إعلاميون خليجيون وعرب: أبعاد سياسية واقتصادية كبيرة للقمم الثلاث في السعودية
(كونا) – أكد إعلاميون خليجيون وعرب الجمعة أن القمم الثلاث (السعودية – الصينية) و(الخليجية – الصينية للتعاون والتنمية) و(العربية – الصينية للتعاون والتنمية) التي تعقد في الرياض تبني لأبعاد سياسية واقتصادية كبيرة نظرا لأهمية الجانبين على المستوى العالمي.
وقال وزير الاعلام الكويتي الاسبق سامي النصف في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) في المركز الاعلامي المصاحب للقمم ان هذه القمم التي تشهدها العاصمة الرياض مهمة لدول مجلس التعاون الخليجية والمنطقة العربية بشكل كبير حيث تهدف الى اعادة هيكلة العلاقات الدولية والنظام العالمي من خلال فتح آفاق تعاون جديدة تستفيد منها جميع الاطراف الدولية.
وأضاف النصف ان العلاقات الدولية الناجحة هي التي تقوم على قاعدة "الربح للربح" لجميع الاطراف التي تهدف الى اقامة علاقات استراتيجية تنقل الدول من واقع قائم الى مجالات ارحب يتلمس فائدتها الافراد الطبيعيون في الحياة العامة بالدولة.
وأوضح ان اقامة مثل هذه القمم التاريخية تجعل منطقة الخليج العربية مكانا مهما وجاذبا للاضواء العالمية وفرصة ثمينة لعرض ما تتمتع به المنطقة من امكانات كبيرة وموارد طبيعية ضخمة تحتاج لها كبرى شركات واقتصاديات العالم.
واعتبر النصف ان لهذه القمم الثلاث التي تحتضنها الرياض ما بعدها من القرارات والمشاريع والنظرة العالمية للمنطقة مشيرا الى ان درجة الاستعداد لدى دول المنطقة كل دولة على حدة تحدد مدى استفادتها من نتائج القمم على المديين القريب والبعيد.
ومن جهته بين الكاتب الصحفي التونسي الجمعي القاسمي ل(كونا) ان السياق العام الذي تندرج فيه هذه القمم الثلاث سواء السعودية – الصينية او الخليجية – الصينية وكذلك العربية – الصينية يتسم بجملة من المتغيرات على الصعيدين الاقليمي والدولي وهذه المتغيرات "تدعو الى ضرورة التخفيف من وطأة حدية القطبية التي مازالت تحكم العالم".
وقال ان هذه القمم ستؤسس لمرحلة جديدة يكون فيها الفعل العربي حاضرا في سياق هذه التفاعلات الاقليمية والدولية مشيرا الى ان دول الخليج كانت سباقة في معرفة واستباق الأحداث الدولية لذلك كانت هذه القمم التي ستكون لها تداعيات سياسية أمنية علاوة عن بعدها الاقتصادي المهم.
وأضاف القاسمي ان القمم تؤشر سياسيا الى مبدأ التوازن الجديد على صعيد العلاقات الدولية واقتصاديا ومن المعلوم ان الصين تعد واحدة من اهم الدول التي تعتمد بالأساس على النفط والغاز الخليجي وهي بذلك بحاجة الى دول الخليج كما ان دول الخليج بحاجة الى الصين في العديد من المواد ذات الطابع الأساسي.
ومن ناحيته أوضح الصحفي السعودي محمد البيشي ل(كونا) ان هذه القمم تاريخية بالمعنى الحرفي للكلمة كونها اول قمة خليجية – صينية وكذلك اول قمة عربية – صينية في التاريخ وتأتي في هذا الظرف الجيوسياسي في العالم الذي يتجه اليوم الى تعددية الاقطاب حيث ان هناك نزاعا بين اقطاب مهمة في العالم مثل روسيا والصين والولايات المتحدة ومنطقة الشرق الاوسط مؤكدا ان الخليج منطقة حيوية حيث يسعى قادة دول الخليج لبناء شراكات مع كل هذه القوى مع الاستفادة الممكنة من اكبر المكاسب من كل هذه القوى.
ولفت الى ان السوق الصينية واحدة من اهم الاسواق لدول الخليج التي تصدر النفط والبتروكيماويات والمواد الخام الأولية وهذا ما يضع دول الخليج كأهم شركاء الصين وايضا لدى الصين طموح في ان توسع من تواجدها خارج المجالات التقليدية بالطاقة في السوق الخليجية من خلال المشاركة في البرامج والرؤى التنموية لدول الخليج من خلال شركاتها الكبرى سواء بمجال الطاقة او البنية التحتية او الرعاية الصحية وغيرها من المجالات التي تتوسع فيها الصين.
وأشار البيشي الى ان هذه اول قمة عربية – صينية تجمع الدول العربية التي تملك سوقا كبيرة والتي لديها طموحاتها وبالتأكيد ستستغل الصين هذا النوع من القمم التي تعقد في الرياض لتعزيز هذه الشراكة وقد تتجاوز الشراكة الاقتصادية والتجارية الى شراكات في مجال تحقيق السلم والأمن الدوليين.
ومن جانبه أكد الاعلامي في قناة روسيا اليوم حسن زيتوني ل(كونا) ان المنطقة العربية وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي تعد مصدرا مهما من مصادر الطاقة في العالم الامر الذي اكسبها اهمية كبيرة لدى الصين في رسم سياسة جديدة نحو المنطقة مشيرا الى حاجة الصين الكبيرة للطاقة في تنفيذ مشاريعها المستقبلية الكبرى.
وقال زيتوني ان سياسة عدم التدخل التي انتهجتها الصين طوال عقود مضت تجاه القضايا العالمية جعلتها "شبه معزولة" الامر الذي تسعى الادارة الصينية الى تغييره مشيرا الى سعي الصين والدول العربية الى فتح آفاق جديدة من التعاون الثنائي في شتى المجالات.
وأوضح ان الصين تقدم نفسها للدول العربية وخاصة دول الخليج العربية كشريك اقتصادي وتجاري استراتيجي يستطيع تلبية حاجة اسواق المنطقة من المنتجات والبضائع ذات الجودة العالية وبتكلفة مناسبة وهذا يعد ارضية مناسبة لاي تعاون تجاري بين الدول.
وتأتي (القمة السعودية – الصينية) و(قمة الرياض الخليجية الصينية للتعاون والتنمية) و(قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية) خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ الرسمية الى السعودية تلبية لدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.