محليات

جمعية المكفوفين.. نافذة خدماتية يطل منها فاقدو نعمة البصر على الحياة

(كونا) – تولي دولة الكويت منذ أمد بعيد اهتماما كبيرا بذوي الاحتياجات الخاصة بغية تيسير أمورهم ورفع المعاناة عن كاهلهم وذويهم استنادا إلى مبادئ إنسانية وأخلاقية ودستورية.

وانطلاقا من هذا الاهتمام أسست جمعية المكفوفين الكويتية في الثامن من أكتوبر 1972 لتشكل نافذة يطل من خلالها فاقدو نعمة البصر على الحياة عبر حزمة من الخدمات المتكاملة.

وخلال خمسة عقود من عملها على أرض الواقع لم تأل (المكفوفين) التي تعد من أبرز جمعيات النفع العام في الدولة جهدا في خدمة أصحاب العزيمة والإرادة لتتنوع مجالاتها ما بين التعليمية والثقافية والرياضية والاجتماعية والترفيهية وصولا إلى المساهمة في سن التشريعات الرامية إلى حماية حقوقهم.

ودائما ما تسعى الجمعية التي تحتفي السبت ب (يوبيلها الذهبي) إلى توفير احتياجات المكفوفين وإشراكهم ودمجهم في المجتمع عبر برامج ودورات تدريبية متنوعة إلى جانب مواصلة أنشطتها بغية استثمار مهاراتهم وتوظيفها وفق أطر تناسبهم.

وتتنوع الأنشطة المقدمة داخل الجمعية لتشمل تعليم القراءة والكتابة لكبار السن ومن لم تتوفر لهم فرصة التعليم فضلا عن تعريف المكفوفين بطريقة القراءة بواسطة الخط البارز أو ما يعرف اصطلاحا بطريقة (برايل) ليتسنى للمستفيد التواصل المستمر مع الثقافة والتطورات من حوله.

في هذا الإطار أكد رئيس لجنة العلاقات العامة في الجمعية فهد العنزي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الجمعة السعي الدائم إلى توفير احتياجات المكفوفين والمطالبة بحقوقهم لافتا إلى إسهام الجمعية في إقرار القانون رقم 8 لسنة 2010 بشأن ذوي الإعاقة.

وأضاف العنزي أن الجمعية حريصة دائما على متابعة قضايا واحتياجات المكفوفين عن كثب بدءا من الأجهزة والأدوات الخاصة بهم وصولا إلى التعاون مع الجهات والمؤسسات الحكومية لتيسير أمورهم.

وأوضح أن هيكل الجمعية التي تقيم الندوات والأمسيات الشعرية والثقافية والدينية يضم مراكز مهمة تخدم المكفوفين منها مركز التنمية المعلوماتية الذي يوفر أحدث الأجهزة والأدوات اللازمة وصيانتها إلى جانب مطبعة (المرحوم محمد الخرافي) التي تقوم بتحويل الكتب المقروءة المتنوعة إلى طريقة (برايل).

وعن أنشطتها المتنوعة ذكر العنزي أن الجمعية التي تحرص على المشاركة في المؤتمرات والندوات الدولية ذات الصلة بفاقدي البصري تقدم دورات لحفظ وتعلم طريقة (برايل) ودورات دينية متعلقة بالفقه وحفظ القرآن على مدار العام إضافة إلى تنظيم رحلات داخلية لتعريفهم بالأماكن التراثية والمتاحف والجزر والمناطق البرية وأخرى خارجية مثل أداء مناسك العمرة والرحلات السياحية.

وأشار إلى أنه "بفضل هذه المطبعة تتم طباعة القرآن الكريم منذ عام 2005 وفق طريقة (برايل) بجودة عالية حيث تصدره الجمعية إلى دول عدة مجاورة وكذلك إلى الأقليات المسلمة في العالم" مستدركا أنه "بفضل جهود الجمعية المتواصلة في طباعة الكتب وفرنا احتياجات المكفوفين منها".

وتطرق إلى اهتمام الجمعية بالنشاط الرياضي إسهاما منها في تنمية مهارات المكفوفين منوها بدورها في فكرة إنشاء منشأة (صباح الأحمد الرياضية) الخاصة بهم والتي يتم حاليا وضع اللمسات الأخيرة عليها.

من جهته قال عضو الجمعية الطالب في كلية الآداب عبد العزيز العتيبي في تصريح مماثل ل(كونا) إن بداية معرفته وتواصله مع الجمعية سبقت انتسابه لها في عام 2010 بعدة سنوات إذ أنه شارك في مسابقات وأنشطة ينظمها مركز الشباب التابع لها وتتضمن دورات رياضية وثقافية مثل التعليم على القراءة بطريقة (برايل).

وأضاف العتيبي أن جميع الخدمات المقدمة من الجمعية مكنته وزملاءه من الاعتماد على النفس كما ألغت حواجز الانعزال عن المجتمع لافتا إلى أهمية النشاط الثقافي الذي طور من مهاراته العلمية وكان له الأثر الواضح في مسيرته الدراسية.

يذكر أن تعاون الهيئات والمؤسسات الرسمية يسهم في إنجاح أهداف الجمعية حيث تقوم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية مثلا بتسخير مراكزها وفتح أبوابها أمام منتسبي (المكفوفين) لتقديم دورات فقهية وحلقات لحفظ القرآن الكريم وتجويده.

كما تسهم وزارة الشؤون الاجتماعية والتنمية المجتمعية بجهود ملموسة في تسهيل مهام الجمعية من خلال الرعاية الدائمة ومواصلة الدعم مشروعاتها وأنشطتها وتذليل العقبات أمام احتياجات منتسبيها.

بدورها تمد وزارة الإعلام الكويتية الجمعية بمواد إعلامية توعوية ومطبوعات ثقافية منها مجلة (العربي) و(الكويت اليوم) والعديد من المواد التي من شأنها الإسهام في تثقيف منتسبيها إلى جانب إثراء مكتبتها.

زر الذهاب إلى الأعلى