محليات

من المكتبة الأهلية إلى مكتبة الكويت الوطنية.. مسيرة ثقافية عريقة على امتداد قرن من الزمن

(كونا) – في 23 يناير 1923 بدأت المكتبة الأهلية العامة مسيرتها الثقافية عندما تبنى عدد من أدباء الكويت فكرة إنشائها لتكون محلا لائقا لتبادل الأفكار والآراء الأدبية والاجتماعية ومجالا لتوسيع المدارك الثقافية.

وقبل قرن من الزمن وتحديدا في عهد الأمير الراحل الشيخ أحمد الجابر أفتتحت المكتبة الأهلية أبوابها وضمت العديد من الكتب النافعة وتطورت وكبرت إلى أن أصبحت في محطتها الأخيرة تحمل اسم مكتبة الكويت الوطنية حالياً.

ومنذ تأسيسها اتخذت المكتبة الأهلية ديوانية «بيت ابن عامر» مقرا لها وتحديدا في «محلة عنز» على مقربة من المسجد المقام في «دروازةالعبدالرزاق».
ويعود الفضل لتأسيس المكتبة إلى المؤسسين الشيخ يوسف بن عيسى القناعي وعبدالحميد الصانع وسلطان الكليب.

وحينها أقيم اجتماع تأسيسي لبى دعوة الحضور فيه كل من سليمان العدساني وزيد الرفاعي ومرزوق الداود ورجب الرفاعي وعبدالرحمن النقيب ومشاري الحسن وعلي الخالد والشيخ يوسف القناعي وتقرر فيه أن يكون عبدالحميد الصانع مشرفا على التأسيس ويساعده رجب الرفاعي ويتولى أمانة الصندوق وعين عبدالله العمران النجدي ملاحظا على القراء.

واتفق المجتمعون على الترتيبات الخاصة بالمالية للمكتبة ومقرها وتم تأجير بيت علي بن عامر وتلقت المكتبة منذ بدء نشاطها مجموعة من الكتب القيمة التي قدمها عدد من الأفاضل الذين تحمسوا لدعم هذا المشروع من أهل الخير وتبرعوا بتزويد المكتبة بمجموعة متنوعة من المجلات والصحف «البلاغ» و«الاهرام» و«المقطم».

وبهذه المناسبة قال المدير العام لمكتبة الكويت الوطنية الدكتور سلطان الديحاني في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية «كونا» اليوم الأحد إن مكتبة الكويت الوطنية هي آخر محطة من محطات المكتبة الأهلية.

وأوضح الديحاني أن المكتبة الأهلية بقيت في مقرها الأول «بيت ابن عامر» قرابة خمس سنوات لكن ميزانيتها تضاءلت واستقال بعض الأعضاء ونقلت كتبها إلى المدرسة الأحمدية وتذكر الروايات أن المكتبة كانت تضم غداة انشائها 1500 كتاب.

وذكر أن المكتبة نقلت بعدها إلى دكان تبرع به الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح في شارع الأمير قرب مسجد ابن عامر وعين مبارك بن جاسم القناعي أمينا لها.

وأشار إلى تشكيل لجنة خيرية في عهد الشيخ أحمد الجابر الصباح لإقامة بناء للمكتبة في شارع الأمير قرب مسجد السوق وضمت اللجنة الشيخ يوسف القناعي وعلي بن سيد سليمان وعبدالله الصقر ومشعان الخضير وخالد الحمد وعبداللطيف الغانم وقد أسهم في هذا عدد من أهل الفضل والمروءة.

وبين الديحاني أن السيدة شاهة الصقر تبرعت بدكان كانت تملكه وتم بناء المكتبة في ذلك المكان عام 1936 وألحقت بإدارة المعارف تحت رعاية رئيس المعارف آنذاك الشيخ عبدالله الجابر الصباح وحملت المكتبة اسما جديدا وهو «مكتبة المعارف».

ولفت إلى أن «مكتبة الكويت الوطنية» هي ثمرة «المكتبة الأهلية» التي كانت بهذا الاسم منذ تأسيسها عام 1923 حتى 1936 لتصبح بعدها «مكتبة المعارف العامة» حتى عام 1957 وبعدها مكتبة المعارف الرئيسية حتى عام 1962 ثم اتخذت اسم «المكتبة العامة الرئيسية» حتى عام 1966 وبعدها «المكتبة المركزية» حتى عام 1985 ثم «المكتبة المركزية للدولة» حتى عام 1994.

وقال إن المكتبة حملت اسم «مكتبة الكويت الوطنية» منذ عام 1994 حتى اليوم لتكون شاهدا على تلك المسيرة وتكون المكمل لها والنسخة المطورة التي تسعى لتكون أفضل صرح ثقافي في الكويت لخدمة المثقفين والقراء. 

زر الذهاب إلى الأعلى