كيف تحوّل أيمن الظواهري من طبيب جرّاح إلى زعيم «القاعدة»؟
أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الإثنين، مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في غارة أميركية بطائرة مسيرة بأفغانستان السبت الماضي، فمَن هو الظواهري؛ الذي تولى قيادة تنظيم القاعدة بعد مقتل أسامة بن لادن عام 2011 على يد القوات الأميركية؟!
اسمه وعائلته
اسمه الكامل أيمن محمد ربيع مصطفى عبدالكريم الظواهري، من عائلة كبيرة توطنت قرية كفر الشيخ الظواهري في مدينة ههيا بمحافظة الشرقية شمال مصر.
والده الدكتور محمد ربيع الظواهري، أستاذ علم الفارماكولوجي «علم الأدوية» بكلية الطب جامعة عين شمس، وتوفي عام 1995، وشقيقه هو محمد محمد ربيع الظواهري، الملقب بأبو أيمن المصري، وهو أحد قادة تنظيمي الجهاد والقاعدة، أما شقيقه الأصغر فهو حسين الظواهري، مهندس تخطيط، بينما شقيقته هي هبة الظواهري، أستاذة الأورام بالمعهد القومي للأورام، جامعة القاهرة.
أما أحد أجداد أيمن الظواهري فهو الشيخ محمد الأحمدي الظواهري، الشيخ التاسع والعشرون للأزهر الشريف، حيث تولى مشيخة الأزهر عام 1929، وكان وراء تأسيس جامعة الأزهر، ومطبعة الأزهر، ومجلة الأزهر.
وجده لوالدته هو عبدالوهاب عزّام، أحد أشهر أدباء مصر، وهو أستاذ الآداب الشرقية، وعميد كلية الآداب جامعة القاهرة، وعضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
وابن عم جده لوالدته هو عبدالرحمن عزّام، أول أمين عام للجامعة العربية، وخال والدته هو محفوظ عزّام المحامي رئيس حزب «العمل» المصري، وعم والدته هو سالم عزّام أمين المجلس الإسلامي الأوروبي.
قضية الفنية العسكرية
وكان الظواهري ضمن المتهمين في قضية الفنية العسكرية في عام 1974، وانضم لتنظيم الجهاد في نهاية الستينيات وقبل التحاقه بكلية الطب التي تخرج فيها عام 1975.
كما كان مع مجموعة من الشباب في ذلك الوقت يعتنقون الأفكار الجهادية عقب نكسة يونيو عام 1967، بينهم عصام القمري الطالب بالكلية الحربية والضابط فيما بعد، وأحد المتهمين في قضية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، وكان من بين هذه المجموعة أيضا حسن الهلاوي.
تخرّج في كلية الطب
وعقب تخرج الظواهري في كلية الطب، التقت تلك المجموعة بأحد قيادات تنظيم الجهاد الذي أقنعهم بالسفر لأفغانستان للمشاركة مع المجاهدين الأفغان في حربهم ضد الاتحاد السوفيتي، وكان الشاب الصغير يرغب في السفر واستغلال مهنته كطبيب لعلاج الجرحى والمصابين، وسافر بالفعل، ومكث هناك في أفغانستان لمدة عام، وتعرف لأول مرة على أسامة بن لادن، وانضم معه لمعسكر الأنصار، ثم تولى خلال تواجده في المعسكر علاج المصابين والجرحى.
إلى ذلك، عاد الظواهري إلى مصر بعد عام واحد، وطلب منه عصام القمري، وكان أحد المشاركين في قضية اغتيال السادات، إخفاء مجموعة من الأسلحة والذخائر لديه، وأخفاها أيمن بالفعل عند صديق له هو نبيل برعي، وتم القبض عليهم جميعا، وتمت تبرئة الظواهري من تهمة المشاركة في اغتيال السادات، لكنه أدين بتهمة حيازة أسلحة غير مشروعة، وعوقب بالحبس 3 سنوات حتى تم الإفراج عنه في 1985.
السفر لباكستان وأفغانستان
وسافر لاحقاً لباكستان وأفغانستان عام 1985 بعد أن تواصل مع أسامة بن لادن، ولم يعد لمصر منذ ذلك الحين، حيث سافرت له زوجته الأولى التي توفيت هناك، ثم سافر للسودان وأسس تنظيم القاعدة مع بن لادن، وانضمت إليه مجموعة من عناصر تنظيم الجهاد المصري.
وتولى الظواهري قيادة جماعة الجهاد بعد عودتها للظهور في عام 1993، وكان التنظيم وراء سلسلة من الهجمات داخل مصر، بما فيها محاولة اغتيال رئيس الوزراء آنذاك عاطف صدقي، وصدر على الظواهري حكم بالإعدام غيابيا من قبل محكمة عسكرية مصرية لدوره في الكثير من الهجمات في البلاد.
ونفذت جماعة الجهاد الإسلامي المصري بقيادة الظواهري هجوماً على السفارة المصرية في إسلام أباد بباكستان عام 1995، وفي يوليو 2007، قدم الظواهري التوجيه لحصار مسجد لال، وكانت المرة الأولى التي يتخذ فيها الظواهري خطوات متشددة ضد الحكومة الباكستانية، ويوجه المسلحين الإسلاميين ضد باكستان.
وفي عام 1998 تم إدراج أيمن الظواهري ضمن لائحة الاتهام في الولايات المتحدة لدوره في تفجيرات السفارة الأميركية.
تولي قيادة تنظيم القاعدة
وتولى الظواهري قيادة التنظيم في أعقاب مقتل بن لادن على يد قوات أميركية في الثاني من مايو عام 2011، واستطاع منذ ذلك الحين الهروب من الملاحقة بالاختباء في المناطق الجبلية على طول الحدود بين أفغانستان وباكستان حتى أعلنت أميركا مقتله أمس.