الكراهية.

ويوصف زبير بأنه رجل “حازم ومثابر”، وهو أيضا كثير النشاط على تويتر وله أكثر من نصف مليون متابع، وكثيرا ما يتعرض للمضايقات من قبل حسابات تعرف نفسها بأنها لقوميين هندوس.

وقبل أيام من اعتقاله، نشر رسائل إلكترونية من تويتر تقول إن بعض تغريداته المنتقدة لتصريحات زعماء هندوس فيها كراهية للمسلمين، تم وقفها، بمعنى أنها لا تُرى في الهند، بطلب من السلطات الأمنية في البلاد.

وقال زبير في المحكمة إنه اعتقل بسبب العمل الذي يقوم به ولأنه مسلم.

وفي تصريح لبي بي سي قال المحامي، كولن غونسافليس، الذي دافع عن زبير في المحكمة العليا إنه ليس هناك قضية ضد موكله، وإنه يشكل “شوكة في حلق الحكومة لأنه بحارب الكراهية وحده دون مساعدة”.

وتقول الشرطة إنها تحقق أيضا في تحويلات مالية تصفها بالمشبوهة وصلت إلى حسابه من الخارج، ولكنه نفى هذه المزاعم.

وانتقد معارضون وصحفيون ونشطاء اعتقال زبير، قائلين إنه مستهدف لأنه يندد دائما بالمتطرفين الدينيين والمحرضين على الكراهية.

ويشير المنتقدون إلى توقيت اعتقاله وتزامنه مع تغريدته الشهيرة التي نبه فيها إلى تصريحات شارما في نقاش تلفزيوني في منتصف مايو.

وأثارت تصريحاتها غضب المسلمين، ووضعت الحزب الحاكم باراتيا جاناتا في موقف دبلوماسي حرج، إذ عبرت العديد من الدول الإسلامية عن احتجاجها للهند.

زر الذهاب إلى الأعلى