متخصصون: البناء القيمي والتربية السديدة سد منيع لحماية الأبناء من آفة المخدرات
• عمر الشايجي: دور هام للأسرة في تعزيز القيم والأخلاق للحد من ظاهرة الإدمان
• يعقوب اللوغاني: ملء الوقت بكل ما ينفع فلا يصح ترك هذه الفئة دون هوايات ولا مهارات
(كونا) – أجمع عدد من المتخصصين في المجال التربوي على أهمية بناء القيم السليمة والتربية السديدة في نفوس الأبناء لما في ذلك من آثار تربوية ونفسيه وبناء سد منيع يساعد على تجنب كل العادات السيئة وعلى رأسها تعاطي المخدرات.
ولاحظ هؤلاء المتخصصون في تصريحات متفرقة أن القيم الأخلاقية والقدوة الأسرية والتوعية المنزلية والمجتمعية والمدرسية هي الأساس للتصدي لكل ما من شأنه أن يوقع الأبناء بمستنقع آفة المخدرات.
وفي هذا الصدد أكد مستشار الدراسات القرآنية بجامعة أم القرى في مكة الدكتور عمر الشايجي أهمية دور الأسرة في تعزيز القيم والاخلاق للحد من ظاهرة الادمان وتعاطي المخدرات مبينا ان الأسرة هي الأساس إذا ما قام الاباء والامهات بدورهم التربوي بما يساهم بشكل كبير بالحد من هذه الظاهرة.
ولفت الدكتور الشايجي الذي تولى سابقا التدريس بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت إلى أهمية الترابط الأسري بين الآباء والابناء من خلال خلق الثقة والأمان فيما بينهم موصيا الآباء والأمهات بالتقرب من الأبناء والتواصل معهم باستخدام أسلوب الحوار والنقاش الهادئ وبشكل يومي لمعالجة اي امر سلبي يتعرضون له.
وشدد على أهمية توعية الأبناء بأضرار الإدمان معتبرا أن التوعية العملية خطوة رئيسية للوقاية وخلق حاجز نفسي من خلال اعطاء امثلة حية حول تعاطى وإظهار الاثار النفسية والجسدية المترتبة فضلا عن العاقبة الوخيمة التي قد تودي بالمتعاطي إلى السجن أو الوفاة.
ونصح الأباء والأمهات بأن يشغلوا اوقات فراغ ابنائهم وبناتهم بكل ما هو إيجابي كالهوايات على أنواعها وعدم التهاون بوجود وقت فراغ كبير يقودهم للتفكير بأمور سلبية ومنها المخدرات.
ولفت إلى أهمية دور وسائل الإعلام بتعزيز القيم والاخلاق للمواجهة والوقاية من المخدرات بالمجتمع من خلال حملات إعلامية توعوية مستمرة تحرك مشاعر الناس وتبرز الاضرار والآثار المترتبة عليها.
ونوه بدور المدرسة «الحيوي» باعتبارها البيت الثاني ومن خلال الفعاليات والندوات والمحاضرات والنشرات التوعوية والمناهج الدراسية يمكن توضيح خطر المخدرات وآثارها فضلا عن إقامة البرامج والأنشطة لممارسة الهوايات والرياضة التي تملأ أوقات الفراغ بالأنشطة المفيدة.
بدوره شدد رئيس قسم التربية الإسلامية بوزارة التربية الدكتور يعقوب اللوغاني على أهمية تعزير القيم والاخلاق لدى الاطفال والنشء والشباب والحرص على التمسك بشرع الله وقيم واخلاق الاجداد والاباء لتصدى لهذه الظاهرة.
ولفت الدكتور اللوغاني إلى اهمية ملء الوقت بكل ما ينفع فلا يصح ترك هذه الفئة دون هوايات ولا مهارات ولا تطوير للقدرات قائلا إن الفراغ يزيد من الظواهر السلبية لذا يجب على أولياء الأمور أن يشجعوا أبناءهم وبناتهم على ممارسة هواياتهم المحببة واكسابهم مهارات يدوية وفنية متنوعة لشغل أوقاتهم بما يعود عليهم وعلى المجتمع بالنفع العميم.
واعتبر ان مرحلة الطفولة في غاية الأهمية ومن الواجب على الوالدين العمل على غرس القيم الاجتماعية والعادات الطيبة والتقاليد والأعراف الطيبة المباركة في نفوس أبنائهم.
وألمح إلى أهمية القدوة الحسنة في الأسرة بأن يحرص الوالدان على ضبط سلوكياتهما وكلماتهما لان العقل الباطن لدى الاطفال ينسخ جميع الصور التي يراها أمامه دون تمييز فتترك انطباعا في سلوكياتهم مستقبلا.