الرئيس الصيني يؤكد أن بلاده ستواصل دعمها الثابت لأمن دول الخليج
• نقف على مفترق طرق في تاريخ العلاقة بين الصين ودول مجلس التعاون
• بكين ستزيد استيرادها للنفط والغاز من دول الخليج
(قنا) – أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ أن بلاده ستواصل دعمها الثابت لأمن دول الخليج، ودعم دول المنطقة في حل الخلافات عبر الحوار والطرق الدبلوماسية.
وقال الرئيس شي جين بينغ في كلمته بافتتاح القمة الخليجية الصينية للتعاون والتنمية المنعقدة بالرياض، “لنكون شركاء لتحسين الأمن، وستواصل الصين دعمها الثابت لدول مجلس التعاون الخليجي في الحفاظ على أمنها، وتدعم دول المنطقة لحل الخلافات عبر الحوار والتشاور، وبناء منظومة الأمن الجماعي في الخليج، وترحب الصين بدول مجلس التعاون الخليجي للمشاركة في مبادرة الأمن العالمي، بغية الحفاظ على السلام والاستقرار للمنطقة بجهود مشتركة، ولنكون شركاء للنهوض بالحضارة، ومن ثم علينا تعزيز التقارب بين شعوبنا، وتنويع التواصل الإنساني والثقافي، والاستفادة من الثمار الثقافية المتميزة لدى الجانبين، وتدعيم جوهرة الحضارة الشرقية بما يقدم مساهمة إيجابية في السبيل التطور والتقدم للحضارة البشرية”.
وأوضح أن الصين حرصت على التواصل بشكل فوري مع مجلس التعاون لدول الخليج العربية فور تأسيسه في عام 1981، وعلى مدى الـ 40 عاما الماضية كتب الجانبان فصولا مثمرة من التعاون الإيجابي في شتى المجالات الإنسانية والتنموية.
وأضاف الرئيس الصيني “إننا نقف على مفترق طرق في تاريخ العلاقة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي، يرسم علاقات سياسية واقتصادية استراتيجية”، كما يعمل على ترسيخ الثقة المتبادلة وتبادل الدعم الثابت في المصالح الحيوية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وبما يحقق المصالح المشتركة للدول النامية الأخرى.
وشدد الرئيس الصيني على ضرورة تعزيز المواءمة بين استراتيجيات الجانبين التنموية، وتفعيل مزايا التكامل بين الخطط ودعم خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030.
وأكد عزم بلاده خلال الفترة من الثلاث إلى الخمس سنوات المقبلة على تكريس جهودها من أجل التعاون مع دول المجلس في المجالات ذات الأولوية، وأولها إنشاء معادلة جديدة في التعاون الشامل في مجال الطاقة، من خلال مواصلة الصين استيرادها النفط الخام، وزيادة استيراد الغاز الطبيعي على نحو مستقر وبكميات كبيرة من دول الخليج العربية، إضافة إلى مجالات التدوير والخدمات الهندسية وغيرها.
وأشار إلى إنشاء المنتدى الصيني الخليجي للاستخدامات السلمية للطاقة النووية، والمشاركة في إنشاء مركز التميز الصيني الخليجي للأمن النووي، وتدريب 300 كادر متخصص في الاستخدامات السلمية للطاقة والتكنولوجيا النووية في دول مجلس التعاون الخليجي.
وبين أن ثاني ركيزة من ركائز العلاقات الثنائية بين الجانبين، هي الدفع باتجاه تقدم جديد في مجالات التعاون بالشؤون المالية والاستثمار، مشيرا إلى حرص بلاده على دخول شركات مجلس التعاون إلى الأسواق الصينية، وإنشاء مجلس الاستثمار الخليجي المشترك، وتعزيز التعاون الاستثماري في مجالين هما الاقتصاد الرقمي والتنمية الخضراء.
كما أكد أن ثالث محور من محاور التعاون بين الجانبين متمثل في مجالات التعاون التكنولوجي في مجالات جديدة، من خلال إنشاء مراكز بيانات ضخمة، والحوسبة السحابية، وتعزيز التعاون في مجالات الجيل الخامس والسادس من الاتصالات، وإنشاء الحاضنات ومراكز ريادة الأعمال، وتجارة الاقتصاد الرقمي في التجارة العالمية، وبناء شبكات الاتصالات، وغيرها.
وأشار إلى رابع محور تسعى الصين إلى تعزيزه في علاقاتها مع دول مجلس التعاون الخليجي، وهو التعاون في مجالات استكشاف الفضاء، من خلال إطلاق سلسلة من مشاريع التعاون في مجالات الأقمار الصناعية والاستشعار عن بعد والاتصالات والتطبيقات الفضائية، إضافة إلى تدريب رواد الفضاء الخليجيين للدخول إلى محطة الفضاء الصينية للعمل المشترك مع رواد الفضاء الصينيين.
وبين أخيرا أن خامس محور هو خلق نقاط بارزة جديدة في التعاون اللغوي والثقافي، من خلال التعاون مع 300 جامعة وأكاديمية، وإنشاء مراكز اختبارية في دول مجلس التعاون الخليجي لتعليم اللغة الصينية، وتوفير ثلاثة آلاف طالب للمشاركة في المخيمات الشتوية أو الصيفية لتعليم اللغة الصينية في الخليج، إضافة إلى إنشاء مكتبة الصين ودول الخليج العربية.
وأكد الرئيس الصيني الثقة المتبادلة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي على مر العقود الماضية، ودعمهما سيادة واستقرار الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، مشيرا إلى تمسك الصين بمبدأ المساواة في علاقاتها مع جميع الدول، والدرجة العالية من التكامل في العلاقة بين الجانبين.