تركيا تفتتح مركزاً لتأمين شحن أكثر من 25 مليون طن من الحبوب الأوكرانية العالقة بالموانئ
• تنسيق عسكري مع أنقرة لتأمين عبور سفن الحبوب والمنتجات الزراعية من خلال ممر آمن
(كونا) – عقب أيام من اتفاق نقل الحبوب من أوكرانيا الذي جرى توقيعه في إسطنبول أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار اليوم الأربعاء افتتاح مركز التنسيق المشترك لتصدير الحبوب الأوكرانية الذي نصت عليه الاتفاقية الموقعة بين موسكو وكييف برعاية الأمم المتحدة وبوساطة تركية.
وقال وزير الدفاع التركي خلال مراسم افتتاح مركز التنسيق المشترك لتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود في مدينة إسطنبول إن «هناك أكثر من 25 مليون طن من الحبوب عالقة في الموانئ الأوكرانية» موضحا أنه «سيجري التنسيق عسكريا ومدنيا مع تركيا لتأمين عبور شحنات الحبوب».
واعتبر أن «اتفاقية إسطنبول حول نقل الحبوب مهمة جدا للدول الإفريقية والدول الأخرى التي تستورد الحبوب» ورأى أن «توقيع الاتفاقية شكل نقطة تحول مهمة جدا والوثائق التي ستوقع في سياق تنفيذ الاتفاق ستبقى سارية 120 يوما وتجري مراجعتها بعد ذلك» لافتا إلى أن «الاتفاق سيسهم في انخفاض أسعار الحبوب».
ويأتي الافتتاح المقرر للمركز المعني بمراقبة تنفيذ الخطة بما يضمن استئناف صادرات الحبوب الأوكرانية التي توقفت بعد الأزمة الروسية الأوكرانية في 24 فبراير الماضي على أن تعين الأطراف المعنية ممثلين في هذا المركز.
وتوقعت تركيا بدء تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية خلال الأسابيع المقبلة مطالبة كلا من روسيا وأوكرانيا بالالتزام بالاتفاقية الخاصة بالممر الآمن بالبحر الأسود لنقل الحبوب الموقعة في إسطنبول يوم الجمعة الماضي.
وأعلنت تركيا أنه من الممكن نقل ما يصل إلى 50 مليون طن من الحبوب من أوكرانيا وروسيا بالتنسيق مع مركز الحبوب في إسطنبول حتى نهاية العام.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إنه سيسمح بنقل المنتجات الزراعية فقط من خلال ممر الحبوب الآمن وسيراقب ذلك مركز التنسيق المشترك الذي تم افتتاحه في إسطنبول اليوم.
وأضاف «أن خروج سفن الحبوب من الموانئ الأوكرانية سيكون تحت سيطرة السلطات المحلية بشكل كامل ثم تتخذ هذه السفن طريقا معينا تبلغ به مركز إسطنبول في كل مرحلة وعند دخولها المياه الإقليمية التركية «ستستمر مراقبة السفن وسيجري تفتيشها بالقرب من إسطنبول عند نقطة معينة وسيتم تطبيق إجراء مماثل للسفن العائدة.
وحتى نهاية العام الحالي وبالتنسيق مع مركز الحبوب في إسطنبول الذي سيكون تحت إشراف الأمم المتحدة يمكن نقل من 40 إلى 50 مليون طن من الحبوب من روسيا وأوكرانيا إلى الأسواق العالمية.
ووفقا له فإن هناك ما بين 20 و25 طنا من الحبوب في مستودعات أوكرانيا و25 و30 طنا في مستودعات روسيا.
كما لم يستبعد قالن تمديد اتفاقيات الحبوب وقال «لقد تم توقيع الاتفاقيات لمدة اربعة أشهر قابلة للتجديد تلقائيا بموافقة الطرفين الروسي والأوكراني».
وأعرب المتحدث الرسمي للرئاسة التركية عن أمله في أن يسهم التنفيذ الناجح لاتفاقيات الحبوب في استئناف المفاوضات بين الجانبين الروسي والأوكراني.
وقال «أفترض أنه وعلى الرغم من الصعوبات فقد تم التوصل إلى اتفاق بشأن توريد الحبوب ويمكن كذلك أن تتم عملية لضمان وقف إطلاق النار ومفاوضات للسلام».
وفي السياق أكد الرئيس رجب طيب أردوغان أن بلاده تتطلع من الأطراف كافة الالتزام بالاتفاقية المتعلقة بنقل الحبوب من الموانئ الأوكرانية والتصرف وفق المسؤوليات التي أخذوها على عواتقهم.
