السفيرة الفرنسية لدى البلاد تشيد بعمق العلاقات التاريخية بين الكويت وباريس
(كونا) – أشادت سفيرة فرنسا لدى دولة الكويت كلير لو فليشير اليوم الأحد بعمق العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين في المجالات شتى.
جاء ذلك في تصريح أدلت به لو فليشير للصحفيين على هامش افتتاحها المعرض الوثائقي الثقافي (فرنسا والكويت.. صداقة لأكثر من قرنين) الذي نظمه المركز الفرنسي للأبحاث في شبه الجزيرة العربية (سيفريبا) بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي.
وأوضحت أن الدولتين تتمتعان بعلاقات دبلوماسية متميزة منذ انطلاقتها تزامنا مع استقلال دولة الكويت قبل أكثر من 60 عاما مبينة أن المعرض يتناول بداية الاتصال والعلاقات غير الدبلوماسية بين الجانبين والتي تعود لكتابات عدد من الرحالة الفرنسيين الذي جابوا المنطقة قديما علاوة على اهتمام فرنسا المبكر بمنطقة الخليج العربي وفتحها العلاقات مع قاطنيها.
ونوهت بعمق العلاقات المشتركة بين البلدين وتخطيها المجالين العسكري والسياسي لتشمل العلاقات الثقافية المتبادلة من خلال المعارض الفنية والثقافية والعلمية المشتركة بواسطة بعثات الحملات الأثرية مرورا بالعلاقات الاقتصادية المتينة منذ تجارة الكويتيون في اللؤلؤ قبل اكتشاف النفط.
من جانبه قال مدير مركز ال(سيفريبا) في دولة الكويت الدكتور مكرم عباس في تصريح مماثل إن المعرض الذي احتضنته مكتبة الكويت الوطنية يسلط الضوء على تاريخ العلاقات (الكويتية – الفرنسية) منذ القرن السابع عشر من قبل رسام الخرائط الفرنسي سانسون.
وذكر عباس أن الوثائق والخرائط والصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو المؤرشفة تظهر ذاكرة مشتركة تتضمن لحظات قوية وروابط تاريخية لم تعكر صفوها الصراعات ولم تشبها النزاعات مبينا أن "أول اتصال فعلي بين البلدين كان في القرن الثامن عشر حين استضافت دولة الكويت مبعوث ملك فرنسا إلى المنطقة وحافظت على أمنه في ضوء الصراع المحتدم بين القوى العظمى حينئذ للسيطرة على طرق التجارة مع الهند". ويستكشف المعرض من خلال وثائق أرشيفية وتاريخية بدء العلاقات بين البلدين ورصد دولة الكويت في الوثائق والخرائط لأهمية موقعها في طرق التجارة مع الهند كما يتطرق إلى (الكويت في خضم الصراعات بين القوى العظمى) كحقبة تاريخية مهمة في تاريخ البلاد في حين تناولت معروضات أخرى بداية العلاقات التجارية بين البلدين خصوصا في مجال تجارة اللؤلؤ الذي كان شغفا للعديد من نساء أوروبا بشكل عام وأميراتها بشكل خاص واعتماد الكويتيون حينها الغوص على اللؤلؤ كمصدر للرزق.
ويتناول المعرض العلاقات المشتركة بعد اكتشاف النفط في دولة الكويت وسبل التعاون التكنولوجي والعلمي في هذا المجال الذي دعم العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
ويستعرض أيضا بدء العلاقات الدبلوماسية بعد استقلال دولة الكويت كما يسلط الضوء على البعثات الفرنسية ومشاركاتها للتنقيب عن الآثار الإنسانية في البلاد خصوصا بجزيرة فيلكا.