روسيا وأوكرانيا توقعان على اتفاق استئناف صادرات الحبوب عبر البحر الأسود
(رويترز) – وقعت موسكو وكييف الجمعة بإسطنبول اتفاقيتين منفصلتين مع تركيا والأمم المتحدة بخصوص تصدير الحبوب والمنتجات الزراعية الأوكرانية العالقة في الموانئ عبر البحر الأسود مقابل تخفيف القيود على صادرات الحبوب الروسية بعد نحو خمسة أشهر من الحرب. ورفضت كييف أن توقع الاتفاق بشكل مباشر مع موسكو التي وقعت اتفاقا مماثلا مع أنقرة والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس.
أبرمت كل من روسيا وأوكرانيا بعد ظهر الجمعة في إسطنبول اتفاقا حول تصدير الحبوب، من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس والرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الاتفاق سيساعد على تخفيف أزمة الغذاء العالمية.
وصرح غوتيريس خلال المراسم قائلا "اليوم هناك بارقة أمل في البحر الأسود.. بارقة أمل وسبيل للممكن… وإغاثة في عالم يحتاجها أكثر من أي وقت مضى" ودعا روسيا وأوكرانيا لتطبيق الاتفاق بالكامل.
ومن جهته قال أردوغان إن الاتفاق الذي وقعته تركيا أيضا سيساعد في منع وقوع مجاعة ويخفف من تضخم أسعار الغذاء في العالم.
وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو قد أعلن صباح الخميس أن التوصل إلى اتفاق بشأن تصدير الحبوب الأوكرانية "ممكنٌ في الأيام المقبلة". وقال تشاوش أوغلو خلال مقابلة مع قناة "تي آر تي" الرسمية "لدينا أمل بشأن الحبوب. نأمل أن نعلن عن أخبار جيدة في الأيام المقبلة"، مضيفا أنه "متفائل".
وفي نيويورك، كان نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق قد توقع أن يصل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في وقت وشيك إلى إسطنبول. وأضاف أن "الأمين العام سيتوجه مساء (الخميس) إلى إسطنبول في تركيا في إطار جهوده لضمان وصول عالمي كامل إلى المنتجات الغذائية الأوكرانية وإلى الأغدية والأسمدة الروسية".
وأوضح المتحدث أن مساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث الذي شارك في المفاوضات حول تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود سيكون أيضا موجودا في إسطنبول، إضافة إلى ريبيكا غرينسبان التي تترأس وكالة الأمم المتحدة حول التجارة والتنمية.
وكانت غرينسبان قد زارت موسكو أخيرا وكلفت بالتفاوض حول تخفيف القيود التي تطاول في شكل غير مباشر تصدير الحبوب والأسمدة الروسية في ضوء العقوبات الدولية التي فرضت على موسكو وخصوصا من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
سفن ذات حمولة كبيرة لنقل الحبوب والأسمدة الروسية
ويهدف الاتفاق الذي يتم التفاوض في شأنه إلى إعادة استخدام البحر الأسود عبر ممرات مؤمنة ووقف لإطلاق النار في مناطق العبور. وينص أيضا على عملية تفتيش للسفن التجارية، يرجح أن تقوم بها تركيا، لضمان عدم نقل أسلحة بواسطة السفن التي ستبحر إلى مدينة أوديسا لشحن الحبوب.
وتحدث دبلوماسيون عن إمكانية استحداث مركز تنسيق في إسطنبول بمشاركة خبراء أمميين متخصصين في الملاحة البحرية. وأفاد دبلوماسي لم يشأ كشف هويته أن واشنطن وعدت أخيرا بضمانات لتتمكن شركات نقل من أن تؤمن لروسيا سفنا ذات حمولة كبيرة بهدف تصدير حبوبها وأسمدتها من دون أن تؤثر العقوبات على هذا الأمر.
وقالت موسكو إن هذه العقوبات لا تسمح لها سوى باستخدام سفن صغيرة لا تصلح لنقل صادراتها. وعلق وزير الخارجية التركي قائلا "حتى وإن لم تستهدف العقوبات المنتجات (الزراعية) الروسية، هناك حظر يستهدف النقل البحري وشركات التأمين والنظام المصرفي. ووعدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي برفعه".
ويؤمل أن يؤدي الاتفاق المرتقب بين أوكرانيا وروسيا إلى تراجع الأسعار التي ارتفعت بشكل كبير في الأشهر الأخيرة. وتهدد الأزمة الغذائية التي نتجت من هذا الوضع العديد من الدول بخطر المجاعة، وخصوصا في أفريقيا جنوب الصحراء.