غوتيريش: الإنسانية تواجه «انتحاراً جماعياً»
• بريطانيا تشهد اليوم الأكثر حرارة في تاريخها
• 510 حالات وفاة مرتبطة بالحرارة في إسبانيا خلال أسبوع
حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الإثنين، من أن الحرائق المستعرة في أوروبا وغيرها من القارات في العالم، إضافة إلى موجات الحرّ الخانق، تشير إلى أن الإنسانية تواجه «انتحاراً جماعياً».
وتحاول الحكومات على امتداد العالم التخفيف من تأثير الحرّ على المواطنين، أو مساعدتهم في مكافحة النيران، فيما خسرت أوروبا مئات الأرواح خلال أسبوعين من الحرّ غير المسبوق، وفقاً لـ «يورونيوز».
وقال غوتيريش الذي تحدّث أمام وزراء من 40 دولة يعقدون اجتماعاً للنقاش في الأزمة المناخية والاحتباس الحراري: نصف الإنسانية في منطقة الخطر، من الفيضانات، التصحر، العواصف المتطرفة والحرائق.
وأضاف غوتيريش قائلاً: لن تكون هناك دولة بمنأى (عن الكارثة). ومع ذلك، نتابع إشباع إدماننا على الطاقة الأحفورية. لدينا الخيار. إما التحرك الجماعي أو الانتحار الجماعي. الأمر بيدنا.
ورغم بعض الإشارات إلى تراجع طفيف في الجنوب، استمرّت موجة الحرّ التي تضرب أوروبا الإثنين في التحرك شمالاً، بما في ذلك في اتجاه بريطانيا حيث أصدرت السلطات تحذيرات شديدة بخصوص الطقس.
وتشهد مناطق أوروبية كثيرة موجة حارة يقول العلماء إنها تتماشى مع تغير المناخ وارتفعت فيها درجات الحرارة إلى ما يزيد عن 40 درجة مئوية في بعض المناطق مع اندلاع حرائق غابات في مناطق ريفية جافة بالبرتغال وإسبانيا وفرنسا.
وبدأت درجات الحرارة في بعض مناطق جنوب أوروبا في الانخفاض مطلع الأسبوع، لكن الآلاف من رجال الإطفاء في جميع أنحاء المنطقة ما زالوا يكافحون لاحتواء مئات حرائق الغابات، وقالت السلطات إن خطر اندلاع مزيد من الحرائق لا يزال مرتفعا للغاية.
وتواجه إسبانيا يوم الإثنين اليوم الثامن والأخير من موجة حارة استمرت أكثر من أسبوع وتسببت في أكثر من 510 حالات وفاة مرتبطة بالحرارة، حسب تقديرات معهد كارلوس الثالث الصحي.
واحترق أكثر من 173 ألف فدان في إسبانيا حتى الآن هذا العام، وهو أسوأ عام خلال عشر سنوات بحسب البيانات الرسمية. وفي الشهر الماضي دمر حريق هائل في سييرا دي لا كوليبرا وقشتالة وليون نحو 30 ألف هكتار من الأرض.
كما سجلت إسبانيا ثاني حالة وفاة ناجمة عن حريق غابات بعد وفاة رجل إطفاء يوم الأحد. وقالت سلطات الطوارئ إنه عُثر على رجل (69 عاما) ميتا يوم الإثنين في منطقة اشتعلت فيها النيران. وقالت وسائل إعلام محلية إنه كان مزارعا.
وفي البرتغال، انخفضت درجات الحرارة في مطلع الأسبوع لكن المعهد البرتغالي للأرصاد الجوية يقول إن خطر حرائق الغابات ما زال مرتفعا للغاية في معظم أنحاء البلاد. وقالت السلطات إن أكثر من ألف من رجال الإطفاء، تدعمهم 285 مركبة و 14 طائرة، يكافحون تسعة حرائق غابات مستمرة لا سيما في المناطق الشمالية من البلاد.
طوارئ وطنية
بلجيكا وألمانيا من بين الدول التي يُتوقع أن تجتاحها موجة حارة في الأيام المقبلة.
وتشهد بريطانيا اليوم الأكثر حرارة في تاريخها يوم الإثنين إذ من المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية للمرة الأولى، مما أجبر شركات القطارات على إلغاء بعض الخدمات وأجبر المدارس على الإغلاق مبكراً، وسيحث الوزراء الناس على البقاء في منازلهم.
وفي فرنسا، انتشرت حرائق الغابات على مساحة 27 ألف فدان في منطقة جيروند في جنوب غرب البلاد، وأعلنت السلطات الإقليمية بعد ظهر الأحد إجلاء أكثر من 14 ألف نسمة. وقالت السلطات في بيان إن أكثر من 1200 رجل إطفاء يحاولون السيطرة على الحرائق.
وأصدرت فرنسا تحذيرات حمراء، هي الأعلى الممكنة لعدة مناطق وحثت السكان على «توخي الحذر الشديد».
وفي إيطاليا التي شهدت حرائق أصغر في الأيام الأخيرة يتوقع خبراء الأرصاد أن تتجاوز درجات الحرارة 40 درجة مئوية في عدة مناطق في الأيام المقبلة. كما عانت سويسرا من آثار الموجة الحارة. وأعلنت شركة أكسبو، التي تدير محطة بيزناو النووية يوم الإثنين إنها اضطرت إلى خفض الإنتاج حتى لا تتسبب في ارتفاع درجة حرارة نهر آر الذي تستمد منه مياه التبريد.