وأشار أردوغان في لقاء مباشر مع قناة هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية (تي آر تي) أمس الأول الاثنين إلى «وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية» التي تم توقيعها في 22 يوليو الجاري في إسطنبول بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة موضحا أن تنفيذ الخطة بشكل ناجح سيبدأ في تخفيف آثار الأزمة الغذائية العالمية.
وذكر أن البعد التشغيلي للخطة ستتم إدارته من إسطنبول من قبل مسؤولين من تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة.
وسوف تجري عمليات التفتيش بموجب اتفاقية تصدير حبوب البحر الأسود من قبل موظفين أتراك تابعين لمركز التنسيق المشترك ومن المتوقع أن يتم التفتيش في منطقة مرسي توركيلي على الطريق إلى إسطنبول.
ويقول الخبير الاستراتيجي إسماعيل كابان في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن بلاده تعقد آمالا كبيرة على تجاوز الأزمة الغذائية التي حلت بالعالم وارتفاع أسعار الحبوب ما أثر على دول العالم الثالث.
وأشار إلى أن التوقيع على وثيقة نقل الحبوب هو أكثر التطورات الإيجابية منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية موضحا أن بلاده تسعى لتحقيق انجاز آخر على صعيد وقف إطلاق النار في أوكرانيا.
ووفقا للآلية التي جرى توقيعها تم إنشاء ثلاثة ممرات آمنة لخروج السفن من ميناء (أوديسا) ولن تكون هناك إزالة كاملة للألغام بسبب عدم ثقة الأوكرانيين بالروس بعد ذلك سترافق السفن الحربية الأوكرانية السفن المحملة بالحبوب إلى المياه الدولية ثم ستتولى الأساطيل الأجنبية مرافقة السفن وتحضرها إلى إسطنبول.
وتم إنشاء مركز عمليات في إسطنبول لتوزيع الحبوب على أجزاء أخرى من العالم ولمعالجة مخاوف روسيا من تهريب الأسلحة سيتم تفتيش السفن التي تم تفريغها من الحبوب واحدة تلو الأخرى من السلطات التركية في إسطنبول قبل عودتها.
وكانت وسائل إعلام تركية عديدة قد أفادت بأن مركز تنسيق معبر الحبوب الأوكراني في مدينة إسطنبول سيرأسه في الوقت الحالي أميرال بحري تركي وسيضم فريق التنسيق 20 موظفا من الأطراف المعنية الأربعة وهي روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة.
وأوضحت أن أعضاء الفريق سيعملون بغرف وأقسام مستقلة عن بعضها البعض دون أن يكون هناك أي لقاء فيما بينهم ودون أي تواصل مباشر بين الطرفين الروسي والأوكراني.
وأشارت إلى أنه في حال حصول أي طارئ أو مشكلة تحتاج حلا ولقاء بين الأطراف عندئذ يمكن للطرفين الروسي والأوكراني اللقاء بحضور بقية الأطراف للتوصل إلى حلول لتلك المشاكل الطارئة كما ستكون غرفة عمليات في مركز التنسيق لمراقبة حركة السفن العابرة من الموانئ الأوكرانية باتجاه البحر الأسود وصولا إلى إسطنبول تنفيذا للاتفاقية الموقعة بين الأطراف.
ويرى الخبراء أنه مع توقيع الاتفاق وافتتاح مركز التنسيق تبقى المعضلة الأساسية في المسائل التقنية كتشكيل مركز مراقبة في اسطنبول وتحديد الطرق الآمنة ونقاط التفتيش عند مخارج الموانئ ومداخلها بأسرع ما يمكن.
ووفقا للاتفاق سيستأنف تصدير الحبوب الأوكرانية من ثلاثة موانئ في مقاطعة (أوديسا) جنوب أوكرانيا والمطلة على البحر الأسود وهي (أوديسا) و(تشورنومورسك) و(يوجني).
ويهدف الاتفاق الذي تم التفاوض في شأنه منذ أكثر من شهرين إلى إخراج نحو عشرين مليون طن من الحبوب الأوكرانية العالقة بسبب النزاع عبر البحر الأسود مع تسهيل الصادرات الروسية من الأسمدة والحبوب.
ويتضمن الاتفاق تدخل الأمم المتحدة للعمل على إزالة القيود الغربية والدولية غير المباشرة المفروضة على الحبوب والأسمدة الروسية.