منوعات

قصر خديوي مصر باسطنبول.. تحفة تروي فصولاً من التراث المعماري والتقاليد العثمانية

(كونا) – يعد (قصر الخديوي) تحفة معمارية فريدة في مدينة اسطنبول الشهيرة باحتوائها علي العديد من القصور العثمانية الفخمة التي لا لها مثيل.
وبني القصر الواقع في بمنطقة (بيكوز) بالطرف الآسيوي من اسطنبول على مساحة ألف متر مربع وسط حديقة عملاقة مليئة بالأشجار والطيور في عام 1907 بأمر من خديوي مصر عباس حلمي باشا الذي عاش فيه مع عائلته بعد عزله بقرار من السلطان محمد رشاد الخامس أثناء إعلان مصر استقلالها عن الدولة العثمانية.
ويتميز القصر الذي يشهد اقبالا كبيرا من السياح بنوافذه الكبيرة المطلة على مضيق البوسفور والمناظر الطبيعية الخلابة في الحديقة الخارجية التي تم تصميمها لتكمل روعة عناصره المعمارية الأساسية.
وأكثر ما يميز هذا القصر وجود أول مصعد يعمل بالبخار وبرجه الذي يتيح مشاهدة مضيق البسفور وتحيط به حديقة كبيرة تحتوي أنواعا عدة من الورود والأشجار ويحتضن في أسفله هلالا وثلاث نجمات كما تم تزيين جدران القصر برسومات وزخارف مختلفة.
وفي هذا الصدد قال أستاذ التاريخ في جامعة اسطنبول محمد عارف يالتشين في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم السبت ان قصر الخديوي يمثل تحفة معمارية فريدة "ويفتح نوافذه الكبيرة المطلة على المضيق ليعود بالزائر لعهد الدولة العثمانية العريقة".
وأضاف ان معالم القصر "لا تقتصر على الحرفية المعمارية والتصاميم الفنية الرائعة فحسب بل يتميز ايضا بالمناظر الطبيعية الخلابة في الحديقة الخارجية التي تم تصميمها لتكمل روعة عناصره المعمارية الأساسية".
واوضح ان القصر يضم ايضا أيضا بابا رئيسيا كبيرا مطليا بالذهب كما أنه مزين برمز خاص به ويعلو هذا الباب الرائع تاج مميز وفي أسفله هلال وثلاث نجمات كما أنه تم تزيين جميع جدران هذا القصر برسومات رائعة وزخارف مختلفة ويحتوي القصر على برج يتم من خلاله مشاهدة مضيق البسفور.
كما يحتوي القصر على أربعة صالونات مميزة جدا منها الصالون الخشبي والكريستالي والمرمري كما يحتوي على غرفتين كبيريتين بينما يوجد القسم الدائري من القصر فوق الصالون في الطابق الأول.
ويحتوي هذا القسم على حمام داخلي وغرفتي نوم كما يحتوي القصر على عدد من النوافير بنيت باستخدام حجر المرمر.
واوضح يالتشين "تقام حاليا في القصر الحفلات الفخمة للأعراس والمؤتمرات الهامة وغيرها باعتباره أحد القصور الفريدة من نوعها في تركيا التي تفتح أبوابها أمام الزوار اذ يمثل قصر الخديوي في اسطنبول صرحا ثقافيا فريدا يروي فصولا من التراث المعماري والتقاليد العثمانية الأصيلة برؤية معاصرة تتناسب مع القرن الحديث".
وتعتبر هذه القصور شاهدة على أصالة المدينة وتاريخها العريق. وبعد مغادرة الخديوي اسطنبول في عام 1930 اشترت بلدية المدينة القصر لكنه لم يستخدم كثيرا في السنوات ما بين 1937-1982 وتعرض للتخريب والضرر وتم ترميم القصر في عام 1982 وبعد سنتين من عملية الترميم تم تحويله إلى فندق ومطعم ومقهى.

زر الذهاب إلى الأعلى